ما هي لجنة الإنقاذ الفرنسي من الاحتلال الأجنبي؟

الكاتب: سامي -
ما هي لجنة الإنقاذ الفرنسي من الاحتلال الأجنبي؟
"حكم لجنة الإنقاذ الفرنسية:

أمام خطر الاحتلال الأجنبي الذي كان يحيط بفرنسا، رأى زعماء المؤتمر الوطني أنه لا بُدّ من وضع السلطة بيد هيئة صغيرة قادرة على السيطرة على الموقف الداخلي، وإحباط المؤامرات التي تقوم بها المعارضة الجيرونديين، كما أن عليهم مجابهة العدوان الخارجي بسرعة وعزم، وقد تم انتخاب لجنة سُمّيت (لجنة الإنقاذ العام)، والتي كانت تضم تسعة أشخاص تم إعطائهم صلاحيات ديكتاتورية.



حكم لجنة الإنقاذ الفرنسية:



اتصف حكم لجنة الإنقاذ الفرنسية بالبطش والإرهاب الجيرونديين، الذين كانوا يريدون العودة بالبلاد إلى سياسة معتدلة والتفرغ للإصلاح الداخلي؛ وذلك لأن مصالحهم كبوراجوازيين قد تأثرت كثيراً بجو الإرهاب والتطرف وعدم استقرار السائد في فرنسا، وكما تم تشكيل لجنة أخرى تدعى (لجنة الضمان العام)، والتي أخذت على عاتقها إدارة شؤون الشرطة وحفظ الأمن الداخلي ومراقبة المشبوهين، والتي كانت تساعدها محكمة الثورة؛ من أجل النظر في المشتبه فيهم وفي سلوكهم ويتم إرسالهم بسرعة إلى السجن.


وكما بادرت لجنة الإنقاذ العام إلى العمل الفوري وصارت تجتمع كل يوم لاتخاذ القرارات والتدابير الكفيلة بإنقاذ فرنسا، وكما واجهت على الصعيد الداخلي الكثير من المشاكل مثل الأزمات المالية وتدني قيمة النقد الفرنسي، والتي تم استغلال تلك المشاكل في إثارة الثورات، وقد زادت تلك الثورات من متاعب الحكومة الفرنسية والتي اضطرت إلى إرسال قسم كبير من الجيوش الفرنسية لإخضاع المتمردين.


وقد كان زعماء الجيرونديين على صلات وثيقة بتلك الحركات، فقد بادر “دانتون” زعيم لجنة الإنقاذ العام في اعتقال ممثليهم في المجلس الوطني، فتم سجن بعضهم وإعدام بعضهم وتم فرار الأخرون إلى مناطقهم يحرضون على الثورة ضد حكم اليعاقبة، وامتدت بعد ذلك حركات التمرد وشملت جميع أراضي غرب وجنوب فرنسا، وفد تطرف أيضاً بعض المتمردين على الثورة كثيراً، حتى أن سكان مدينة (تولون) لم يترددوا عن التعاون مع الأسطول البريطاني المحاصر للمرفأ والسماح لرجاله بدخول المدينة.


وقامت جيوش الجمهورية بفك الحصار عن مرفأ تولون واستعادة المدينة؛ ممّا اعتبر ذلك بمثابة ضربة قاسية لأكثر المتمردين على الثورة تطرفاً ومؤيديهم ومناصريهم الفارين، وتم بعد ذلك إخضاع باقي المناطق المتمردة التي تعرضت لموجة كبيرة من البطش والإرهاب، والتي تمت تحت اسم حمية حرية فرنسا ووحدتها، أما الأمور السياسية الخارجية والدفاع ضد دول التحالف الأول فقد تولاها الضابط “دانتون” وهو رَجل لجنة الإنقاذ العام.





"
شارك المقالة:
117 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع
youtubbe twitter linkden facebook