معركة سلاميس: هي معركة بحرية حدثت قبل الميلاد، وكانت الحرب بين مجموعة من المدن اليونانية وبين الإمبراطورية الفارسية، وتم حدوث الحرب بالقرب من بحر إيجة على جزيرة سلاميس اليونانية، وخلال الحرب تمكنت المدن اليونانية هزيمة الإمبراطورية الفارسية.
بداية معركة سلاميس:
قبل بداية الحرب في عام 499 ميلادي قامت بعض المدن اليونانية مثل أثينا بتحريض المدن الأيونية والتي كانت حينها تحت حكم الإمبراطورية الفارسية حديثة التأسيس، للثورة ضد الحكم الفارسي، وكانت الإمبراطورية الفارسية كثيرة التعرض للتمردات الشعبية؛ وذلك لسوء حكمها وطغيانها، وقامت في ذلك الوقت الثورة الأيونية ضد حكم الإمبراطورية الفارسية؛ ممّا أدى إلى غضبها وسعيها إلى معاقبة من ساعد في قيام الثورات ضد حكمها، كما كانت الإمبراطورية الفارسية تسعى إلى توسعة إمبراطورتيها، فلاقت أنّه لا بد لها من السيطرة على المدن اليونانية وضمها إلى إمبراطورتيها.
في بداية غزو الإمبراطورية الفارسية للمدن اليونانية تمكنت من السيطرة على مدينة تراقيا الموجودة في شرق جزيرة البلقان وعلى مدينة مقدونيا وأصبحت تلك المدن تحت حكمها، وحاولت الإمبراطورية الفارسية الاستمرار في غزو المدن اليونانية، لكنها تعرضت لعواصف أوقفت تقدمها في الغزو، وبدأت الإمبراطورية الفارسية بالسيطرة على الأراضي والماء الموجودة في بعض المدن اليونانية، وقد أدى ذلك إلى نشوب صراع بين مدينة أسبرطة وبين الإمبراطورية الفارسية، وبدأ الفُرس بإرسال قواتهم العسكرية للدخول إلى اليونانية، وتم عند بداية الحرب تدمير الكثير من المدن اليونانية ووقوعها تحت سيطرة الفُرس.
كانت الإمبراطورية الفارسية في تلك الفترة تحضر لغزو باقي المدن اليونانية، لكنها تعرضت إلى ثورات في الأراضي المصرية الواقعة تحت حكمها، ممّا جعلها تؤجل عملية الغزو على مدن اليونان، ووضعت جميع طاقاتها للتصدي للثورات في أراضيها، وقامت الإمبراطورية الفارسية خلال تلك الفترة بالتجهيز لعملية غزو مدن اليونان والتي أخذت منها وقتاً طويلاً، في تلك الفترة كانت أثينا تبدأ التجهيز لغزو الإمبراطورية الفارسية وقامت بالتحالف مع باقي المدن اليونانية للوقوف إلى جانبها في الحرب؛ وذلك لعدم وجود لديها القوة العسكرية الكافية للوقوف في وجه الإمبراطورية الفارسية.
قامت جيوش المدن اليونانية بالتجمع مع بعضها وحاولت التصدي لقوات الفُرس، ولم يكن لدى اليونانيين القوة العسكرية الموجودة لدى الفُرس، وكانت أول المعارك يقودها جيوش مدينة أسبرطة وتمت هزيمتهم، وقامت الجيوش اليونانية بالعمل على سد السدود البحرية التي من الممكن أنّ تقوم قوات الفُرس الدخول منها، ودارت معركة في البحر بين اليونانيين والفُرس، لكن تلك المعركة كانت مسدودة ولم يخرج منها أيّ نتائج، في تلك الأثناء كانت قوات الإمبراطورية الفارسية تدخل إلى وسط أثينا، فقامت أثينا بالطلب من المدن اليونانية الوقوف إلى جانبها والعمل على وقف القوات الفارسية.
كانت بداية المعركة عندما قامت مجموعة القوات العسكرية اليونانية وقامت بالتصدي لقوات الإمبراطورية الفارسية، وكانت عبارة عن سلسلة من المعارك، وفي بداية المعركة تم هزيمة القوات اليونانية وتم تدمير الجيش اليوناني بشكل كامل؛ ممّا ساعد الإمبراطورية الفارسية العمل على غزو باقي المدن اليونانية، فقامت القوات اليونانية بالتراجع إلى جزيرة سلاميس، خلال بداية الحرب كانت القوات العسكرية لقوات الإمبراطورية الفارسية تفوق أعداد الجيوش اليونانية، وقامت المدن اليونانية بالاتفاق مع بعضها للتصدي للإمبراطورية الفارسية والعمل على استدراج القوات العسكرية الفارسية لخوض حرباً جديدة.
قامت اليونانية التجمع مع بعضها ونجحت في منع القوات العسكرية الفارسية من التوغل في المدن اليونانية، حيث قامت اليونانية بالتجمع في منطقة المياه الضيقة، فظنت القوات الفارسية بأنّ القوات اليونانية تريد الهروب، ولكنها كانت تسعى إلى سحب القوات الفارسية إليها والعمل على حشرها في مكان ضيق؛ لتتمكن من هزيمتها؛ ممّا دفع القوات الفارسية إلى التراجع لغزو باقي المدن اليونانية، وفي عام 479 ميلادي حدثت معركة في مدينة بلاتيا اليونانية وتم هزيمة الإمبراطورية الفارسية، وتم تدمير الأسطول الفارسي بشكل كامل، ولم تتمكن الإمبراطورية الفارسية من غزو المدن اليونانية مرةً أخرى.
تعتبر معركة سلاميس المعركة التي كان لها دور كبير في تغير في الحروب اليونانية الفارسية، فبعد أن كانت الإمبراطورية الفارسية هي من تقوم بغزو اليونان، تغيرات الأوضاع وأصبحت اليونان وأصبحت هي من تقوم ببدء الهجوم على الإمبراطورية الفارسية، وعلى مر التاريخ اعتبر المؤرخون بأنّ معركة سلاميس من أهم المعارك على مر التاريخ والتي كان كان لها دور كبير في تغيير الحضارة في اليونان، ويعتبر المؤرخ اليوناني “هيرودتس” من أهم المؤرخين الذي أعطى دلائل ونتائج حرب سلاميس.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
