"تقسيم بولندا: تقسيم بولندا الأول: تقسيم بولندا الثاني: تقسيم بولندا الثالث: تقسيم بولندا:
مع بداية القرن الثامن عشر ميلادي تم تقسيم الكومنولث البولندي الليتواني إلى ثلاثة أقسام، وتم تقسيمها بين مملكة هابسبورغ ومملكة بروسيا والإمبراطورية الروسية، وتم تقسيم بولندا في ثلاثة مراحل، وفي المرحلة الثالثة قامت النمسا بالمشاركة في تقسيم بولندا، وقد أدى ذلك التقسيم إلى فقدان بولندا استقلالها، وأدى ذلك التقسيم إلى تشتيت الأراضي البولندية.
تقسيم بولندا الأول:
كانت البداية في القرن الثامن عشر ميلادي عندما تم اعتبار الكومنولث البولندي الليتواني من دولة مستقلة إلى دولة واقعة تحت سيطرة الإمبراطورية الروسية، وكانت روسيا تقوم بإجراء الانتخابات في بولندا لاختيار الملوك الحاكمين للكومنولث البولندي الليتواني، عانت أوروبا في تلك الفترة من صراعات أدت إلى اختلال القوة بين الدول الأوروبية، حيث كانت روسيا تخوض حرباً ضد الإمبراطورية العثمانية وقامت بهزيمتها؛ ممّا أدى إلى زيادة قوة روسيا وأصبحت من أقوى الدول الأوروبية، وأدى ذلك الأمر إلى غضب النمسا.
غضبت النمسا من سيطرة الإمبراطورية الروسية على أراضي بولندا، وكانت تخطط إلى خوض حرب ضدها؛ ممّا دفع فرنسا إلى اختيار حل سلمي بين الدول، وهو العمل على إعطاء جزء من أراضي بروسيا إلى النمسا تعويضاً لها عن أراضي بولندا، لم توافق بروسيا على ذلك الاقتراح، وكانت بروسيا تشكل تحالفاً مع روسيا في ذلك الوقت، ولم يكن بمقدرة بروسيا خوض حرباً جديدة؛ وذلك بسبب سوء الأوضاع المالية والعسكرية فيها؛ ممّا دفع بروسيا التحالف مع الإمبراطورية العثمانية لتقوم بحمايتها من روسيا والنمسا.
تم التقسيم الأول لبولندا في عام 1772 ميلادي، وأدى ذلك التقسيم إلى تفكك الكومنولث البولندي الليتواني، وحاولت الإمبراطورية الروسية خلال عملية التقسيم الأولى إلى إنهاء سيطرة مملكة بروسيا ومملكة هابسبورغ في الأراضي البولندية والسيطرة عليها وحدها.
في تلك الفترة كانت هناك صراع بين الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية الروسية، وكانت روسيا هي المتفوقة في ذلك الصراع، وكانت تسعى إلى هزيمة النمسا التي كانت تحاول بسط سيطرتها على أوروبا، لذلك تم منع النمسا في عملية التقسيم الأولى من الحصول على الأراضي البولندية؛ وذلك بسبب خوف الدول الأوروبية من زيادة قوة النمسا وتغولها على باقي الدول الأوروبية.
تم الاقتراح في الأخير أن يتم تقسيم أراضي بولندا بين بروسيا والنمسا وروسيا، وإعطاء جزء من أراضي بروسيا إلى النمسا؛ وذلك بسبب الضرر الكبير الذي تعرضت له النمسا خلال عملية التقسيم للأراضي البولندية، في تلك الفترة كانت بولندا تعاني من الحرب الأهلية، الأمر الذي أدى إلى تدميرها وإضعافها، فقد كان الملك الروسي متحالف مع روسيا ولا يوجد له أي دور في تنظيم الأمور في الأراضي البولندية، حاولت الدول الثلاث العمل على تحسين الأوضاع في الأراضي البولندية وإعادة الأمان لها.
في النهاية تم الاتفاق على وضع الأراضي البولندية تحت حماية كلاً من النمسا وبروسيا والإمبراطورية الروسية، وتم الاتفاق على استفادة تلك الدول من خيرات بولندا.
تقسيم بولندا الثاني:
في التقسيم الثاني للكومنولث البولندي الليتواني الثاني تم إدخال القوات العسكرية إلى بولندا، وتم التقسيم الثاني بعد الحرب البولندية الروسية، وكانت الدول التي استفادت من التقسيم الثالث هي الإمبراطورية الروسية ومملكة بروسيا، وتم إجبار البرلمان البولندي الموافقة على ذلك التقسيم.
بدأ الكومنولث الانهيار؛ ممّا دفعه إلى التحالف مع بروسيا، ظنت بولندا أنها في ذلك الاتحاد سوف تتمكن من حماية نفسها، لكنها لم تحصل على تلك الحماية؛ ممّا دفعها إلى القيام بعملية الإصلاح في أراضيها، خلال تلك الفترة قامت بولندا بخوض حرباً ضد الإمبراطورية الروسية؛ ممّا دفع روسيا إلى غزو بولندا؛ وذلك من أجل إيقاف عملية الإصلاح التي تقوم بها بولندا في أراضيها، قامت بروسيا وروسيا بعد ذلك بتوقيع اتفاقية بإيقاف عملية الإصلاح في الأراضي البولندية والعمل على تقسيمها بينهم.
خلال عملية التقسيم الثاني حصلت الإمبراطورية الروسية على أكبر المساحات في بولندا، أما بروسيا فقد حصلت على عدد قليل من الأراضي البولندية، ولكن كان ذلك التقسيم يرضي كلا الطرفين.
تقسيم بولندا الثالث:
تمت عملية تقسيم أراضي البولندية الثالثة في تلك المرحلة بين الإمبراطورية النمساوية والإمبراطورية الروسية ومملكة بروسيا، وكان لذلك التقسيم الضربة الكبرى في إنهاء الوجود البولندي، وتم إصدار القرار بأنّ تلك الدول الثلاث هي الدول الحاكمة على الأراضي البولندية، لكن في عام 1918 ميلادي قامت الثورات القومية في بولندا والتي أخذت تطالب بإنهاء حكم تلك الدول على أراضيها.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.