قد كان لدى الفايكنج بعض الموانئ التي تعتبر مهمة تجارياً مثل مينا آرهوس والذي كان يوجد في الدنمارك ومينا هيدابي والذي كان موجوداً في ألمانيا وغيرها من الموانئ التجارية المهمة، التي كانت تحت سيطرة الفايكنج في الدول الإسكندنافية.
أسباب غارات الفايكنج:
قام الفايكنج بعمليات الغزو بشكل كبير وهناك عدة أسباب قادت الفايكنج إلى تلك الغزوات حسب آراء المؤرخين، فمنهم من يرى أن الفايكنج كان يسعوا إلى توسعية أراضيهم على امتداد الساحل في أوروبا، ومنهم من يقول ان كلاً من إنجلترا وأيرلندا وويلز كانت مقسمة إلى عدة ممالك صغيرة ويدور فيها الصراعات الداخلية وتعيش في حالة من الفوضى؛ ممّا جعلها فريسة سهلة للغزو بالرغم من الوضع في مملكة الفرنجة إلا أنها كانت تدافع عن أراضيها وقامت وتحصينها، ومنهم من يرى بأن الفايكنج كانوا يحبون المغامرة و متعطشون للقتال.
وقد رأى البعض أن السبب الرئيسي في الغارات التي كان يقوم الفايكنج هو الزيادة السكانية والتي كانت عن التقدم التكنولوجي السريع في تلك الفترة حيث أشتهر معدن الحديد حينها، وربما يكون سبب تلك الغارات هو قيام مملكة الفرنجة بالتوسع نحو مناطق الجنوب والتي كانت توجد فيها الدول الإسكندنافية، بالإضافة إلى قيام ملك النرويج بتوحيد النرويج وقيامه بطرد جنود الفايكنج والذين كانوا نازحين، فأصبحوا حينها بلا مأوى ولا يوجد مكان يذهبون إليه، ونتيجة ذلك أصبحوا بعد ذلك ولكي يستطيعوا الحصول على رزقهم أصبحوا غزاة.
كما أنهم كانوا يقومون بزرع محاصيلهم في فصل الشتاء ويبدأون غاراتهم عند ذوبان الجليد ثم يرجعون إلى اراضيهم للحصول على المحصول، وقد كانت أهم المراكز التجارية للفايكنج هي مدينة “هدابي” والتي كانت توجد بالقرب من مملكة الفرنجة، حيث كانت تلك المدينة تعتبر نقطة إلتقاء الحضارات، إلا أنه تم تدميرها على يد النرويجيين، فقد كان النشاط التجاري للفايكنج نشاطاً كبيراً حي يقال أن تجارتهم تعدت حدود الإمبراطورية البيزنطية.
كما كان الفايكنج مجهزين انفسهم بسفن طويلة وكانت تتميز تلك السفن بتقنية عالية، وقد كان يتم استخدام تلك السفن في الأعمال التجارية، كما كان يوجد لديهم سفن أخرى يتم بناؤها بشكل أكبر وأعمق وقد كان يتم استخدامها في حالات الحرب والغارات، كما أنهم كانوا يتمتعون ببراعة في الغارات وصيد الهدف وقد اشتهروا في تلك الفترة قراصنة ومحاربين، وقد كان الفايكنج يستخدمون سفنهم في السفر لمسافات طويلة ويخططون للعمليات الحربية بتقنية عالية.
حيث أنهم اشتهروا بعمليات الكر والفر بطريقة تكتيكية، حيث أنهم كانوا يقومون بضرب هدفهم بسرعة فائقة ويقومون بالفرار قبل أن يصل إليهم عدوهم، وقد استطاع الفايكنج بواسطة سفنهم الكبيرة والمميزة أن يبحروا في المناطق الضحلة حيث أنهم استطاعوا الوصول إلى الاراضي البعيدة الداخلية على طول الأنهار، وقد تميزت سفنهم أيضاً بسرعتها الفائقة، وقد خاض الفايكنج عدة معارك بحرية.
وعلى الرغم من قلة تلك المعارك إلا أنهم كانوا قد خاضوها وذلك عندما قاموا بالصعود إلى متن السفن الأوروبية، وعندما زادت المعارك البحرية لدى الفايكنج كانوا يقومون بربط سفنهم ببعضها البعض ويجعلونها قريبة من بعضها ويقومون بالتقدم بشكل بطئ نحو العدو، وقد كانوا يقومون أثناء تقدمهم برمي السهام والقذائف نحو العدو وعندما تكون السفن قريبة كانوا يقومون بالصعود على متن سفن أعدائهم ويتقاتلون معهم بالسيوف.
وقد كانت عملية ربط سفن الفايكنج بالحبال تساعدهم بأن يكونوا فريق واحد ويقاتلون بقوة، إلا أن تلك العملية قد كان لها بعض السيئات، حيث أن نتيجة ارتباطهم في بعضهم البعض لا يستطيعون التراجع أو ملاحقة العدو بشكل فردي، إلا بفك تلك الحبال كونهم مرتبطين ببعضهم البعض؛ ممّا أدى ذلك إلى إضعاف أسطول الفايكنج وجعل قيامة في تلك المعركة أمر صعب، إلا أنهم كانوا يستطيعون من القضاء بعض المقاومات الضعيفة خلال تلك الغارات.
وتم إلغاء نظام العمل بالسخرة وذلك بعد إتباع الحكم المركزي في الدول الإسكندنافية، وقامت أوروبا بعد ذلك بتغيير نظام بناء السفن لديها حيث أنها توقفت عن بناء السفن الطويلة، حيث قامت أوروبا ببناء السفن القتالية مع رفع المنصات من الأمام والخلف؛ وذلك من أجل أن تتمكن من التصدي وتدمير السفن الطويلة، وكما تشير الدراسات بأن الفايكنج كانوا يستخدمون البوصلة في في رحلاتهم البحرية، كما أنهم كانوا يستخدمون خصائص تقسيم الضوؤ وتصفية الضوء؛ وذلك من أجل تحديد موقع الشمس عندما لا يتم رؤيتها بشكل مباشر.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.