حرب الاستقلال الإسبانية: هي صراعات دارت بين (إسبانيا والبرتغال) ضد فرنسا؛ من أجل الاستيلاء على شبه الجزيرة الأيبيرية، وقد كانت بداية حرب الاستقلال الإسبانية عندما قامت القوات الفرنسية بغزو البرتغال في عام 1807 ميلادي وغزو إسبانيا في العام التالي.
حرب الاستقلال الإسبانية الأولى:
في عام 1807 ميلادي كانت معظم الدول الأوروبية مطيعاً لحكم “بيان برلين”، وقامت بعدها دولة النمسا بالانضمام إلى حصار القارة الأوروبية، وقد عارضت الدولة العثمانية معترضة على ذلك الانضمام إلا أنها انضمَّت في التالي؛ وذلك تنفيذاً للتعاون بين فرنسا وروسيا، وقد قامت البرتغال بالتحالف مع إنجلترا التي كانت لها حدود من الشرق مع إسبانيا والتي ربطتها أيضاً علاقة اسرة البوربون بتاريخ فرنسا؛ ممّا جعلها تلتزم بذلك الحصار.
وقد قام نابليون في عام 1807 ميلادي، بأمر البرتغال أنه يجب عليها إغلاق الموانئ البرتغالية بوجه بريطانيا، إلا أن البرتغال قامت برفض ذلك الأمر، وفي الثامن عشر من أكتوبر من نفس العام قامت القوات العسكرية الفرنسية بعبور الحدود الإسبانية، وقد فرحت الحكومة الإسبانية والشعب الإسباني بقدوم الجيش الفرنسي؛ وذلك آملة بأن يتحرر نابليون من قبضة وزيره الخائن.
وبذلك وجدت البرتغال نفسها عاجزة امام التحالف البرتغالي الإسباني وأنها غير قادرة على مواجهة هذا التحالف القوين، فقامت باللجوء إلى البرازيل، وبعد أن تم فتح البرتغال بالكامل قام “نابليون” بالفرض على الرعايا الجدد في الدولة بدفع التعويضات والتي كان مقدارها مائة مليون فرنك، ومن ثم قامت بريطانيا بعد ذلك بإرسال حملات عسكرية إلى البرتغال من أجل تحقيق مكاسب خاصة بها، ومن بعدها قام “نابليون” بإرسال جيوشه إلى إسبانيا وأمر باحتلال المواقع الاستراتيجية في مدينة مدريد الإسبانية.
وقد عانت إسبانيا من خلافات داخل البلاط الملكي الإسباني، فقد خشي وريث العرش “الأمير فرديناند” من يعيق الملك “جودوي” من توليه العرش، فقام بحياكة مؤامرة ضدهم فعندما عَلم الملك “جودوي” بذلك أمر بالقبض على “فرديناند” وقام بمحاكمته بتهمة الخيانة، وقد ثار الشعب الإسباني على الملك “جودوي” بعد الذي قام به فتم حينها القبض عليه ووضعه في زنزانة وتم تجريده من حكم، وتم حينها إطلاق سراح الأمير “فرديناند”، إلا أن “نابليون” رفض الاعتراف فرديناند وريثاً للعرش.
وقام “نابليون” باستغلال ما حدث في إسبانيا، فقام بدعوة الأمير “فرديناند” والأمير “تشارلز الرابع” إلى اجتماع؛ من أجل تحديد وريث العرش في إسبانيا، وأقر نابليون أن فرديناند غير مؤهل عقلياً لحكم إسبانيا، فعندما علم الشعب الإسباني بذلك القرار الذي اتخذه نابليون قاموا برشق الجنود الفرنسيين بالحجارة والعمل على تمزيقهم؛ لأنهم رأوا مساعي “نابليون” لإنهاء حكم “البوربون” في إسبانيا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.