"إسبانيا في الحرب العالمية الأولى: حياد إسبانيا في الحرب العالمية الأولى: إسبانيا في الحرب العالمية الثانية:
عند بداية الحرب العالمية الأولى فضلت إسبانيا بأن تبقى بعيدة عن الحرب وعدم المشاركة فيها، وقد كان لعدم مشاركة إسبانيا في الحرب العالمية الأولى عدة آثار سلبية من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فأصبحت إسبانيا تعاني من انهيار اقتصادي وتم إغلاق المصانع وأصبحت الحياة مكلفة فيها؛ ممّا أدى ذلك إلى حدوث تمردات وانقلابات عسكرية في إسبانيا تطالب بتوحيد النظام السياسي فيها.
إسبانيا في الحرب العالمية الأولى:
عند بداية الصراع بين الدول الأوروبية كانت إسبانيا من الدول التي تعاني من انهيار اقتصادي، فلم يكن لديها سوى بعض المقاطعات التي تقوم بعملية التصنيع، وخاصة مع المعاهدة الألمانية الإسبانية والتي تم من خلالها تنازلت إسبانيا عن جميع مستعمراتها في في قارة أمريكا الشمالية وقارة آسيا، فقد أصبحت إسبانيا في تلك الفترة واقعة تحت حكم الحزب الليبرالي والحزب المحافظ، والذي أدى ذلك إلى تعرض إسبانيا إلى مشاكل اجتماعية وأخلاقية في أراضيها، ومع سيطرة إسبانيا على شمال المغرب أصبحت تعاني من المشاكل العسكرية وأصبحت أرضاً للصراع بين فرنسا وألمانيا وبريطانيا.
عند بدء الحرب العالمية الأولى قامت إسبانيا بإصدار قرار حيادها من المشاركة في الحرب، وقد كان سبب عدم دخول إسبانيا في الحرب؛ بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تعاني منها وعدم وجود موارد لديها تمكنها من الدخول إلى ذلك الصراع، كما كانت الطبقات الحاكمة في إسبانيا ترفض مشاركة إسبانيا؛ وذلك خوفاً على مكانتهم ومصالحهم، إلا أنّ الحزب الليبرالي كان يؤيد مشاركة إسبانيا في الحرب، وكان يقول يجب أن تقف إسبانيا إلى جانب فرنسا وإنجلترا في الحرب والحصول على دعمهم.
سبب الضعف العسكري والاقتصادي التي كانت تعاني منها إسبانيا في تلك الفترة إلى عدم اكتراث الدول العظمى مشاركة إسبانيا في الحرب، فهي حسب رأي الدول العظمى لن يكن لها أي دور في مساندتهم في الحرب، فقد رأت إسبانيا بأنّ دخولها إلى الحرب سوف يؤدي إلى قيام حرب أهلية في أراضيها وخاصةً مع عدم وجود الموارد وخسارتها بعد محاولتها السيطرة على المغرب، ولعل السبب الرئيسي في عدم مشاركة إسبانيا هو الوضع الضعيف للجيش الإسباني، فقد كان الجيش الإسباني خارجاً منهاراً من الحرب على المغرب، الإضافة إلى امتلاكه الأسلحة القديمة.
كما بدأت تعاني إسبانيا في تلك الفترة من تمردات وثورات العمال الذين أخذوا بالنمو والمطالبة بحقوقهم، كما قام الحزب الجمهوري بالقيام بالثورات للمطالبة بالحكم في إسبانيا، وبذلك بدأت الصراعات الداخلية المطالبة في الحكم في إسبانيا، قام الحزب الجمهوري والطبقات الوسطى في إسبانيا في مطالبتها المشاركة في الحرب؛ وذلك كي تصبح إسبانيا دولة ديمقراطية، أثناء بداية الحرب العالمية قامت كلاً من دول المحور ودول الحلفاء بدعم الصحف الإسباني لدعمهم إعلامياً في الحرب والعمل على نشر أحقية تلك الدول في الحرب.
