"أثر القيود والحدود على سلوك الموظفين والعلاقات الإنسانية:

الموظفين ليس لديهم الحرية في السلوك والتصرفات ولا في العلاقات الإنسانية ولا في القرارات التي يتخذونها في العمل، والقادة ذاتهم في المنظمات ليس لديهم أيضًا الحرية الكاملة في اتخاذ القرار في ما يرونه ملائم، ففي العديد من الأوقات لا يتمكن الموظف من أن يسلك السلوك الذي يراه حقًا وعدلاً؛ وذلك لخضوعهم للوائح ونظم المنظمة التي يعملون بها أو مرضاة أو امتثالاً لقيم ومعايير جماعات العمل التي ينتمون لها، فهذه القيود والحدود تختلف في الشدة من منظمة لأخرى.

 

أثر القيود والحدود على سلوك الموظفين والعلاقات الإنسانية:

 

يوجد آثار كثيرة للقيود والحدود التي تفرض على الموظفين بعضها إيجابي إن لم تكن هذه القيود والحدود مرتفعة عن الحد المحدد، والبعض الآخر سالب خصوصًا في حالة المغالاة في فرض هذه القيود والحدود وبعدها  تعتبر عامل عائق لعلاقات العمل والعلاقات الإنسانية. فمن بين النتائج السلبية لكثرة القيود والحدود التي تفرض على سلوك الموظفين وتصرفاتهم ما يلي:

 

الإحباط الذي يشعر به العديد من الموظفين عندما يرون أنهم لا يتمكون أن يقوموا بما يرونه ملائم وصالح، سواء للمنظمة أو لأنفسهم أو للجمهور الذي يتعامل مع المنظمة، وهذا بسبب تطبيق القوانين واللوائح والنظم جامدة التي لا تتصف بالمرونة ولا تقوم بتلبية حاجات العمل المتأثر بالتغييرات، ومن نتائج هذا الإحباط توتر علاقات العمل وتدني الروح المعنوية للموظفين، وأشد إحباط قد يشعر به الموظفين هو ما يتصل بالعمل غير المشبِع لحاجتهم والذي يحقق ذاتهم.

 

 ومن صور السلوك غير السوي الذي قد ينتج عن إحباطات العمل:

 

النزاعات العدوانية التي قد تنتشر بين الموظفين.

 

كثرة الشائعات والقيل والقال.

 

الانعزال الذي يقوم له بعض الموظفين وانطوائهم وعدم الاهتمام بما يحصل حولهم من أمور في العمل.

 

محاولة الموظفين في إيجاد عمل بديل أو عمل إضافي يشعرون فيه بقدر أكبر من حرية التصرف واتخاذ القرار وبتحقيق الرغبات والحاجات.

 

التراخي والكسل في العمل وعدم الاهتمام في أداء مختلف الأعمال.

 

تسلط بعض الموظفين على الجمهور المتعامل مع المنظمة؛ وهذا لكي يثبت وجوده الذي لم يتمكن الموظفون من تحقيقه من خلال العمل والكثير من القيود والحدود على الأفعال والتصرفات.

 

الصراعات النفسية التي يتعرض الموظفون لها، فالموظف عندما يشعر بالقيود التي تفرض على سلوكه وعلى تصرفاته وعلى قراراته في العمل يجد نفسه في صراع بين ما يراه حقًا وخيرًا، وبين ما تقوم اللوائح والقوانين بفرضه  وأن يخضع نفسه لها.

"