في عهد السلطان سليم الثالث الذي كان مليئاً بالإصلاحات، كان مفتي الدولة العثمانيّة رجلًا صالحًا ومؤيدًا للإصلاحات ولكنه توفي وعقبه مفتي آخر والذي كان عكسه تمامًا ضد الإصلاحات.
تعاون العديد من العلماء والأشخاص المنتفعين مع المفتي الجديد من أجل عزل السلطان، فبدأوا بالفتن ويحرضون جنود الانكشارية الجدد متحججين أنّ الملابس الجديدة هي ملابس خاصة بالمسيحيين، وهي تُخالف شرائع القرآن الكريم والسنة الشريفة، وللأسف لقت فتنهم رواجًا عند الجهال والمنتفعين.
وأشعل المغرضين العديد من الفتن في الدولة، لم يعرف سليم الثالث عنها إلا متأخراً، وذلك بسبب تعتيم الصورة عليه، فرح المتآمرون وتشجّعوا على الاستمرار في مخططاتهم وفتنهم، مستغلين انشغال الصدر الأعظم والجيش بحرب روسيا.
اجتمعت الجنود الانكشاريّة مع المتآمرين بتعيين مفتي جديد والعديد من الرجال ليخدم مآربهم وأهدافهم، وأحضروه من خارج اسطنبول، وتمّ تجهيزهم لقتل الوزراء والأعيان المؤييدين للسلطان وللإصلاح العسكري.
قام السلطان بتغيير وزرائه وتعيين وزراء جدد لإرضاء المتآمرين، ولكن ذلك لم ينل إعجابهم، وأرادوا عزل السلطان، خوفًا من إصلاحاته ومشاريعه العسكريّة الجديدة.
أصدر مفتي الدولة العثمانيّة الجديد فتوى بأنّ أي سلطان يضع أنظمة الغرب وأسالبيهم في نظام الدولة، ويفرضها على رعايا الدولة هو غير مؤهّل للحكم، فقاموا بعزل السلطان وأسره وتولى بعده مصطفى الرابع.
قام مصطفى باشا البيرقدار مع قوة عسكريّة تُقدر ب ( 16) ألف جندي إلى اسطنبول من أجل حماية السلطان سليم الثالث وإعادته للحكم، ولكن المتآمرين سرعان ما قتلوا السلطان سليم الثالث، من أجل إخماد الثورة، إلاّ أنّ ذلك زاد الأمر تعقيدًا، وتمّ عزل وقتل مصطفى الرابع، وتنصيب السلطان محمود الثاني.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.