ألمانيا تتجه لتفويض الشرطة بإسقاط المسيّرات الصغيرة مجهولة الهوية

المسيّرات تتحول إلى تهديد أمني متزايد في ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى

تهديد من السماء

أصبحت الطائرات المسيّرة مجهولة المصدر مشهداً شائعاً في أجزاء من أوروبا مؤخراً. وتسعى ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في القارة من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي، إلى كبح هذا الاتجاه المقلق من خلال منح وكالات إنفاذ القانون سلطة إسقاط هذه المسيّرات بسرعة.

تعمل الحكومة الألمانية على قانون لتمكين الشرطة من التحرك ضد المسيّرات التي يشغلها مجهولون. وقد اتفق المشرعون على مسودة جديدة من شأنها أن تفوض الشرطة بإسقاط وتحييد المسيّرات "المارقة" التي تعتبر تهديداً مباشراً.

يجب أن يمر القانون الآن عبر البرلمان الفيدرالي للحصول على الموافقة النهائية. ويتوقع المراقبون أن تسير العملية بسلاسة، حيث أصبحت المسيّرات مجهولة الهوية مشكلة متكررة في ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية الكبرى.

صرح المستشار فريدريش ميرتس بأن حوادث المسيّرات تشكل تهديدًا للسلامة العامة، ولهذا السبب تتحرك الحكومة لمنح الشرطة صلاحيات استباقية أكبر. ويأمل المستشار أنه بمجرد إقرار القانون، ستتمكن الوكالات الفيدرالية من رصد واعتراض وتحييد المسيّرات بفعالية أكبر.

وقع الحادث الأخير الذي شمل مسيّرات مجهولة في مطار ميونخ الأسبوع الماضي، عندما أوقفت المراقبة الجوية الرحلات مؤقتًا بعد رصد أجسام غريبة. وفي المجموع، عطلت المسيّرات 17 رحلة جوية وأثرت على خطط سفر ما يقرب من 3000 مسافر.

حرب هجينة وقلق أوروبي

صرح المستشار ميرتس بأن حوادث المسيّرات مجهولة الهوية المتكررة بشكل متزايد هي جزء من "حرب فلاديمير بوتين الهجينة" ضد الدول الأوروبية الرئيسية. وتشاطر السلطات في بولندا والدنمارك هذا القلق، حيث رصدت مسيّرات مجهولة خلال الأشهر القليلة الماضية.

أصبحت قضية المسيّرات مجهولة الهوية مصدر قلق كبير للقوى الأوروبية، ولهذا السبب يسعى وزير الداخلية الاتحادي الألماني، ألكسندر دوبرينت، إلى التعاون مع أوكرانيا وإسرائيل، وهما دولتان تتمتعان بخبرة كبيرة في تكنولوجيا المسيّرات الهجومية والدفاعية.

وأوضح دوبرينت أن القانون الجديد يهدف إلى وضع قواعد أوضح بشأن الوكالة التي يجب أن تستجيب لحادثة مسيّرة في ظل ظروف محددة. فبينما سيتم تفويض الشرطة بإسقاط المسيّرات الأصغر التي تحلق على ارتفاع منخفض (مستوى الأشجار) بسرعة، ستظل القوات العسكرية مسؤولة عن استهداف الوحدات الأكبر التي قد تكون أكثر خطورة.

وفقًا لبيانات هيئة أمن الطيران الألمانية (Luftfahrt-Bundesamt)، شهدت البلاد 172 حالة تعطيل للحركة الجوية مرتبطة بالمسيّرات مجهولة الهوية هذا العام وحده (حتى نهاية سبتمبر)، مقارنة بـ 129 حالة في عام 2024 و 121 في عام 2023 خلال نفس الفترة الممتدة لتسعة أشهر.