استخدمت أجهزة الحاسوب الأولى أنابيب مفرغة (بالإنجليزيّة: Vacuum Tubes) للدارات الكهربائية، وأسطوانات مغناطيسية للذاكرة، وذلك ما بين 1946م-1958م، حيث كان الحاسوب ضخماً جداً يشغل غرفة كاملة، كما أنّه كان مكلفاً للغاية، لأنّه يستخدم كمية كبيرة من الكهرباء، ويولّد كمية كبيرة من الحرارة، ويعتمد الجيل الأول من أجهزة الحاسوب على لغة الآلة؛ وهي لغة البرمجة ذات مستوى منخففض تفهمها أجهزة الحاسوب لتنفيذ العمليات، ولا تتمكن من حلّ سوى مشكلة واحدة فقط في كل مرّة، وقد تمّ اختراع الأنبوب المفرغ في عام 1906م بواسطة المهندس الكهربائي لي دي فوريست (Lee De Forest)، حيث كانت خلال النصف الأول من القرن العشرين التقنية الأساسية المستخدمة في بناء أجهزة الراديو، والتلفزيون، والرادار، وأجهزة الأشعة السينية، ومجموعة واسعة من الأجهزة الإلكترونية الأخرى.
 
الجيل الثاني
زاد الاهتمام التجاري بتكنولوجيا الحاسوب في أواخر الخمسينات والستينات من القرن العشرين، ممّا إدّى إلى طرح الجيل الثاني من تكنولوجيا الحاسوب الذي يعتمد على الترانزستورات، حيث طوّرت شركة بيل لابز (Bell Labs) الترانزستور في منتصف الخمسينات، فكانت قادرةً على أداء العديد من المهام كالأنابيب المفرغة، ولكنّها أصغر حجماً، وتستخدم كمية أقل من الكهرباء، ممّا ساعد على تصغير حجم الحاسوب، إلّا أنّها كانت أسرع وأكثر فعالية، فقد تمّ إنتاج أول جهاز حاسوب يعتمد على الترانزيستور في عام 1959م، مع استخدام لغة التجميع، أو اللغات الرمزية للمبرمجين، التي تُترجم فيما بعد إلى سلسلة من الرموز الثنائية (0،1) لتتمكن الآلات من فهمها، وذلك ما بين 1959م-1964م.
 
الجيل الثالث
اعتمد الحاسوب في الجيل الثالث على تقنية الدوائر المتكاملة (Integrated Circuit)، فقد تمّ تطوير أول دائرة متكاملة في عام 1965م، حيث تمّ تصغير الترانزستورات ووضعها على رقائق السيلكون المسمّاة بأشباه الموصلات، والتي زادت من سرعة الحاسوب وكفاءته بشكل كبير، كما أنّها أصبحت أصغر حجماً وأقل تكلفة، ممّا جعلها في متناول شريحة أكبر من الناس، وأصبح الحاسوب ينفّذ مهام متعددة، وكان يُطلق على لغات البرمجة التي يستخدمها بلغات الجيل الثالث، وذلك ما بين 1965م-1970م.
 
الجيل الرابع
تعدّ الفواصل الزمنية بين الأجيال الثالثة والرابعة ليست واضحة على الإطلاق، حيث تطوّر الحاسوب في هذا الجيل من عام 1971م حتى الوقت الحاضر بشكل واسع، فتمّ وضع الآلاف من الدوائر المتكاملة على شريحة سيليكون واحدة في عام 1970م، ممّا ساعد على زيادة أداء الحاسوب، وتقليل حجمه مرة أخرى، وتقليل تكلفته، فأصبح أول معالج دقيق كامل متعدد الاستعمال متاحاً على شريحة واحدة، واستمر التطور على نطاق واسع، ممّا مكّن من ظهور أجهزة الحاسوب الصغيرة، كما ظهرت خلال هذه الفترة لغات الجيل الرابع.
 
الجيل الخامس
ظهر مصطلح الجيل الخامس في عام 1980م، حيث يسعى المخترعون إلى تطوير الحاسوب ليدمج بين خصائص الذكاء الاصطناعي، والنظم الخبيرة، واللغة الطبيعية، بحيث يتم إنتاج آلات قادرة على أداء مهام بكيفية مشابهة للبشر، وقادرة على التعلّم، والتفاعل مع البشر بلغة طبيعية، ولكن لم يتم الوصول إلى هذه المرحلة بشكل كامل حتى الآن على الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزته في هذا المجال.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.