لقد غدا الكمبيوتر أحد الأساسيات في عصرنا الحالي، ولا يمكن أن يتخيل أيّ شخصٍ حياته من دونه، فخدمات الكمبيوتر لا تقتصر فقط على الحاسوب الشخصي، إنّما تخدل الحواسيب في صناعة مختلف الآلات من حولنا كالهواتف المحمولة والسيارات والطائرات وأنظمة التحكم الموجودة في المصانع، والعديد من الجوانب الأخرى.

 

حدثت نهضةٌ كبيرةٌ في مجال التكنولوجيا والمعلومات منذ اختراع الحواسيب، حيث أصبح الطفل الذي يبلغ من العمر ثلاث سنين يعرف طريقة استخدام الكمبيوتر أو الهاتف المحمول أو غيرها من الأجهزة الأخرى. ونتيجةً لهذا التطور وفوائد الكمبيوتر المختلفة فقد أصبحت الحواسيب تدخل في جميع جوانب الحياة من العمليات الصناعية ومجال التعليم وشتى أنواع العمل الأخرى، وقد ساهمت الحواسيب أيضاً في تطوير العلوم الأخرى أيضاً.

 

يعتبر قطاع التعليم أحد القطاعات التي ما تزال تتأثر وتتطور بشكلٍ متسارعٍ نتيجةً لدخول الحواسيب وزيادة استخدمها في هذا القطاع، فيتوقع العديد من الناس تغير عملية التعليم في المستقبل لتصبح عن طريق الحواسيب بشكلٍ كامل، فمن إسهامات الكمبيوتر في مجال التعليم مساعدته على التسريع وتسهيل عملية شرح المواد الدراسية، وخاصةً تلك التي كانت تتطلب جهداً كبيراً من المعلم في تحضيرها، والتي تتضمن رسوماتٍ وأشكالاً معقدة، وأسهم الكمبيوتر أيضاً في سرعة تبادل المعلومات بين المعلم والطلاب والطلاب أنفسهم، كما أنّ الكمبيوتر أصبح كالذراع اليمنى للعديد من المعلمين الذين يستخدمونه لتحضير مواد مساندة تسهل عملية الشرح؛ كالفيديو، أو المقاطع الصوتية، أو الصور، والتي تزيد من تفاعل الطلاب مع المواد.

 

وأمّا الحواسيب بالنسبة للطلبة فقد أصبحت أمراً أساسيّاً، وخاصةً في المراحل الدراسية المتقدمة، فهي تساعد الطلبة على عمليات البحث والوصول إلى المعلومات بشكلٍ أسرع وأكثر سهولة، بدلاً من البحث في الكتب للعديد من الساعات، هذا بالإضافة إلى التقليل من تكاليف البحث والتعلم عند استخدام الكمبيوتر مقارنة بما كانت عليه في السابق. وما يزال استخدام الكمبيوتر إلى وقتنا هذا محطّ جدلٍ كبيرٍ بين الناس الذين ينقسمون إلى مؤيّدٍ ومعارضٍ له، فهو بالطبع كمثل أيّ شيءٍ آخر يحمل العديد من الإيجابيات والسلبيات.

 

لقد أصبحت أماكن العمل لا تخلو من الحواسيب مطلقاً، سواءً كانت هذه الأماكن هي المصانع أم المكاتب أم المحلات الأخرى، فساهمت الحواسيب في مجال الأعمال على سبيل المثال في تسريع نقل المعلومات بين الناس في مختلف الأماكن حول العالم، وتسهيل تحضير الوثائق والمستندات، كما أنّها فتحت آفاقاً كبيرةً أمام الناس بحيث أصبح العمل لا يقتصر على مكانٍ واحدٍ فقط، إنّما يستطيع أيّ شخصٍ العمل من مكانه في العالم بأسره بفضل الكمبيوتر.

 

ساهمت الحواسيب في تسهيل التعاملات المالية بين الناس وجعلها آمنةً أكثر ممّا كانت عليه في السابق. وأصبحت الحواسيب تستخدم في المصانع أيضاً لتسهيل عملية التصنيع، وزيادة الإنتاج بشكلٍ كبيرٍ جداً وأكثر دقّةً وأقلّ تكلفة، فأصبحت عملية التصنيع على سبيل المثال لا تحتاج إلى مجهودٍ أو خبرةٍ كبيرةٍ كما كانت عليها في السابق، ممّا أسهم في فتح مثل هذه المجالات أمام العديد من الناس الذين لم تكن قدراتهم الجسدية تسمح لهم بالعمل في مجال التصنيع.