تُعرف المحاكاة الحاسوبية بأنّها عملية نمذجة رياضية يتم إجراؤها على جهاز كمبيوتر، وتُصمم للتنبؤ بسلوك أو نتيجةٍ ما، ونظرًا لأنّها تسمح بالتحقق من موثوقية النماذج الرياضية المختارة، فقد أصبحت المحاكاة الحاسوبية أداة مفيدة للنمذجة الرياضية للعديد من النظم الطبيعية في الفيزياء، والمسماه بالفيزياء الحاسوبية، والفيزياء الفلكية، والمناخ والكيمياء والعلوم الحياتية والتصنيع، وكذلك النظم البشرية في الاقتصاد وعلم النفس والعلوم الاجتماعية والرعاية الصحية والهندسة، ويتم تمثيل محاكاة النظام على أنّه تشغيل لنموذج نظام معين حيث يمكن استخدامه؛ لاستكشاف واكتساب رؤى جديدة في التكنولوجيا، وبناءً على ذلك سيبين هذا المقال مفهوم العالم الافتراضي.
ما هو العالم الافتراضي
إنّ العالم الافتراضي عبارة عن خلق بيئات غامرة ومولّدة بالحاسوب، تقنع المستخدمين لها بالتفاعل بنفس طريقة تفاعلهم في الحياة الواقعية، والفكرة من ذلك هي منع المدخلات الحسية من الخارج، واستخدام الإشارات البصرية والسمعية لجعل العالم الافتراضي يبدو أكثر واقعية، فعلى الرغم من أنّ المفهوم بسيط إلّا أنّه من الصعب بالفعل بناء أنظمة ذلك العالم.
ويعود مصطلح العالم الافتراضي إلى الثلاثينيات من القرن العشرين، حيث إنّه كان يعني في ذلك الوقت المسرح، وفي الستينيات من القرن الماضي ابتكر مورتون هيليج المصور السينمائي آلة تحتوي على شاشات ملتفة، يتم عرضها باستخدام جهاز يشبه المجهر؛ للحصول على تأثير ثلاثي الأبعاد، وبالإضافة إلى مقعد متحرك، وبمجرد ظهور أجهزة الكمبيوتر الحديثة إلى جانب التلفاز والأفلام ثلاثية الأبعاد المبتكرة استخلص مؤلفو الخيال العلمي إمكانية إنشاء بيئات تبدو وكأنّها حقيقية، وهذا المفهوم للعالم الافتراضي هو عالم تم إنشاؤه بالحاسوب يحاكي الواقع، وهو أحد أقدم الأمثلة للمفهوم الحالي، ومع ذلك فإنّ معنى العالم الافتراضي لم يدخل المعجم الشهير حتى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، فكان مؤلف الخيال العلمي وليام جيبسون واحد من أوائل مؤلفي ذلك المصطلح، ومع ذلك هناك إجماع واضح من الجميع على أنّه مفهوم لمحاكاة العالم.
العالم الافتراضي في التعليم
يُعدّ مفهوم العالم الافتراضي في مراحله المبكرة، فعلى الرغم من ذلك إلّا أنّه ظهر في الفصول الدراسية في جميع أنحاء العالم، فقد أحدثت أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والتطبيقات والألعاب ثورة في التعلّم، وذلك من خلال جعله أكثر فاعلية وجاذبية وتفرّد، وعند إضافة العالم الافتراضي لهذا المزيج في التعليم، أدى ذلك إلى النهوض لمستوى جديد؛ لأنّه أتاح للطلبة الانغماس في تجارب العالم الحقيقي للمواد المعطاة خلال الفصل الدراسي، ومن التطبيقات المختلفة للعالم الافتراضي التي يمكن إضافتها إلى الفصل الدراسي: برامج عرض العالم الافتراضي من جوجل وسماعات الرأس أو تطبيق Expeditions، ويمكن تحميله على الهاتف المحمول، وقد يحتاج ذلك الأمر لتكلفة عالية جدًا، فعلى سبيل المثال يمكن من خلال هذه التقنيات الذهاب إلى رحلات ميدانية دون مغادرة الفصل؛ كالذهاب إلى أرض بعيدة أو إلى أعماق المحيط.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.