حرق الوقود الأحفوري

الكاتب: سامي -
حرق الوقود الأحفوري
ما هو الوقود الأحفوري؟
المخاطر البيئية والصحية لحرق الوقود الأحفوري.
ما هو الوقود الأحفوري؟

 

يصف الوقود الأحفوري أنواعاً من الوقود الطبيعي مثل الفحم أو الغاز والتي تكونت من بقايا كائنات حية، حيث تخلق النباتات والحيوانات المتحللة رواسب جيولوجية لمواد يمكن تحويلها إلى نفط أو فحم أو غاز طبيعي، ونظراً لأن هذه العملية تحدث تحت الأرض يجب حفر الوقود الأحفوري أو التنقيب عنه، وذلك اعتماداً على نوع المواد التي يتم جمعها، كما يوفر الوقود الأحفوري غالبية الطاقة في بعض دول العالم.

 

المخاطر البيئية والصحية لحرق الوقود الأحفوري:

 

يمكن أن يكون لحرق كل من (الفحم والنفط الخام والغاز الطبيعي) أنواع مختلفة جداً من التأثيرات، حيث أن جميع أنواع الوقود الأحفوري هذه قد تنبعث منها ثاني أكسيد الكربون وملوثات الهواء الضارة الأخرى عند عملية الاحتراق، وقد تؤدي هذه الانبعاثات إلى مجموعة متنوعة من تكاليف الصحة العامة والبيئة، وعادةً ما يتم تحملها على المستويات المحلية والإقليمية والوطنية والعالمية.

 

انبعاثات الاحتباس الحراري: 

 

من بين العديد من المخاطر البيئية والصحية العامة المرتبطة بحرق الوقود الأحفوري يعتبر الاحتباس الحراري أخطرها من حيث عواقبه العالمية والتي لا رجعة فيها، ففي عام 2014 على سبيل المثال كان ما يقرب من 78% من انبعاثات الاحتباس الحراري في بعض دول العالم هي عبارة عن انبعاثات لثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة، ومن هذا كان ما يقرب من 42 في المائة من النفط والسوائل الأخرى و32 في المائة من الفحم و27 في المائة من الغاز الطبيعي، كما يساهم استخدام الوقود الأحفوري في قطاع النقل بما يقرب من 30 في المائة من جميع انبعاثات الاحتباس الحراري العالمية في معظم دول العالم مثل الولايات المتحدة مما قد ينافس قطاع الطاقة.

 

ومع ذلك ساهمت العديد من تقنيات توليد الطاقة من الوقود غير الأحفوري مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية بأقل من 1 في المائة من إجمالي انبعاثات الاحتباس الحراري المتعلقة بالطاقة، لذلك يحاول الكثير من الناس التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.

 

تلوث الهواء:

 

ينتج عن عملية حرق الوقود الأحفوري عدداً من ملوثات الهواء التي قد تضر بالبيئة والصحة العامة، وهم كما يلي:

 

ثاني أكسيد الكبريت (SO2): تساهم انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت  الناتجة بشكل أساسي عن حرق الفحم في هطول الأمطار الحمضية وتكوين العديد من الجسيمات الضارة، وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تؤدي انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي بما في ذلك الربو واحتقان الأنف والتهاب الرئة، وفي عام 2014 على سبيل المثال شكل احتراق الوقود الأحفوري في محطات الطاقة 64 بالمائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت في الولايات المتحدة.

 

انبعاثات أكاسيد النيتروجين (NOx): تساهم بعض انبعاثات أكاسيد النيتروجين وهي نتيجة ثانوية لجميع احتراق الوقود الأحفوري في هطول الأمطار الحمضية والأوزون على مستوى الأرض (الضباب الدخاني)، والذي يمكن أن يحرق أنسجة الرئة، ويمكن أن يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالربو والتهاب الشعب الهوائية وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة الأخرى.

 

الجسيمات: تنتج انبعاثات الجسيمات (السخام) ضباباً، ويمكن أن تسبب التهاب الشعب الهوائية المزمن والربو المتفاقم وارتفاع معدل حدوث الوفاة المبكرة، فعلى سبيل المثال في عام 2010 تشير التقديرات إلى أن تلوث الجسيمات الدقيقة من محطات الفحم أدى إلى 13200 حالة وفاة و9700 حالة دخول إلى المستشفى و20000 نوبة قلبية، والآثار شديدة بشكل خاص بين كل من الشباب وكبار السن.

 

انبعاثات الزئبق: تعد محطات الطاقة التي تعمل بالفحم هي أكبر مصدر لانبعاثات الزئبق في الهواء، فعندما يستقر هذا الزئبق المحمول جواً على الأرض فإنه يُغسل في المسطحات المائية، حيث يتراكم في الأسماك ثم يمر عبر السلسلة الغذائية إلى الطيور والحيوانات الأخرى، كما ارتبط أيضاً استهلاك النساء الحوامل للأسماك المحملة بالزئبق بآثار عصبية وسلوكية عصبية عند الرضع.

 

استخدام المياه:

 

بشكل عام في جميع أنحاء العالم يتعارض الطلب على الكهرباء مع الحاجة إلى مياه عذبة صحية، وعلى الصعيد العالمي تم العثور على الوقود الأحفوري ومحطات الطاقة النووية تسحب كميات كبيرة من المياه، وأكثر من 80% من مياه تبريد محطة الطاقة هذه قد تنشأ في البحيرات والأنهار، مما قد يؤثر بشكل مباشر على النظم البيئية المحلية.

 

كما يمكن أيضاً لمحطات الطاقة التي تعيد المياه إلى الأنهار أو البحيرات أو المحيطات المجاورة أن تضر بالحياة البرية من خلال ما يُعرف باسم التلوث الحراري، حيث يحدث التلوث الحراري نتيجة تدهور جودة المياه الناتج عادةً عن التغيرات في درجة حرارة الماء، ونظرا لأن المياه الساخنة قد تحتوي على مستويات منخفضة من الأكسجين المذاب فإن إعادة إدخالها إلى النظم البيئية المائية يمكن أن يجهد الحياة البرية المحلية، مما قد يزيد من معدل ضربات القلب في الأسماك وبالتالي موتها.

شارك المقالة:
570 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع
youtubbe twitter linkden facebook