"الحرب المجرية الرومانية:

الحرب المجرية الرومانية : هي حرب حَصلت بين مملكة رومانيا والجمهورية المجرية السوفيتية، وقد استمرت تلك الحرب لمدة عامين وقد نتج عن تلك الحرب سيطرة مملكة رومانيا على شرق المجر.

 

الحرب المجرية الرومانية:

 

بسبب حملة الإيطالية خلال الحرب العالمية الأولى تم انهيار الإمبراطورية النمساوية المجرية، فقام السياسي المجري “ميهالي كارولي” بالقيام بحملة انشقاقية ضد الحرب، حيث قام بعَمل اتصالات بشكل سري مع الدبلوماسيين الفرنسيين والبريطانيين خلال فترة الحرب؛ ممّا أدى ذلك إلى قيام ثورة وقام بمساعدة الحلفاء بالوصول إلى السلطة، لقد وضع “ميهالي كارولي” رئيساً للوزراء في المجر، فقامت الولايات المتحدة الأمريكية بإصدار أوامر بنزع السلاح من المجر، وقد أدى نزع السلاح إلى بقا المجر دون سلاح في حال تعرضها للخطر.

 

بعد فترة تم حدوث الكثير من الأحداث العسكرية والسياسية في المنطقة، حيث قام الجيش الصربي بعبور الحدود المجرية بمساعدة الجيش الفرنسيين كما قامت القوات العسكرية التشيكوسلوفاكية بعبور الحدود الشمالية المجرية، أما القوات العسكرية الرومانية فقد قامت بعبور الحدود الشرية من المجر، فقامت المجر بعقد هدنة مع القوات العسكرية الصربية، حيث بدأت المجر بعملية إعادة ترتيب جنودها، إلا أنّ القوات العسكرية الفرنسية قامت بالتقدم نحو المجر، رغم الهدنة التي وقعتها المجر مع صربيا، في تلك الأثناء كانت القوات الرومانية تقوم بالتقدم في الأراضي المجرية.

 

في تلك الأثناء فقدت حكومة رئيس الوزراء المجري “ميهالي كارولي” ثقة الشعب المجري فيها؛ وذلك بسبب عدم قدرتهم على القيادة العسكرية والسياسية في البلاد، في تلك الفترة قام أحد الشيوعيين المجريين والذي تم إخراجه من السجن بقيادة حملة شيوعية في البلاد، وقد نجحت تلك الحملة وتم تشكيل حينها حكومة اشتراكية ديمقراطية شيوعية؛ ممّا أدى ذلك إلى إعلان الجمهورية المجرية السوفيتية، فقام الشيوعيين حينها بإزالة الديمقراطيين من الحكومة المجرية، إلا أنّ الجمهورية المجرية السوفيتية لم تكن حينها جمهورية قوية ولم تسيطر بشكل كبير على الحكم في المجر.

 

كان الشيوعيين غير مرغوب فيهم في المجر وخاصةً في الريف المجرين حيث أنّ الحكومة الشيوعية لم تتلقى حينها أي دعم شعبي في المجر؛ ممّا أدى ذلك إلى عدم قوة سلطتها وسيطرتها في المجر، وقد كانت الطبقة العاملة في المجر تشكيل حينها أكبر نسبة الطبقات في المجر والتي كانت معادية للحكم الشيوعي في البلاد، فلم يكن بموسوعة الشيوعيين السيطرة عليهم؛ ممّا دفع ذلك الحكومة الشيوعية في المجر إلى استخدام الحل السوفيتي والذي كان عبارة عن جماعات إرهابية تقوم بأعمال العنف والقتل ضد الجهات المعادية لها.

 

تم تعيين حكومة جديدة في المجر، وقد قامت الحكومة الجديدة بوعد المجرين بعمليات المساواة والعدل بين الشعب، وأنّ تقوم بتحويل المجر إلى دولة فيدرالية، وقد كانت الجماعات والشعب المجري يسعون إلى عمليات التوحيد الاقتصادي والسياسي في الدولة وأنّ تبقى المجر موحدة تحت إمرة التاج؛ ممّا أدى ذلك إلى التأييد الشعبي للحكومة من قبل الجيش والشعب المجري، وقد أدت تلك القرارات على زيادة الوطنية في المجر.

 

مع بداية الحرب العالمية الأولى قامت رومانيا بالدخول إلى الحرب بجانب بريطانيا وفرنسا وروسيا وإيرلندا، حيث كانت رومانيا تسعى من خلال تلك الحرب على إعادة الأراضي التي تخصها والتي كانت حينها تحت حكم الإمبراطورية النمساوية والعمل على إعادتها تحت حكم مملكة رومانيا، خلال تلك الحرب كانت رومانيا تعاني من مشاكل كبيرة، حيث كانت بعض مدنها تقع تحت حكم بلغاريان كما كانت ألمانيا حينها توم بشن هجمات على الحدود الشرقية الرومانية، وقد أدت تلك الأحداث إلى قيام رومانيا بالدخول إلى الحرب بجانب دول الحلفاء.

 

تم في عام 1918 ميلادي عقد “معاهدة بوخارست” والذي تم من خلال تلك المعاهدة تم معظم الجنود في الجيش الروماني والذين تم إرسالهم إلى عدة مناطق، قامت رومانيا بعد ذلك بعقد معاهدة اتحاد بين مدنها، حيث كان سكان تلك المدن يطالبون باتحاد رومانيا، وأخذ الجيش الروماني حينها يسيطر على معظم المدن الرومانية، إلا أنّها لم تكن قد فرضت سيطرتها على جميع السكان الرومانيين.

 

في عام 1919 ميلادي تم عقد “مؤتمر باريس للسلام” وقد تم من خلال ذلك المؤتمر بوضع خط حدودي بين المجر ورومانيا وقد تم نزع السلاح من تلك المنطقة الفاصلة بين رومانيا والمجر، إلا أنّ المجريين بقبول الشروط التي تم وضعها، وبدأت بعد ذلك الصراعات من جديد بين الشعب المجري والروماني.

"