تُعرف شركة آبل بأنها واحدة من الشركات التى تهتم بخصوصية المستخدمين وأمنهم الرقمى وبدايةً من مشكلة اختراق الآيفون من طرف برمجيات NSO Group ووصولًا إلى نظام الشركة الجديد لفحص صور المستخدمين مرت آبل بالكثير. 
 
وكشفت الشركة منذ فترة قصيرة عن خطة CSAM، وخلال تنفيذ هذه الخطة سيتم فحص الصور الموجودة على هواتف جميع المستخدمين بحثًا عن المحتوى الجنسى الخاص بالأطفال، وCSAM هى اختصار لـChild Sexual Abuse Material، أي المواد المتعلقة بالتعدى الجنسى على الأطفال. 
 
ووفقا لموقع البوابة العربية للأخبار التقنية، تم الكشف عن ذلك التحديث من خلال موقع الشركة الرسمي بشكل هادئ تمامًا، إلا أن هذا لم يمنع الخبر من الانتشار، وبالطبع اختلفت الآراء حوله.

خطة CSAM من آبل وعلاقتها بالحقوق الرقمية 
لعل خطوة آبل هي خطوة موفقة وتصب في صالح أمان الأطفال، إلا أن فعل ذلك من خلال فحص صور جميع المستخدمين على هواتفهم وعلى أيكلاود لن يكون محببًا لجميع المستخدمين. 
 
وقد يجد المستخدمين الشرفاء أنفسهم مضطرين لجعل آبل تتفحص صورهم بشكل دوري فقط لأنها تريد ذلك، ولعل آبل قد عرضت نفسها لمشكلة كبيرة بدون داعي عند اتخاذ هذا القرار، حيث أن المستخدمين قد يفقدون الثقة فيها، وهي خسارة ضخمة بالنسبة لها.
 
وتأتى هذه الأحداث فى ظل كون هواتف آيفون معرضة بكل سهولة للاختراق من خلال برمجيات شركة NSO الإسرائيلية، وهذه النقطة كانت حساسة جدًا عند إعلان آبل عن خطة CSAM خاصتها، حيث إن آبل الآن تتفحص صور المستخدمين بشكل كامل، في ظل عدم قدرتها على منع اختراقات NSO. 
 
وفى الوقت الحالي يمكن اعتبار الأمر منتهى، لأن التراجع عن النظام الجديد بعد الإعلان عنه هو أمر غير ممكن من أكثر من ناحية، كما أن الحكومات قد رحبت بهذا النظام وأبدت دعمها له. 
 
وفى ظل كل هذه الأحداث بدأ النداء بالحقوق الرقمية لكل مستخدم، وأن يتم تشريعها بشكل قانوني وفعال، ومن ضمن هذه الحقوق الرقمية منع التتبع والمراقبة، وبشكل أو بآخر، من خلال خطة CSAM الجديدة جميع مستخدمي آيفون سيكونون مراقبين
 
وقد تسببت عمليات التتبع والمراقبة تلك في ظهور مشاكل عديدة، ومنها فضيحة كامبريدج أناليتيكا بالنسبة لفيسبوك، وقدرات شركة NSO على اختراق أمان وخصوصية  المستخدمين، وصولًا لخطة CSAM والتي تدس السم في العسل. 
 
ومن ناحيته، تيم كوك، المدير التنفيذي للشركة، قد التزم الصمت التام ولم يعلق على خطة الشركة الجديدة، كما لم يرد على الانتقادات التى تعرضت الشركة لها بعد الإعلان الرسمى.