"الحضارة الهلينية في اليونان:

الحضارة الهلينية: وهي اسم مشتق من كلمة هيلين، وهو الاسم العرقي لليونانيين الذي كانوا يطلقونه على أنفسهم، وكما كان يطلق عليهم اسم هيلاد أو هيلاس، وكما أطلق على تلك الحضارة باسم “حضارة دولة المدينة”؛ وذلك لارتباط تلك الحضارة سياسياً بعدد من المدن اليونانية، والتي كانت كل مدينة مع أريافها تُعدّ دولة ذات سيادة مستقلة، وفي تلك الفترة أصبحت الحضارة الإغريقية عملاً مشتركاً بين جميع مدن البحر المتوسط.



الحضارة الهلينية في اليونان:



بدأت الحضارة الهلينية في اليونان في القرون المبكرة، ومن ثم امتدت إلى خارج اليونان في القرن الثامن قبل الميلاد، حيث وصلت إلى ساحل البحر الأسود وإلى ساحل شمال أفريقيا وجنوب إيطاليا وصقلية، حيث أطلق الإغريق على جنوب إيطاليا اسم “هيلاس”، وقد كان للموقع الجغرافي لليونان تأثير خاص على المجتمع اليوناني، حيث كان يحيط البحر باليونان من ثلاثة جهات، وكانت سواحلها متعرجة، كما تميزت بالطقس المعتدل، حيث كانت المناطق الجنوبية في اليونان تتميز بالدفء، أما مناطق الشمال اليونانية، فقد تميزت بدرجات الحرارة الباردة.


كما تميزت طبيعة التضاريس في اليونان بالطابع الجبلي؛ ممّا شجَّع اليونانيون حب المغامرة في تسلق الجبال وركوب البحر، كما كان التكوين الجيولوجي لليونان دور كبير في تميزها وازدهارها، حيث تشتهر اليونان بوجود محاجر الرخام، حيث قام اليونانيون في استخدامه في العمارة وفي عمليات النحت، كما كان يتم استخدام الرخام بصفة خاصة في بناء المعابد الدينية وفي كسوتها.


وفي القرن الثامن قبل الميلاد، تخلت الملكيات عن مكانها للطبقة الارستقراطية، وأصيح نظام السياسة في اليونان، عبارة عن مدينة تعتبر دولة حرة في سيادتها، ومن ثم بدأت ظهور القوانين والدساتير في اليونان، ولم يعمل ذلك على توحيد اليونان كدولة واحدة، وكان الرابط المشترك بين المدن اليوانية في تلك الفترة، اللغة المشتركة والسلالات العرقية، وكل تلك الروابط لم ينتج عنها اتحاد سياسي في اليونان.


ومن الخطأ أن نقارن الحضارة اليونانية والحضارات التي مرت عليها باليونان الأصلية، حيث أنها لا تُعَدّ سوى حضارات مرَّت عليها وعلى الكثير من الدول، ومثال على ذلك ساحل آسيا الصغرى الغربي، كان يمثل مركزاً حضارياً في اليونان، إلا أنه لم يكن ينتمي لليونان، وامتدت الهجرات اليونانية لتصل إلى الشمال الأفريقي، وعملت على تأسيس مدن ومستعمرات، وعملت اليونان على يد الإسكندر الأكبر على نشر الحضارة الهلينية في جميع دول البحر المتوسط.




"