كانت المجاعات الناجمة عن فشل المحاصيل الزراعية وسنوات المحاصيل الفقيرة تُشكّل خطراً كبيراً ودائماً في أوروبا في العصور الوسطى، وغالباً كان من غير الممكن تخفيف المجاعة في منطقة ما عن طريق استيراد الحبوب من منطقة إلى أخرى؛ لأن صعوبة النقل البري تسببت في مضاعفة سعر الحبوب لكل خمسون ميلاً تم نقلها.
أسباب المجاعات في العصور الوسطى:
إن المجاعة في أوروبا كانت تحدث كل عشرون عاماً وذلك بين عام 750 عام 950 ميلادي، وكانت الأسباب الرئيسية في حدوث ذلك هو الظروف الجوية الشاذة والعوامل المناخية الشديدة التي أدت إلى انخفاض الإنتاج الزراعي، ولم تكن وقتها الحروب هي السبب الرئيسي في المجاعة، وتشير الدراسات إلى أن فشل المحاصيل في إنجلترا منذ عام 1232 حتى عام 1349 ميلادي، كان يحدث كل اثنى عشر عاماً للقمح وكل ثمانية أعوام الشعير والشوفان.
وعندما كان يحدث فشل في المحاصيل الزراعية تحدث في تلك مجاعات، وكما تم تحديد الطقس على أنه السبب الرئيسي في المجاعة، وكما كان للتغير المناخي دور كبير؛ وذلك لأن العصر الجليدي له دور كبير في تلك المجاعات أيضاً؛ ممّا أدى ذلك إلى تقصير موسم النمو، كما أن كان للحرب دور كبير لحدوث مجاعة في المجر منذ عام 1243 حتى عام 1245 ميلادي، وقد كانت تلك السنوات التي أعقبت الغزو المغولي والدمار الشامل في المنطقة، وكما تشير التقديرات أن ما بين عشرون إلى خمسين في المئة من سكان المجر قد ماتوا بسبب الجوع والحرب.
وقد كانت المجاعة التي حدثت بين عام 1315 عام 1317 والتي استمرت فعلياً حتى عام 1322 ميلادي، من أكثر المجاعات المعروفة والأكثر انتشاراً في العصور الوسطى والتي أثَّرت على ثلاثين مليون شخص في شمال أوروبا وقد مات منهم حوالي من خمسة إلى عشرة بالمئة من السكان، وقد استمرت المجاعة لمدة ثلاثة قرون قضت على السكان والازدهار والنمو في أوروبا في العصور الوسطى.
حيث كان سبب ذلك هو شتاء شديد البرودة والينابيع الممطرة، فانخفضت غلَّة المحاصيل بعد ذلك إلى الربع، وتوفيت حيوانات المجر بأعداد كبيرة، وقد كان الموت الأسود والذي حدث منذ عام 1347 حتى عام 1352 ميلادي الأكثر فتكاً، إلا أن المجاعة الكبرى كانت أسوأ كارثة طبيعية في العصور الوسطى اللاحقة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.