"الثورة البلجيكية:
بدء الثورة البلجيكية:
أسباب الثورة البلجيكية:
اختلاف المذاهب:
الإدارة:

الثورة البلجيكية: هي ثورة قامت بها المدن التابعة في حكمها لمملكة هولندا وقد أدت تلك الثورة إلى استقلال تلك المدن وضمها تحت حكم مملكة بلجيكا، وقد أدت تلك الثورة إلى تشكيل دولة بلجيكا.

 

الثورة البلجيكية:

 

بعد انتهاء الحروب النابليونية تم عقد “مؤتمر فيينا” والذي تم من خلاله تأسيس مملكة هولندا، تم تقسيمها أثناء ذلك إلى قسمين، القسم الأول هولندا حيثُ كان يقيم فيها أصحاب المذهب البروتستانتي والذين كانوا يتمتعون بالغنى والتطور الاقتصادي، والقسم الثاني بلجيكا، كانوا يقيمون فيه أصحاب المذهب الكاثوليكي يعيشون في حالة من الفقر ويعيش فيها أصحاب الطبقة المتوسطة والفلاحين، وقد قام “مؤتمر فيينا” بإصدار قرارات للعدل بين القسمين ولكن لم يتم الأخذ بتلك القرارات، وقد قامت فرنسا بوعد بلجيكا بالوقوف إلى جانبها والعمل على تحسين وضعها.

 

بدء الثورة البلجيكية:

 

قبل بدء الثورة البلجيكية بدأت أوروبا تعاني من درجات الحرارة المرتفعة والتي أدت إلى التأثير المحاصيل الزراعية وإتلافها؛ ممّا أدى ذلك إلى قيام ثورة في فرنسا وقد امتدت تلك الثورة لحتى وصلت إلى بلجيكا، فبدأت طبقة الفلاحين في بلجيكا تطالب بالاستقلال.

 

بدأت الثورة البلجيكية عندما كانت دار الأوبرا في بلجيكا تعرض مسرحية عن الاستعباد وتغني للحرية؛ ممّا أدى ذلك إلى بث روح الثورة لدى مجموعة من الثوار البلجيكيين في إحدى المدن البلجيكية وخروجهم إلى الشارع للمطالبة بالحرية فقام بالانضمام  إليهم الشعب البلجيكي وشاركوهم في الثورة حتى تمكنوا من السيطرة على بعض المباني الحكومية وأصبحت المدينة تحت سيطرتهم.

 

قام حاكم مدينة بروكسل بتجهيز جنوده للتصدي لهجوم الثوار وحماية كرسيه، فقام بطلب المساعدة من ملك بلجيكا، ولم يتمكن حاكم بروكسل من التصدي لهجوم الثوار وأخذ الثوار يتجولون في المدينة ويستولون عليها، حتى أصبح أغنياء مدينة بروكسل يشعرون بالخوف وطلبوا من ملك بلجيكا إرسال المساعدات العسكرية لحمايتهم من الثوار، فقام الملك بإرسال القوات العسكرية وصدهم ووضع مدينة بروكسل تحت الحماية العسكرية.

 

بعد الأحداث والصراعات الداخلية في بلجيكا، قامت هولندا باستغلال ذلك الوضع وأرسلت قواتها العسكرية لغزو بلجيكا؛ ممّا دفع القوى المتنافرة في بلجيكا إلى الاتحاد والتحالف مع بعضها البعض والاتفاق على طرد القوات الهولندية من أراضيها، فقام الثوار بتشكيل لجنة خاصة بهم وعَملت تلك اللجنة كحكومة مؤقتة في بلجيكا وقامت بإدارة شؤون الدولة، قامت القوات العسكرية الهولندية بغزو بلجيكا مرةً أخرى، وقد أدى ذلك الغزو على قتل الكثير من الجنود البلجيكيين.

 

بقي الثوار البلجيكيين يقاومون القوات الهولندية حتى تم إرسال الامدادات العسكرية من فرنسا والتي قامت بالوقوف بوجه هولندا وإخراجها من بلجيكا وإعلان بلجيكا دولة مستقلة وتم تنصيب ملك عليها، إلا أنّ هولندا رفضت الاعتراف ببلجيكا كدولة مستقلة وبقيت مصرة على غزوها واستعادة ضمها إلى أراضيها، خلال فترة إعلان بلجيكا كانت فرنسا خارجة من خسائر فادحة في الحروب النابولنية وقد كانت أوروبا متخوفة من قيام فرنسا بضم بلجيكا إلى أراضيها.

 

قامت هولندا بطلب المساعدة والدعم من بريطانيا، النمسا، روسيا، بروسيا والتي كانت تلك الدول تشكل تحالف مع هولندا وطلبت هولندا من تلك الدول عدم الاعتراف باستقلال بلجيكا، إلا أنّ تلك الدول لم تتمكن من الوقوف إلى جانب هولندا؛ وذلك بسبب خوفها من بريطانيا وفرنسا والتي كانت تقف إلى جانب بلجيكا، وفي عام 1839 ميلادي تم الإعلان باستقلال بلجيكا وذلك بعد انتهاء الحرب بين بلجيكا وهولندا.

 

أسباب الثورة البلجيكية:

 

كان لقيام الثورة البلجيكية عدة أسباب، فقد كان منها الأسباب السياسية والاقتصادية والدينية، فقد كانت الطبقة الكادحة في بلجيكا تعاني من الظلم والاضطهاد.

 

اختلاف المذاهب:

 

سكن في الجنوب من مملكة هولندا أصحاب المذهب الكاثوليكي والذين كان يتم التعامل معهم بظلم وعنصرية من قِبل الملوك الهولنديين والذين كان معظمهم من أصحاب المذهب البروتستانتي، وقد سبب سوء المعاملة؛ بسبب اختلاف الديانة واللغة فقد كان سكان المناطق الجنوبية من مملكة هولندا لا يتكلمون اللغة الهولندية، وكما منع من فتح المدارس في المناطق الجنوبية ومنع تعليم اللغة الهولندية فيها.

 

الإدارة:

 

كان يتم إدارة المقاطعات في في مملكة هولندا من قِبل الحكام الهولنديين وكان يمنع الشعب البلجيكي من إدارة شؤون البلاد، فقد كان الاقتصاد والتجارة مقتصرة على هولندا والتي كان شعبها يتمتع بالغنى على عكس سكان بلجيكا والذين كانوا يعانون من الفقر.

"