"الإصلاحات العامة لعمر بن عبد العزيز: الإصلاحات العامة لعمر بن عبد العزيز:
كانت المظالم من مطالب عمر بن ععبد العزيز إذ طلبها من بني أمية، والمظالم هي الأموال والأملاك التي أخذوها وليس لهم أي حق فيها، وقام بقطع كل العطاءات التي لا يستحقونها عن بني أمية، وعمل على المساواة في العطاء بين الناس، وأيضاً جعل غير العرب الذين أسلموا وساروا للجهاد في ديوان العطاء، واستعاد الفاتحين في آسيا الصغرى إلى الثغور.
وكان عمر بن ععبد العزيز يعد الفتح في بلاد الروم بلاء على المسلمين، وأيضاً أن العمل على إظهار البطولة دون فائدة كبيرة، والحصول على الغنائم والأسرى مقابل أرواح المسلمين، وكان يشفق على المسلمين، وعمل على مبادلة الأسرى فأعطى مقابل كل مسلم عشرة من الروم؛ وذلك لأن أسرى الروم كانوا أكثر عدداً من أسرى المسلمين، وكان عمر يهتم باسترجاع أسرى المسلمين وعودتهم إلى ديارهم.
وكان عمر بن عبد العزيز رحيماً يشفق على الضعفاء والمنكوبين، زيهتم لأمر المساجين، فقام بإصلاح السجون، وفرَّّق سجون الرجال عن النساء، وكان يهتم مأكلهم ومشربهم، وأن لا يتم قتل أي إنسان أو تقطع يده إلا بأمره، وكان عمال يقومون بتطبيق الحدود من رؤوسهم وبعمله هذا ضيَّق عليهم حريتهم، وأنشأ الخانات في أقاصي بلاد المسلمين، ليرتاح االمسافرون فيها ويدون غاياتهم.
وكان قد تصدى لإصلاح أي خطأ ارتكبه بنو أمية، وأول ما قام بفعله أنه قطع السب عن علي بن أبي طالب، وتألف قلوب الخوارج، ويسكتهم طيلة عهده، ولم يخرج الخوارج عليه بأي ثورة طوال فترة خلافته، وقاموا بإرسال وفد له، فناقشهم في الكثير من الأمور، وقد عرفوا أنه مسالم وعادل.
وقام بمعاملة الموالي معاملةً يرضاها الإسلام، وكان لا يهتم بأي دخل يأتي بسبب الشدد عليهم، ولم يكرههم على العمل، ورفع عنهم الضرائب االمفروضة عليهم، ومنها: ضرائب النيروز أي الهدايا التي تُعطى للخليفة في أول كل عام، وضرائب الأيين وهي تشبه ضرائب الجمارك، والضرائب الأخرى التي يأخذها الولاة ويستفيدون منها.
وكان يهتم بكل شكوى تأتي إليه، وكان ينظر للمظالم، ولم يكتفي فقط بقاضي المظالم بل اهتم بها بنفسه، وكان قد وصله الكثير من المشاكل فحلَّها، وأعطى لكل المسلمين العرب وغيرهم حرية التنقل، ورفع بعض الضرائب عن أهل قبرص وأيله، وكان النصارى يعتبرونه حاكماً عادلاً، ويمدحونه في مجالسهم، وكان عمله أن طبّق الشريعة الإسلامية عليهم.
كما أنه ردّ للعلويين مظالمهم دون أن يشتكوا إليه، وتظلَّم له أهل نجران وهم من اليمن، واشتكوا إليه بجزية كانوا يدفعونها للبقاء ععلي دينهم في عهد النبي صلَّ الله عليهم وسَّم بمقدار ألفي حلة، فأنقص عمر عليهم الضريبة بمقدار نقصان عددهم، فأصبحوا يدفعون على الرأس الواحد، ولا يكون أي شخص مسؤول عن جزية قومه، وبهذا يكون انتشر العدل في عهد عمر بن عبد العزيز.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.