يمكن القول بأنّ الحاسوب الأول هو المعداد الذي اخترعه وليام أوغترد عام 1622، وكان عمله يتطلب وجود شخصٍ بجانبه طوال اليوم ليضيف ويطرح الأرقام، ويدخل النتائج في الجداول، ولكنّ أول جهازٍ يشبه الحاسوب اليوم هو الجهاز التحليلي الذي صممه عالم الرياضيات البرطاني تشارلز باباج بين عام 1833 و1871، ففي عام 1819 زار باباج مدينة النور وشاهد الصحيفة غير المنشورة، والمكونة من الجداول صفحةً بعد صفحة، وتساءل عن كيفيةٍ لإنتاج هذه الجداول بأقل الأخطاء والقوى العاملة، وعند عودته إلى إنجلترا قرر بناء جهازٍ يقوم بهذا العمل، وكانت فكرته الأولى تعتمد على مبدأ الاختلافات المحدودة، أي إجراء الحسابات الرياضية المعقدة من خلال الإضافات المتكررة دون ضرب، أو قسمة، وسمي هذا الجهاز بمحرك الفروق، وفي عام 1824 حصل على تمويلٍ حكومي، وقضى ثماني سنواتٍ في تجهيز اختراعه حتّى أطلق أول نموذجٍ عام 1832، ولكنّ تمويله كان قد نفد، ولكنّه استمر في العمل.

 

قام المهندس فانيفار بوش من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 1930، بتطوير أول جهاز حاسوب تناظري حديث، وقد سماه بالمحلل التفاضلي، وهو عبارة عن آلةٍ حاسبةٍ تناظريةٍ قادرة على حل فئاتٍ معينةٍ من المعادلات التفاضلية التي تُعدّ من المشاكل الشائعة في الفيزياء، والهندسة، وقد قام بإضافة عمليتي الضرب والطرح له.

 

تمّ تصميم هذا الحاسوب في الولايات المتحدة تحت تمويل الحكومة لجامعة بنسلفانيا، وقاد المشروع جون موشلي، وابنه بريسبر إكيرت، بمشاركة زملائهم في كلية الهندسة الكهربائية، وبدأ العمل عليه في أوائل عام 1943، وكان الجهاز عبارةً عن جهاز كمبيوتر مصمم لغرضٍ محدد، وكان قادراً على اتباع برمجياتٍ مختلفةٍ يتمّ إضافتها عن طريق قارئ بطاقة أو غيرها من الأجهزة، ولكنّ ذلك كان يستغرق أياماً.

 

قام ويليام شوكلي، وجون باردين، ووالتر براتين عام 1947 باختراع الترانزستور في مختبرات بيل، وبذلك تمّ الاستغناء عن الصمامات المفرغة في الحاسوب، وبعد ذلك شهد العالم تطوراتٍ سريعةٍ في أجهزة الحاسوب.