في العصور القديمة كان المحاربون بحاجة إلى أداة خفيفة الوزن قتالية يتم وضعها على الخصر للتصدي لأي هجوم عدائي وكرمز للقوة، ولحاجتهم إلى سلاح يتم حمله في أي وقت واستعماله بسهولة، كان الخنجر حل مثالي أكثر من استعمال الرمح أو السيف حيث يصعب التنقل بهم وحملهم في كل الأوقات، قديمًا كان يتم صناعته من الخشب والعظام وحتى من قرون الحيوانات، في العصور الوسطى تمت صناعة الخناجر بأشكال متعددة منها الخنجر القصير والطويل.
قديمًا حوالي 1300م كان الخنجر الأوروبي يتم إنتاجه بدقة، تم اعتباره من أدوات ما قبل التاريخ، لكن لسوء الحظ لم يتم العثور إلّا على أجزاء صغيرة فقط من القطع الأثرية حتى هذا الوقت، ومع ذلك فمن المحتمل أنّ الخناجر قد تم تطويرها من السكاكين البدائية، مع التطور في التقنيات أصبح يتم استعماله بكثرة ويتم إنتاجه وتصنيعه بشكل واسع بين مختلف الحضارات القديمة والمختلفة، أصحبت الخناجر المصنوعة من النحاس والمعدن الأكثر استعمالًا وعُدّت الأكثر كفاءة.
في مصر القديمة تم استعماله كأداة مساعدة للأنشطة اليومية، ومع ذلك قامت العائلات الثرية باستعمال الخناجر من الذهب، في الماضي، لم يكن هناك أي أهميه للتصاميم المصنعة له، حيث كانت السمة الأساسية والأكثر أهمية للخنجر هي التطبيق العملي، ومع ذلك كان المصريون قادرين على صنع خناجر مزخرفة كانت تستخدم على نطاق واسع في احتفالات المعابد، كانت فترة العصر الحديدي بدايةً لظهور إمكانيات جديدة، كانت الخناجر المصنوعة من الحديد الصلب متينة وثابتة في نفس الوقت.
ابتكر الحرفيون الماهرون طرق لصناعته بشكل مبتكر وغنيًا بالتفاصيل الزخرفية، أصبح انتشار استعماله أكثر خاصةً في الجيش في العديد من الحضارات القديمة على سبيل المثال تم تجهيز جيش الهوبليت اليونانيون برمح طويل وسيف قصير أو خنجر، قامت الحضارات بعد ذلك بالاهتمام باستعمال الخناجر أكثر حتى أنه في القرن السادس عشر تم إنشاء مدرسة خاصة للمبارزة يتم فيها تعلم إمساك الخنجر واستعماله.
في عصر النهضة، كان يعد جزءًا من الملابس اليومية، كما أنه كان يصنع من مواد باهظة الثمن وكان بمثابة مؤشر على الحالة الاجتماعية للشخص، تم استخدام النوع الأرخص والأكثر شيوعًا من الخناجر من قبل عامة الناس أيضًا، ما يميز الخنجر عن السيف حجمه الصغير وسهولة استعماله وبساطة المواد المكونة له، في الواقع كان الخنجر الشرقي متقن الصنع للغاية على الرغم من صنعه من أدوات بسيطة.
وجدت أدلة تعود للعصر الحجري القديم في فرنسا على خناجر مصنوعة من قرون الحيوانات، كما يمكن تتبع هذا في العصور اللاحقة، أكثر البلدان التي قامت بصناعته من قرون الحيوانات الهند، في العصر الحجري الحديث، تمت صناعته من الصوان، تم العثور على العديد منها في سيبيريا، في أوروبا الغربية لم يتم استعماله ولا بأي شكل من الأشكال تم استبداله بالسيوف، ولهذا عُد الخنجر بدايةً لانتشار واستعمال السيف.
في الواقع بالذات من الهند إلى تركيا وجدت أكبر مجموعة متنوعة من الأشكال والأسماء للخنجر، في تلك الدول تم استعمال الخناجر غالبًا كسلاح احتياطي في المواقف التي يصعب فيها استخدام السلاح الرئيسي، بسبب حجمه عبر التاريخ، وكأسلحة هجومية استعمل أيضًا من قبل العديد من المحاربين البرابرة في الحروب والقتال، تم العثور على الخناجر المسمية باسم (sramaxax) أو (seax) وهو خنجر يزن 0.6-0.7 كجم بطول 45 سم.
كان أكثر فترة لاستخدامه فترة العصر الحديث خاصةً خلال الحرب العالمية الأولى ولهذا السبب أصبح سلاحًا شائعًا، كانت الخناجر الاسكتلندية ذات القبضة القصيرة والمستديرة نوعًا آخر من الخناجر المستخدمة على نطاق واسع، خلال الحرب العالمية الثانية، عادت الخناجر المزخرفة كرموز لمكانة وقوة أعلى، خلال العصور الوسطى تم استعماله كأداة للدفاع عن النفس، بمرور الوقت أصبح التركيز على استعمال الدروع مما جعل الخنجر أقل فعالية.
لكن الرماة ورجال القوس والنشاب كانوا بحاجة لنوع من الأسلحة الاحتياطية خفيفة الوزن وظلوا يستعملون الخنجر في القتال، بالنسبة لآسيا بشكل عام، كان الدور الكبير للخناجر مجرد استثناء، تم استعمال الخناجر بشكل حصري تقريبًا كأسلحة مدنية خاصةً في النزاعات المسلحة، حيث تستعمل الخناجر القتالية بشكل أساسي كنوع مساعد من الأسلحة المصممة لحل المهام الخاصة، في الواقع اليوم لا يستعمل إلّا بشكل نادر لكنه يبقى من أهم الأدوات والأسلحة القديمة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.