"السيارات- تعتمد بعض فئات السيارات على التجديد والأفكار الجديدة، والخطوط الثورية المختلفة في كل جيل، وحتى التغيرات الجوهرية التي تجذب المزيد من العملاء، إلا أن هذا الاتجاه لم يكن يومًا المفضل في فئة السيارات السيدان متوسطة الحجم، ومنها نيسان ألتيما، التي استمرت لعقدين كاملين تحقق النجاح بتقليدية ولمسة بسيطة، إلى أن وصل الجيل الخامس.

فما بين التجديد والخوف من خسارة ما حصدته السيارة خلال أربعة أجيال، قررت ألتيما الجديدة أن تقدم أكثر قدر ممكن من الابتكارات دون أن تفقد دمائها الأصلية، ممسكة بالعصا من المنتصف. فهل نجحت إستراتيجيتها؟

شخصية جديدة تعرفها

تتفاخر شركات السيارات بكونها تتبع فلسفتها الخاصة للوصول للنجاح، لكن نيسان ألتيما تعتبر حالة خاصة، حيث حاولت الشركة أن لا تخرج عن السرب في المطلق، لتبقى على نفس الدرب الذي يسلكه غالبية مستخدمي السيارات السيدان المتوسطة، مع دعم سيارتها بالكثير من الابتكارات التي تمكنها من المنافسة واثبات تفوقها، وأن تبدو واضحة وسط هذا العدد الكبير من السيارات المتشابهة.





فعلى جانب التصميم الخارجي، حصلت السيارة على شبكة تهوية تقليدية التصميم، لكن مع إطار لامع يجاري خطوط السيارة الأمامية ليرتفع مع غطاء المحرك للأعلى، وعلى جانبيه المصابيح الجديدة ذات التصميم الجذاب، مع عدسة إضاءة رئيسية بارزة، ومصابيح ضباب سفلية تحتوي إشارات انعطاف كبيرة ذات ارتفاع منخفض، وهو ما يجعل إضاءتها أكثر وضوحًا في الضباب والأتربة.

على الجانبين تنطلق الخطوط بنعومة، وأهمها خط الكتف الذي يسير أعلى الأبواب حتى الوصول للخلف، مع المرايا الجانبية انسابية التصميم التي تحمل إشارات انعطاف، وكذلك العجلات المعدنية رياضية التصميم.

الواجهة الخلفية للسيارة تبدأ بالزجاج الخلفي الكبير، وباب منطقة التحميل الخلفية والذي يرتفع ليشكل جناح خلفي يزيد قوة دفع الهواء للبدن لزيادة الثبات، إلى جانبه تأتي المصابيح الخلفية ذات التصميم الجذاب والتي تتماشى مع التصميم العام، وكذلك أنابيب العادم رياضية المظهر على جانبي السيارة.

المقصورة والتجهيزات

حصلت مقصورة ألتيما على دفعة كبيرة في جانب الجودة، سواء في الخامات المستخدمة، أو التشطيبات داخل المقصورة، حيث أصبحت السيارة أكثر فخامة من السابق لتوازي التصميم الخارجي الجديد. كذلك على جانب التصميم، حصلت السيارة على عجلة قيادة ثلاثية الأذرع، وكونسول وسطي كبير يوحي بالفخامة، مع أدوات بسيطة يسهل استخدامها، ولوحة عدادات ذات تصميم بسيط تجعل السيارة تبدو وكأنها سيدان فاخرة من فئة أكبر.

أما ابرز مكونات المقصورة الجديدة فهو المقاعد “منعدمة الجاذبية” التي طورتها نيسان بالتعاون مع وكالة ناسا للأبحاث الفضائية الأمريكية، وهو مقاعد تم تصميمها لتدعم كامل جسد السائق خلال جلوسه ليشعر وكأنه يطفو في المقعد ولا يعاني أي من أجزاء جسده وبخاصة العمود الفقري من حمل زائد أو توتر خلال القيادة، إضافة إلى قدرة المقعد على تحسين عمل الدورة الدموية في جسد السائق، وهو ما يجعل القيادة فترة طويلة أقل جهدًا.

وتوفر نيسان المقاعد الجديدة بإمكانية ضبطها في 6 اتجاهات للسائق و4 اتجاهات للراكب الأمامي، كذلك عملت نيسان على تحسين مستوى الهدوء داخل المقصورة، وذلك برفع صلابة الجسد ومقاومته للالتواء، وزيادة مناطق عزل الصوت بنسبة 30%.

وتقدم نيسان ألتيما قائمة من أنظمة السلامة ومساعدة السائق في جيلها الجديد، كنظام متابعة ضغط الإطارات، ونظام مراقبة النقاط العمياء، ونظام مراقبة الحارة المرورية، ونظام مراقبة الأشياء المتحركة حول السيارة والذي يحذر السائق من الأجسام التي تقترب من السيارة أو تتحرك حولها خلال عملية الاصطفاف.

المحرك والأداء

كونها تحاول الحفاظ على ما لديها من نقاط قوة، فقد احتفظت نيسان ألتيما بمحركيها، رباعي الاسطوانات سعة 2.5 لتر، والـ V6 سعة 3.5 لتر، وكلاهما يحتوى على كامتين علويتين للتحكم في الصمامات، ونظام تغذية هواء خفيف الوزن لتحسين وزن وأداء المحرك، مع معدلات استهلاك أفضل للوقود.

المحرك الأول سعة 2.5 لتر ينطلق بقوة 182 حصان بزيادة 7 أحصنة عن الجيل السابق، مع عزم 244 نيوتن.متر، وهو ما يكفي لدفع السيارة من الثبات حتى سرعة 100 كم/س خلال 8 ثوان، مع سرعة قصوى تقدر بـ 223 كم/س، ومعدل استهلاك للوقود يبلغ 6.3 لتر لكل 100 كم. أما المحرك الثاني سعة 3.5 لتر فهو بقوة 270 حصان مع عزم 340 نيوتن.متر، لتتسارع السيارة حتى سرعة 100 كم/س خلال 6.3 ثانية وحتى الوصول لسرعة قصوى 237 كم/س، وعلى الرغم من سعة المحرك الكبيرة نسبيًا فهو يستهلك 8 لتر لكل 100 كم في المتوسط.

ويتصل المحركين بناقل حركة CVT استمراري النسب، وهو الجيل الجديد من ناقل الحركة هذا، والذي عدلت نيسان تصميم 70% من مكوناته، لتحسن معدل احتكاك القطع داخله بنسبة 40% مقارنة بالجيل السابق، مع تزويده بوحدة تحكم جديدة تحسن من أداء السيارة بشكل عام.

"