تعتبر مدينة أسبرطة من الدول التي تقع في الجنوب الشرقي من اليونان، وتعتبر أحد مدن اليونان القديمة، ويعود تاريخ تأسيسها إلى القرن العاشر قبل الميلاد، وكان بداية ظهورها عندما قام شعب الدوريون بغزوها في عام 650 قبل الميلاد، وبعد ذلك الغزو أصبح الحكم في اليونان حكم عسكري، وقد عرفت بتلك الفترة بالمجتمع العسكري وكانت تتكون حينها من مجموعة من القرى، وسميت أسبرطة بذلك الاسم نسبة إلى زوجة إمبراطور اليونان.
تاريخ مدينة أسبرطة:
تعتبر مدينة أسبرطة هي المدينة الوحيدة التي كانت تعتمد دستور وحكم مستقل، وكانت قراراتها تعلو على قرارات الحاكم في اليونان، وكان النواب وطبقة النبلاء فيها لا يستجيبون لقرارات الملك والذي كان يقوم بالطلب منهم الوقوف إلى جانبه للتصدي للغزوات البربرية، لكنهم كانوا يفضلون عدم الخوض في الحروب التي تخوضها اليونان والبقاء على النظام الديمقراطي الذي يسودها، قام الإمبراطور اليوناني بعدة محاولات لإقناع النواب في أسبرطة للوقوف إلى جانب المملكة اليونانية وتمكن من إقناعهم.
خاضت أسبرطة حرباً إلى جانب اليونان وخسرت الكثير من جنودها؛ ممّا دفع باقي المدن اليونانية الاتحاد والوقوف إلى جانب اليونان في حروبها، تعتبر من أقدم المدن التي تم تأسيسها في التاريخ وكانت عند بداية تأسيسها تعتبر من الممالك القوية في أوروبا. عند بداية تأسيسها تعرضت وخاضت الكثير من الحروب؛ ممّا جعلها تتحول إلى دولة عسكرية، وكانت حربها مع أثينا من أكبر الحروب التي خاضتها.
وفي عام 481 ميلادي عادت كلاً من أثينا وأسبرطة للاتحاد مرةً أخرى مع بعضها بعد قيام الإمبراطورية الفارسية بغزو اليونان، وتمكنت أثينا من التصدي للغزوات في البداية وهزمت الإمبراطورية الفارسية، وقام الفُرس بغزو اليونان مرةً أخرى وتم من خلال تلك الغزوة هزيمة أثينا وتم تدمير جيشها بالكامل، وقامت بالوقوف إلى جانب أثينا ودعم جيوشها، وبقيت أثينا تعاني من دمار جيشها لفترة طويلة وحاولت تجهيزه مرة أخرى.
في عام 480 قبل الميلاد قامت أثينا بتجهيز القوات العسكرية وقادت أسبرطة وبعض المدن اليونانية لخوض الحرب ضد الإمبراطورية الفارسية، واعتبرت تلك الحرب من أكبر الحروب الطاحنة التي خاضتها المدن اليونانية وتمكنت من خلالها هزيمة الإمبراطورية الفارسية وإعادة الأمان والاستقرار إلى اليونان.
في عام 640 ميلادي وقعت الحرب الميسينية، وقد قام بتلك الحرب مجموعة من الثوار والمتمردين في ميسينيا أثناء فترة حكم أسبرطة لهم وكانوا رافضين حكمها لهم، وقامت مجموعة من المدن اليونانية بالوقوف إلى جانبهم والتصدي لحكم أسبرطة لهم، وكانت معظم تلك المدن على خلافات وصراعات معها، في ضل تلك الأحداث بدأت مدينة ميسينا تتعرض للانتكاسات الاقتصادية والاجتماعية والتي أثرت بكل كبير على شعب أسبرطة الذين كانوا يملكون أراضي في ميسينيا والذين فقدوا معظم أراضيهم نتيجة تلك الأحداث والتي حصلوا عليها أثناء الحرب الميسينية الأولى.
في ظل تلك الأحداث عادت أسبرطة لمحاولة فرض سيطرتها على ميسينيا مرة أخرى، وقامت بوضع تكتيك جديد خلال تلك الحرب ونشرت أسلحتها وجنودها في كافة أراضي المدينة، وتمكنت من خلال ذلك التكتيك من تحقيق انتصارا ً كبيراً وتمكنت من استعادة سيطرتها وهيبتها أمام المدن اليونانية، وأصبحت بعد ذلك الانتصار دولة قوية وعسكرية، ولعل أسباب قيام الحرب الميسينية الثانية؛ هو ازدياد قوة وثورة أسبرطة والأمر الذي أغضب باقي الدول اليونانية ومحاولتها كسر قوة وسيطرتها، إلا أنّها كانت تعتمد في حكمها ونظامها النظام العسكري؛ ممّا جعلها تحقق نصراً في الحرب.
بعد الانتصار الذي حققته أسبرطة في الحرب المسيني الثانية قررت بأنّ تحول نظام الحكم فيها إلى نظام عسكري، وأصبح الجندي بذلك القرار من أعلى درجات طبقات المجتمع فيها وأصبح يصدر القرارات، كما قامت النساء فيها بالتجنيد بالقوات العسكرية والمشاركة في الحرب، وقامت بإرسال القوات العسكرية لحكم المدن اليونانية التي تقع تحت سيطرتها، ومن ثم قامت بإصدار قانون جديد ينص بأن يقوم بحكم أسبرطة ملك والنواب والجيش والذين كان يتم انتخابهم من قِبل الشعب الأسبارطي فقط، ولا يحق لباقي سكان المدن اليونانية في الانتخاب.
اعتمدت أسبرطة نظاماً خاصاً في المجتمع، حيث كان يتم أخذ الطفل منذ صغره ويتم تدريبه في الجيش ويبقى حتى يكبر ويعلمونه على السرقة النهب من المدن اليونانية الأخرى، كما كان يتم تهميش المرأة وليس لها أية أهمية في المجتمع.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.