الخليفة المستنجد بالله يوسف بن محمد المقتفي

الكاتب: سامي -
الخليفة المستنجد بالله يوسف بن محمد المقتفي
الخليفة المستنجد بالله يوسف بن محمد المقتفي:
دولة الصلبيُّون في عهد الخليفة المُستنجد:
الخليفة المستنجد بالله يوسف بن محمد المقتفي:



هو يوسف أبو المظفر المستنجد بالله بن محمد المقتفي لأمر الله ولد سنة (518 هجري)، وأُمه أم ولد كرجية تدعى (طاووس). كان المستنجد أسمر طويل اللحية، كان من خيار الخلفاء وأعدلهم، وأرفقهم بالرعايا، ومنع عنهم المكوس والضرائب، ولم يترك بالعراق مكساً، وكان شديداً على المُفسدين، سجن رجلاً كان يسعى بالناس فساداً مُدة، وقد شفع له بعض أصحابه، وبذل فيه عشرة آلاف دينار، فقال له الخليفة: أنا أعطيك عشرة آلاف دينار ودلني على آخر مثله لأحبسه، وأكُفّ شرّه عن الناس.



كان أمّاراً بالمعروف، نهّاءً عن المُنكر. قال ابن الجوزي: وكان المستنجد موصوفاً بالفهم الثاقب، والرأي الصائب، والذكاء الغالب، والفضل الباهر، له نظم بديع، ونثر بليغ، ومعرفة بعمل آلات الفلك والأسطرلاب وغير ذلك. ومن شعره: عيّرتني بالشيب وهووقار، ليتها عيّرتني بماهوعار إن تكن شابت الذوائب مني فالليالي تُزينها الأقمار.



بويع بولاية العهد وعمره لتسع وعشرون سنة أي عام (547 هجري)، وبويع بالخلافة يوم موت أبيه يوم الأحد الثاني من ربيع الأول من عام (555 هجري). وفي أيامه اتسعت رُقعة ميدان القتال بين المسلمين والصليبيين، وكانت الساحة بلاد الشام ومصر، ويقود القتال محمود نور الدين في كلا الساحتين حيث ضعفت الدولة العبيدية لدرجة كبيرة وهذا ما جعل نور الدين محمود يتولى أمر الدفاع عن مصر.



وفي أيامه هاجمت الكرج عام (557 هجري)، بلاد المسلمين ونهبوا وسبوا وقتلوا كثيراً فاجتمع لهم حُكام أذربيجان ومراغة وخلاط وثأروا منهم. وتوفي في ثمان ربيع الثاني من سنة (566 هجري)، وبذا تكون خلافته قد زادت على إحدى عشرة سنة.



دولة الصلبيُّون في عهد الخليفة المُستنجد:



ضعف أمر الصليبيين بعد الانتصارات الواسعة التي أحرزها نور الدين محمود، وبعد السيطرة على مصر، وبقيت قواتهم محصورة بين قوات نور الدين محمود من كل جهة، وبقيت المناطق التي يسيطرون عليها عبارة عن شريط يمتد على الساحل الشامي من بدايته عند إسكندرون في الشمال إلى عسقلان في الجنوب وإن كانت بعض الجيوب التي تمتد نحو الداخل عند بيت المقدس.



وكانوا يتوقعون الهجوم الإسلامي عليهم في كل وقت، وطردهم وإلقائهم في البحر، لذا كانت أنظارهم تتجه دائماً نحو أوروبا يطلبون منها الدعم محافظةً على أوضاعهم والمكاسب التي حصلوا عليها في خلال هذه الصراعات مع المسلمين، والتي طالت أيامها حتى زادت على السبعين سنة، والتي ضحّوا فيها بالكثير من القتلى.



شارك المقالة:
221 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع
youtubbe twitter linkden facebook