العلاقة العباسية مع الإمارة الطولونية والإمارة الصفارية
الكاتب:
سامي
-
العلاقة العباسية مع الإمارة الطولونية: العلاقة العباسية مع الإمارة الصفارية: العلاقة العباسية مع الإمارة الطولونية:
تمكّن أحمد بن طولون من تكوين دولة مستقلة في مصر، وكان طموحه أيضاً في بلاد الشام، وعندما أتى المعتمد إلى الخلافة، كان الموفق هو القائد الصحيح، وليس للمعتمد إلا الاسم، فأراد الموفق أن يعزل أحمد بن طولون عن ولاية مصر، وقد بذل كل منهما عدة وسائل من أجل الإيقاع بالطرف الآخر، إلا أنّها فشلت في عزل ابن طولون عن ولاية مصر.
وظلّت الأمور هكذا حتى بادرت الأفكار أحمد بن طولون في جذب الخليفة المعتمد على الله إلى جانبه، فبعث له رسالة بيّن فيها اشتياقه إليه، ويسيء على الموفق تسلطه على الخليفة، وأرسل له رسالة جاء فيها، (وقد اجتمع عندي مائة ألف عنان، ومؤلفة قلوبهم، مجتمعة آراؤهم، شديد بأسهم، وأنا أرى لسيدي أمير المؤمنين، أدام الله عزه بالنصر والتمكين والانجذاب إلى المصر، فإن أمره يرجع بعد الامتهان إلى نهاية العز، ولا يكن فيه مما يخافه في كل لحظة منه عليه).
ويبدو أنّ هذا الكتاب قد أتى إلى المعتمد على الله، فيها يتبين الشكاوي الذي قام المعتمد بإرسالها إلى أحمد بن طولون، خلال فترة صراع الموفق بحركة الزنج، أخذ المعتمد على الله بقراره انشغاله بالصيد، وكان ابن طولون ينتظره في الشام، وعلم الموفق بالمحاولة، فأرسل إلى والي الموصل يأمره بالقبض عليه، بين الحديثة والموصل، وأعاده إلى سامراء. ثم وصل الأمر بين الموفق وأحمد بن طولون إلى القطيعة، فجمع ابن طولون الفقهاء، وأفتاهم بخلع الموفق، فوافقوه جميعهم إلا القاضي بكار بن قتيبة، وأسقط اسمه من السكة والدعاء، ثم تحسنت العلاقات بين الموفق وابن طولون بعد ذلك.
وفي عهد خمارويه انتشر السلام بدرجة أكثر بين الخلافة وبين الطولونين حيث تزوج الخليفة المعتضد بالله، بقطر الندى ابنة خمارويه، أو كان من المقرر أن يتزوج المكتفي بها، وكان ذلك في سنة (282 هجري). وعند وفاة المعتضد وتولي المكتفي بالله الخلافة ساءت أحوال مصر، ولم يستطع خلفاء أحمد بن طولون من السيطرة على الأمور، فأرسل الخليفة العباسي المكتفي بالله جيشاً بقيادة محمد بن سليمان الكاتب، فاستطاع إخضاع بلاد الشام، ثم توجه إلى مصر، حيث دخل مدينة القطائع سنة (292 هجري)، وكان الجيش العباسي يتكون من جيشين بري وبحري، وبذلك انتهت الإمارة الطولونية في مصر والشام.
العلاقة العباسية مع الإمارة الصفارية:
تكونت هذه الإمارة في إقليم سجستان، وكانت في أوائل أمرها تتكون من المتطوعة الذين أرادوا معاونة الخلافة العباسية بالقضاء على الخوارج واللصوص وقطاع الطرق، ثم سيطر على حركة المتطوعة يعقوب بن الليث الصفار، ثم قويت شوكته، واستطاع أن يستولي على كل إقليم سجستان، واستطاع إسقاط الإمارة الطاهرية سنة (259 هجري).
عندها لم تتوقف الخلافة العباسية منتظرة اتجاه هذا العمل فأصدرت منثوراً قرأ على كل من حج خراسان والمشرق يتضح فيه أنَّ هذا العمل غير صحيح، وعلى يعقوب بن الليث أن يعود إلى رشده، وأنَّ سلطته غير شرعية وبدلاً من أنّ يتدارك يعقوب الموقف، أثبت عدم درايته وقصر نظره السياسي، فتحرك يريد احتلال العراق، وقدم مطالب عديدة.
تقبلت الخلافة عليها، لكن كان هدفه إهانة الخليفة العباسي بشكل لا يوصف، فكان لا بدّ من المواجهة، وذهب الخليفة المعتمد على الله وقام بتعيين أخوه الموفق قائد الجيش، وكانت أول الجولة لصالح يعقوب، فأخطر الخليفة للخروج، فخرج المعتمد على الله مُرتدياً بردة الرسول محمد، فما أنْ رأى جيش الصفار الخليفة وحيداً، ففر باتجاه جندي سابور، فأرسلت إليه الخلافة رسولاً يعرض الصلح فرفضه يعقوب.
وبعد وفاة يعقوب (265 هجري)، استلم أخوه عمرو بن الليث زمام أوضاع الدولة فعمل صفحة جديدة وأعلن قبوله للخليفة العباسي الذي بعث إليه الخلع واللواء والعهد بحكم خراسان فأبقى عمروا العهد في داره ثلاثة أيام ثم مرت العلاقة بين الإمارة الصفارية والخلافة العباسية بنوع من الركود، تارة والحرب تارة أخرى حتى سنة (285 هجري)، عندها طلب عمرو بن الليث الصفار ولاية ما وراء النهر ليحكمها بدلاً من السامانيين.
فاضطر الخليفة العباسي المعتضد إلى بعث عهد ما وراء النهر إليه، فذهب للقضاء على الإمارة السامانيية، وقرب بلخ جرت معركة كانت الغلبة فيها للسامانيين، وسقطت الإمارة الحضارة الصفارية، ثم أرسل إسماعيل بن أحمد السامانس عمرو بن الليث الصفار أسيراً إلى الخليفة المعتضد في سامراء فتلقاه وقال له: (الحمد لله الذي كفاني شرك، وفرغت القلوب من الانشغال بك)، ثم أمر به فقتل سنة (289 هجري).
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.