الحاسوب أو الكمبيوتر من الأجهزة الإلكترونية التي تتمثل وظيفتها في استقبال البيانات، ومعالجتها، ومن ثمّ عرضها بصيغتها النهائية للمستخدم، حيث إنّه يلعب دوراً مهماً في حياتنا، سواء كان في مجال التدريس، أو العمل، أو التصميم، وغيرها، وقد كانت الغاية الأولى من ابتكاره هو إجراء العمليات الحسابيّة وتخزينها، حيث مرّت صناعته بالعديد من المراحل إلى أن وصل إلى الشكل الذي هو عليه الآن، وسنعرفكم في هذا المقال إلى مراحل تطوّر شكل الحاسوب.
 
في السنوات ما بين 1951 و1957م تم ابتكار حاسوب UNIVAC، والذي استخدم من أجل جدولة الإحصائيات السكانية، وهو يتكون من صمامات مفرغة، وهي عبارة عن أنابيب زجاجية مُفرغة بإمكانها تمرير التيار الكهربائي دون الحاجة إلى محول ميكانيكي، وهي كبيرة الحجم، وثقيلة الوزن، وسرعتها منخفضة، إضافة إلى حاجتها للتسخين قبل عملها، وهي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية، وكانت الحواسيب في هذه المرحلة تستعمل لغة الآلة، بحيث تكون تعليمات الحاسوب موجودة على هيئة سلسلة من الأرقام، وتكوّنت وحدة المعالجة المركزية في هذه الحواسيب على: وحدة معالجة البيانات، ووحدة تحكم مُبرمجة، أمّا الوحدات الرئيسيّة فاشتملت على وحدة الحاسب والمنطق، ووحدة التحكّم، والذاكرة الرئيسيّة، وامتازت الحواسيب في هذه المرحلة بالتعقيد.
 
في السنوات ما بين 1959 و1965م تمّ استبدال الصمامات المفرغة بالترانزستورات، وهي عبارة عن عنصر يسمح بمرور الطاقة الكهربائية في اتجاه مُحدّد، بينما يقوم في الوقت ذاته على إيقاف تدفق الطاقة الكهربائية في الاتجاه الآخر، واستعملت في هذه الحواسيب الأقراص الممغنطة من أجل التخزين، إضافة إلى لغات البرمجة بدلاً من اللغات الرمزية، وتُعتبر الكلمة في هذه الحواسيب هي الوحدة الأساسيّة للمعلومات، فيتم تنظيم المعلومات في كلمات بطول 36 خلية ثنائية، إذ تُخزّن هذه الكلمات في مواقع في الذاكرة "215"، واستخدم هذا النوع من الحواسيب في الجامعات، والأعمال التجارية.
 
في السنوات ما بين 1965 و1970م تم صنع الدوائر الكهربائية المتكاملة من رقائق السيلكون، وهي عبارة عن مواد شبه موصلة نقية تتم إضافة شوائب إليها بدقة الأمر الذي يؤدّي إلى إنتاج مكثفات، وترانزستورات، ومقاومات، في هذه الحواسيب تمّ استعمال البايت كوحدة بيانات يمكن تخزينه في موقع من مواقع الذاكرة، ومعالجتها عند اللزوم.
 
في السنوات ما بين 1970 و1980م تم استعمال الدوائر المتكاملة، والشرائح الرقيقة، والمعالجات الدقيقة، وظهرت في هذه الفترة RAM,ROM، إضافة إلى الكمبيوتر الشخصي "PC"، وأصبحت السرعة في هذه الحواسيب تُقاس بملايين العمليات في الثانية.
مؤخراً بدأت الحواسيب الذكية بالظهور، وقد امتازت بكفاءتها العالية، وتعدد مهامها، وأحجامها الصغيرة، وتصميماتها المختلفة.