قامت ألمانيا بالعمل على إغراق السفن الإسبانية؛ ممّا أدى ذلك إلى غضب إسبانيا وأصبحت عملية الحياد عملية صعبة عليها في تلك الفترة ظهر مجموعة من المثقفين والثوار الإسبانيين الذين وقفوا إلى جانب دول الحلفاء ومنهم من وقف إلى جانب دول المحور وقاموا بالمشاركة إلى جانب الجنود الفرنسيين، وبعضهم فضل عدم المشاركة في الحرب والبقاء على الحياد ودعم فرنسا وإنجلترا معنوياً وإعلامياً.
عند استمرار الحرب العالمية الأولى لم يعد الشعب الإسباني يهتم بأخبار الحرب وكان منشغلاً بالأخبار الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها إسبانيا، أخذت الصحافة الإسباني في تلك الفترة على اعتماد الصحافة كمهنة تجارية وقد كانت إسبانيا قد أصدرت قرارات بحرية الصحافة فيها؛ ممّا دفع الكثير من الصحفيين الإسبان التجارة في الأخبار، وقد أصبحت الصحافة الإسبانية من أهم الصحافات في العالم، وقد أدى تنافس الصحف الإسبانية في نشر الأخبار العالمية عن الحرب العالمية الأولى إلى ارتفاع أسعار الورق فيها.
في الحرب العالمية الأولى كانت القوات البحرية الإسبانية والأساطيل البحرية مدمرة كلياً وقد كان بعضها يتم إعادة بنائه، فلم يكن لدى إسبانيا أية قدرة على المشاركة في الحرب، بالإضافة إلى قواتها البرية والتي كانت تعتبر من القوات العسكرية القديمة مقارنةً بالقوات العسكرية للدول العظمى.
فقد كان لديهم البعض من الأسلحة القديمة، أما بالنسبة للقوات الجوية الإسبانية فقد كان لديها بعض الطائرات القديمة التي تقوم فقط بقذف القنابل، وقد أدى موقف إسبانيا الحيادي في الحرب العالمية الأولى إلى تخلف صناعة الأسلحة فيها وجعلها من الدول المتخلفة عسكرياً.
قبل بدء الحرب العالمية الأولى لم يكن لدى إسبانيا العدد الكبير من المستعمرات في أفريقيا مقارنةً بالدول الأوروبية التي كانت تستحوذ على جميع المناطق الأفريقية، وقد تم بعد ذلك عملية تقسيم أفريقيا، والذي دفع إسبانيا إلى قيامها بدفع التعويضات المالية للدول الأفريقية، قامت فرنسا بعد ذلك بالتنازل عن مستعمراتها في المغرب، وقد أصبحت المغرب بذلك محمية إسبانية، والتي بدأت الصراعات الداخلية في المحمية والذي أدى إلى استنزاف الطاقة المالية والعسكرية لإسبانيا، قامت إسبانيا بعد ذلك بالسيطرة على الصحراء الغربية وعملت على تقسيمها إلى قسمين.
في تلك الفترة قامت الدول الأوروبية بالسعي في السيطرة على المناطق الأفريقية، فقامت إسبانيا بالتفاوض مع الدول الأوروبية وأصبح وجودها في أفريقيا وجود شكلي فقط في أفريقيا بعد تنازلها عن المقاطعات الأفريقية، بدأ سكان المستعمرات الأفريقية بالقيام بالتمردات والتي طالبت بالتحرر من الاستعمار الأوروبي، فقامت الدول الأوروبية بقمع التمردات والعمل على السيطرة التجارية فيها.
حياد إسبانيا في الحرب العالمية الأولى:
عند حياد إسبانيا في الحرب العالمية الأولى أدى ذلك إلى تأثر إسبانيا اقتصادياً واجتماعياً، فقد كانت إسبانيا تقوم في تلك الفترة بعمليات التصنيع بشكل كبير ولم تتمكن من تصدير مصنوعاتها؛ بسبب المشاكل التي كانت تعاني منها مع الدول المتحاربة؛ ممّا أدى إلى ظهور التضخم في إسبانيا.
