أبو الريحان البيروني

الكاتب: سامي -
أبو الريحان البيروني
"التعريف بالبيروني.
حياة البيروني.
وفاة البيروني.
التعريف بالبيروني:



هو مُحمد بن أحمد البيروني، باحثاً وعالماً مُسلما، اشتهر بعلمه وحنكته وشجاعته، كما أنّه كان فيلسوفاً وفلكيّاً وجيولوجيّاً وجغرافيّاً، إضافةً إلى كونه رياضيّاً وصيدلانيّاً ومؤرخاً ومُترجماً؛ الأمر الذي جعله واحداً من أهم علماء العرب والمُسلمين الذين ظهرو في العصور الوسطى.



ذكرت العديد من الروايات أنّ البيروني لم يكن يعرف والده، حيث أنّه تربى وترعرع على يد الأمير شاه أبو منير الذي كان أميراً على خوارزم، حيث تلقّى البيرونيّ العديد من العلوم والمعارف على يد ذلك الأمير، ولكنّه لم يمكث طويلاً مع الأمير شاه الذي توفيّ على يد أحد المُتمردين عليه.



وُصِف البيرونيّ بأنّه من أعظم العقول التي عرفها التاريخ والثقافةً الإسلاميّة، حيث شملت معرفته العديد من العلوم والمجالات كالفيزياء والرياضيات إلى جانب علمه ومعرفته بالعلوم الطبيعيّة المُختلفة، هذا وقد أخذ البيروني مكانةً مرموقةً تُميزه عن غيره من العلماء بإعتباره مؤرخاً وعالِم لغويّات معروف.



درس البيروني أنواع مختلفة من العلوم، كما أنّه بذل جهداً كبيراً لإتمام أبحاثه وأعماله، إلى جانب عمله الشاق والصعب الذي كان يقوم به؛ الأمر الذي جعله يحظى بتكريماً كبيراً تقديراً له على مجهوده وانجازاته العظيمة، هذا وقد ركّز البيروني في دراسته وأبحاثه على المنهجيّة العلميّة الخاصة بالدين الإسلامي، حيث كان يشتهر بإيمانه وروعه وحبه الشديد للدين الإسلامي.



تمكّن البيروني من التحدُّث بلغاتً عديدة، حيث أتقن كل من اللغة الفارسيّة والإغريقيّة والعربيّة إلى جانب اللغة العبريّة التراثيّة والسرياينّة والخوارزميّة، كما أنّه تأثر بعددٍ من الأمم كالإغريق الذي أخذ عنهم إلهامه في الفلسفة.



اشتهر البيروني بكثرة حله وترحاله، حيث استقرّ منذ مطلع حياته في إحدى مُدن أفغانستان، والتي كانت معروفة في ذلك الزمان باسم” غِزنة”، ثم بدأ بالسفر بعد ذلك حيث سافر إلى جنوب آسيا حتى يزيد من معرفته وعلمه وهناك بدأ يكتب عن الثقافة الهنديّة؛ الأمر الذي جعله يُلقّب “بمؤسس الهنديّات”، كما أنّه اشتهر بكتاباته عن العادات والتقاليد الخاصة بعدد من الأمم والقبائل التي التقى بها.



حياة البيروني:



وُلد البيروني في الثاني من ذي الحجة في عام”362? هجري في المدينة الخارجيّة من بيروني والتي تُعتبر عاصمة لإحدى دول جنوب آسيا، تميّز بمنهجيته وإسلامه؛ الأمر الذي جعله من أهم علماء التاريخ الذين ظهرو في ذلك الزمان، إلى جانب ذلك فقد كان يُشجع على دراسة علم الفلك والفقه وغيرها العديد من العلوم التي اهتم بها.



منذ بداية حياة البيروني وهو يُحب العلم والثقافة، حيث كان يواظب على دراسة النحو والصرف والعقيدة إلى جانب العديد من العلوم التي أبدع وتميّز فيها، هذا وقد كانت لغة البيروني الأم هي اللغة الإيرانيّة الخوارزميّة؛ وذلك نظراً لمكوثه في خوارزم التي كانت مُحاطة بالعديد من القوميّات والأعراق، إلى جانب اتقانه العديد من اللغات التي تم ذكرها في الأعلى.



وفي الخامسة والعشرين من عمره انتقل إلى مدينة جرجان وهناك التحق البيرونيّ ببلاط السلطان أبو الحسن وفي تلك الأثناء بدأ بكتابة أولى مؤلفاته التي نشرها بعد الإنتهاء من كتابتها والتي سماها” بالآثار الباقية عن القرون الخالية”.



اهتم البيروني في العديد من العلوم، كما أنّه ركّز بشكلٍ كبير على دراسة علم الفلك والنجوم والسُحب؛ الأمر الذي جعل إحدى الفوهات البركانيّة الموجودة على سطح القمر أن تُسمّى بإسمه، حيث تُعتبر هذه التسمية شرفاً كبيراً حظى بها البيروني فقد انضم اسمه إلى جانب أكثر من ثلاثمئة اسماً لامعاً من العلماء المشهورين الذين تم اختيارهم لتسميّة تلك الفوهات على اسمهم كالخوارزمي وأرسطو وابن سينا.



عاصر البيرونيّ عدداً من العلماء من أهمهم ابن سينا وابن مسكوويه، كما أنّه تعلّم علوم الرياضيات على يد العالِم منصور بن عراق، إلى جانب ذلك فقد اشتهر البيروني بشكلٍ كبير في الهند؛ نتيجة قيامه بكتابة عملاً موسّعاً ذكر فيه كل ما يتعلّق بالهند من أسلوب حياة وعادات وتقاليد إلى طبيعة علاقتهم مع الإله والآخرين، كما أنّه اهتم بشكلٍ خاص في دراسة التقويم الهندي حيث ركّز على هذا الجانب بشكلٍ كبير، ظهر ذلك الإهتمام من خلال سعيّه إلى تحويل تواريخ ذلك التقويم من اللغة الهنديّة إلى ثلاثة لغات مُهمة حسب اعتقاده وهي الإغريقيّة والعربية الإسلاميّة إلى جانب الفارسيّة.



لم يُبدي البيرونيّ أي اهتمام في الحياة العسكريّة والسياسيّة ولكنّه اهتم بشكلٍ كبير في الثقافة الإجتماعيّة، كما أنّه اهتم بشكلٍ كبير في تسجيل وتدوين أهم المواقع والأماكن التي حدثت فيها عدداً من الحروب والمعارك، إلى جانب ذلك فقد قام البيروني بوصف مناخ وجغرافيّة العديد من المناطق والدول التي زارها.



وفاة البيروني:



توفي البيرونيّ في عام”440? هجري الموافق “1048” ميلادي، وبعد وفاته لم يتم العثور على أي من مؤلفات وكُتب البيروني، ومع استمرار البحث والدراسات وبعد أن قضى مئة عام على وفاة البيروني تم العثور على عدد من مؤلفاته التي انتشرت بشكلٍ نادر جداً في بعض الدول الغربيّة.



"
شارك المقالة:
657 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع
youtubbe twitter linkden facebook