زاد اهتمام ملوك مصر بشؤون الجنوب منذ أيام الأسرة الخامسة عندما كانوا يرسلون الحملات لإحضار خيرات السودان. وزاد هذا الاهتمام في الأسرة السادسة فأوكلوا إلى أمراء جزيرة إلفنتين وتعرف الآن باسم جزيرة أسوان مهمة القيام بتلك الرحلات، إذ كان أولئك الأمراء أعرف الناس بما يلي بلادهم، وكانوا يُشرفون على الحدود المصرية في الجنوب.
وأثمرت سياسة (وني)، وبخاصة منذ توليه أمر وظيفة حاكم الوجه القبلي، فوطد صلته بزعماء النوبة وكان هؤلاء الزعماء واتباعهم يتطوعون في الجيش المصري عند قيامه بالحروب في فلسطين كما كانوا يختارون من بين أولئك النوبيين حُراساً يسهرون على الأمن منذ أيام الأسرة السادسة في العاصمة وربما في غيرها من المدن أيضاً.
وعندما كان (وني)، حاكماً على الوجه القبلي، وكان الرجل الذي يلي الوزير في الأهمية، نراه يهتم بإرسال الرحالة نحو الجنوب فقام (حر خوف)، بحملاته الثلاث الأولى، كما قص علينا في تاريخ حياته المُسّطر على واجهة قبره في أسوان، في عهد الملك (مري إن رع)، أما رحلته الرابعة فقد كانت في عهد الملك (ييي الثاني).
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.