تمكنت إسبانيا من التغلب على المشاكل الاقتصادية، وذلك من خلال حاجة الدول المتحاربة إلى المواد الغذائية والألبسة، فقامت إسبانيا بالاتفاق مع الدول وتصنع المواد لهم وتوريدها، وأصبحت إسبانيا خلال فترة الحرب العالمية الأولى من أكبر الدول المصنعة للمواد الأساسية في أوروبا.
خلال الحرب العالمية الأولى أصبحت إسبانيا مرتعاً للجواسيس، حتى تمكنت إسبانيا بعد نهاية الحرب العالمية الأولى من أكبر الدول اقتصادياً وتمكنت من الخروج من الانهيار الاقتصادي وأصبحت بنوكها مليئة بالذهب وأصبحت من أهم الدول التي تقوم بصناعة المواد الصلبة، وتمكنت أسبانيا بعد انتهاء الحرب من تأسيس دولة جديدة والخلاص من نظام المحسوبية الذي كان شايعاً فيها، كما انهارت الأحزاب السياسية فيها.
إسبانيا في الحرب العالمية الثانية:
مع نهاية الحرب العالمية الأولى وسقوط فرنسا وبداية الحرب العالمية الثانية فضلت إسبانيا بأن تبقى بعيدة عن المشاركة في الحرب في البداية، فقام القائد “هتلر” بدعوة إسبانيا إلى اجتماع وطلب منها الوقوف إلى جانب دول المحور، فكانت إسبانيا ترغب في الوقوف إلى جانب دول المحور؛ وذلك بسبب وقوف ألمانيا وإيطاليا إلى جانبها في الحرب الأهلية الإسبانية، إلا أنّ إسبانيا كانت مترددة في وقوفها إلى جانب دول المحور؛ وذلك بسبب حصولها على الدعومات الاقتصادية من بريطانيا وخاصة بعد خروجها من صراعات أثرت على اقتصادها.
قامت إسبانيا بعد ذلك بتجنيد جنودها في القوات الألمانية، وذلك من أجل مساعدة ألمانيا في حربها ضد الاتحاد السوفيتي وليس ضد دول الحلفاء، بعد وقوف إسبانيا إلى جانب ألمانيا، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط عليها وطلبت منها عدم المشاركة في الحرب إلى جانب ألمانيا، خلال الحرب العالمية الثانية كان نظام الحكم في إسبانيا منقسماً إلى قسمين، فمنهم من كان يود وقوف إسبانيا إلى جانب ألمانيا والقسم الآخر كان يفضل الوقوف إلى جانب إنجلترا.
على الرغم من ذلك إلا أنّ إسبانيا قامت بالإعلان عن وقوفها إلى جانب إيطاليا وألمانيا في الحرب، وقامت إسبانيا بشن حملة إعلامية ضد بريطانيا، وقامت إسبانيا بالمطالبة من ألمانيا الحصول على مستعمرة الكاميرون الفرنسية مقابل وقوف إسبانيا إلى جانب ألمانيا في الحرب، غضب هتلر من طلب إسبانيا، فهو كان يسعى في السيطرة على مستعمرة الكاميرون، وعند بداية الحرب قررت ألمانيا النازية القبول بمطالب إسبانيا وخاصة بعد القوة العسكرية التي أظهرتها بريطانيا، وأعلنت ألمانيا النازية بأنّها سوف تقوم بالوقوف إلى جانب إسبانيا ودعمها.
قام هتلر بوعد إسبانيا بأنّه سوف يقوم بإعطائها بعض المستعمرات الفرنسية وسوف يقوم بدعمها اقتصادياً وإعطائها الذهب، عند قبول هتلر بشروط إسبانيا، أدى ذلك إلى طمع إسبانيا والقيام مطالبتها بقيام فرنسا بدعم حصونها؛ ممّا أدى إلى غضب هتلر، وقد كانت إسبانيا تسعى من خلال تلك الشروط على عدم المشاركة في الحرب، وخاصةً بعد قيام الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بتهديدها بقطع الإمدادات النفطية عنها في حال وقوفها إلى جانب ألمانيا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.