"عملية أسد البحر: بداية عملية أسد البحر: عملية أسد البحر:
وضعت ألمانيا خططاً لقواتها الجوية للمشاركة في الحرب العالمية الثانية، وكان لتلك القوات هدفين؛ الهدف الأول سحب القوات الجوية البريطانية للمشاركة في الحرب وتحقيق الانتصار عليها، أما الهدف الثاني فكان فتح الطريق لعمليات الغزو البرمائي، تمكنت بريطانيا خلال تلك الحرب العمل على تحسين أوضاعها العسكرية واستخدام أسلحة عسكرية جديدة للمشاركة في الحرب بدل الأسلحة القديمة.
بداية عملية أسد البحر:
مع استمرار الحرب، أصدر قائد ألمانيا النازية “هتلر” في عام 1939 ميلادي قراراً بغزو فرنسا؛ وذلك من أجل الحصارات التي تعرض لها الألمان، حيث كانت تسعى ألمانيا في غزو لوكسمبورغ وبلجيكا وهولندا، فقد كان بإمكان ألمانيا العبور؛ وذلك لأن جميع المعابر البحرية كانت تحت سيطرتها، كما كانت تخطط لهبوط طائراتها في إنجلترا، والتي كانت من أهم خططها، منع القوات الملكية الإنجليزية من التحرك وتدمير الأسطول البحري، كما سعت إلى منع الغواصات البريطانية من العمل.
حققت ألمانيا انتصاراً كبيراً في النرويج، وأخذت تخطط لغزو إنجلترا، لكنها لاقت رفضاً من الشارع الألماني؛ وذلك بسبب فقدانها مقاتلاتها البحرية في الحرب النرويجية، وتعرضها للكثير من الخسائر في تلك الحرب، فلم يعد بإمكان الأسطول البحري الألماني التصدي للأسطول البحري الإنجليزي، تمكنت ألمانيا السيطرة على فرنسا، وحاولت عقد السلام مع إنجلترا لكنها رفضت، مع الرفض خططت ألمانيا على الغزو على إنجلترا، ووضع هتلر مجموعة من الخطط لكي يتمكن من هزيمة أسطولها.
ومن تلك الخطط، ضرورة القضاء على البحرية البريطانية بشكل كامل؛ وذلك من أجل أنّ تتمكن القوات الألمانية العبور بسلام دون التعرض لأي مواجهة، وضرورة القضاء على الألغام الموجودة في القناة الإنجليزية والعمل على إغلاق مضيق دوفر بواسطة الألغام الألمانية، كما خطط بأن تسيطر المدفعيات الثقيلة على المناطق الموجودة بين إنجلترا وفرنسا، وضرورة بقاء الأسطول البحري البريطاني في بحر الشمال والعمل على محاصرته.
طلبت إيطاليا من ألمانيا النازية الوقوف إلى جانبها وإرسال مجموعة من الطائرات المقاتلة وعدد من الكتائب العسكرية الإيطالية، تم تقسيم القوات الألمانية إلى قسمين، فمنهم من قاتل براً والقسم الآخر تم وضعهم للقتال براً وبحراً. عند بدء الحرب لم تتمكن الطائرات الألمانية من هزيمة السفن الملكية البريطانية، ولعل ذلك يعود إلى عدة أسباب ومن أهمها، عدم قيام ألمانيا بتجهيز طائراتها للهجوم بشكل سريع، بالإضافة إلى عدم وجود القنابل الخارقة التي تمكنها من هزيمة السفن البحرية.
في عام 1940 ميلادي بدأت ألمانيا بتنفيذ هجمات جوية على عدة مواقع في بريطانيا، وذلك سعياً منها إلى تدمير السلاح الجوي البريطاني، ومن بدأت بتغير خطتها من قصف السلاح الجوي إلى قصف لندن، ولعل السبب وراء قصف لندن؛ هو العمل على إضعاف القوات البحرية البريطانية، بالإضافة إلى عدم مقدرة ألمانيا مواجهة الأسطول البحري البريطاني، أعلن القادة الألمان بأنّ الانتصار الجوي لا يكتمل دون تحقيق الانتصار البحري.
لم تكن ألمانيا تريد خسارة الكثير من قواتها في مواجهتا لبريطانيا، وذلك كونها كانت تخطط لغزو إنجلترا، بعد دراسة قادة ألمانيا النازية لوضع البحرية لديهم، اقترحوا بعدم إتمام عملية غزو إنجلترا، وأنّها سوف تكون عملية فاشلة ذات نتائج مخزية، حاولت ألمانيا استخدام أساليب سرية في الهجوم على إيطاليا، ومن تلك الأساليب قطع الكهرباء عنها؛ وذلك من أنّ تعيش بريطانيا في حالة من الفوضى.
عانت ألمانيا من صغر سفنها العسكرية مقارنة بالسفن البريطانية، وقد تعرضت الكثير منها إلى التدمير، ولم يكن بإمكانها الاستمرار في القتال، لكن صغر حجمها كان من أهم ميزاتها، وساعدها ذلك في عبور المضيق بشكل سهل وسريع، لم تتمكن بريطانيا من إحضار كافة سفنها البحرية وإلحاقها بالأسطول البريطاني؛ وذلك لأنها كانت محاصرة في بحر الشمال من قِبل القوات الألمانية، لكنها بقيت سفنها الموجودة والتي تفوق أعداد السفن الألمانية موجودة على السواحل البريطانية.
لم تكن إنجلترا خائفة من القوات البحرية الألمانية، بحجم ما هي متخوفة من الأسطول الفرنسي والذي كان يُعرف عنه بأنّه وأحدث وأكبر الأساطيل البحرية، لم تتمكن ألمانيا من تنفيذ عملياتها البرية والبحرية؛ وذلك لافتقارها إلى التدريب ووجود المعدات العسكرية الكافية لتنفيذ الهجوم، لذلك قررت ألمانيا العمل على بناء سفن كبيرة لخوض الحرب، لكن لم يكن لديها الوقت الكافي لإتمام عملية البناء، لذلك اضطرت إلى استخدام القوارب واستعانت بهولندا وبلجيكا وفرنسا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.