لماذا فشل اندماج دايملر بنز مع كرايسلر؟

الكاتب: سامي -
لماذا فشل اندماج دايملر بنز مع كرايسلر؟
السيارات – نقول دائما: الإتحاد قوة.
لكن ليس في كل الأوقات.
حين تتحد الشركات مثلا فإنه إن لم تكن هناك دراسة دقيقة وقراءة للسوق وللمستقبل قد يكون الإتحاد وبالا على الشركتين.

وهذا ما حصل لاندماج شركتي دايملر-بنز الألمانية وكرايسلر الأمريكية. إذ فشل هذا الإندماج كثيرا بل ويعتبر مثالا ممتازا للإندماجات الفاشلة. رغم أنه روج له وقت إعلان الخبر بأنه صفقة العصر.

فماذا حصل؟
ولماذا فشل هذا الإندماج؟

في عام 1998 اعلنت مجموعة دايملر ـ بنز الالمانية قرار الاندماج مع شركة كرايسلر ثالث اكبر الشركات الامريكية لصناعة السيارات آنذاك لتكوين شركة عملاقة تبلغ القيمة السوقية لاسهمها حوالي 92 مليار دولار ومبيعاتها السنوية 130 مليار دولار .

وسميت الشركة الجديدة (دايملر ـ كرايسلر) ورأسها بصورة مشتركة رئىيس ديملر يورجن شريمب ورئيس مجلس ادارة كرايسلر روبرت ايتون. وقالت “دايملر” التي تنتج سيارات وشاحنات مرسيدس بنز ان الاندماج سيسفر عن توفير نفقات تبلغ 5.2 مليار مارك في عام 1999 وان الشركة الجديدة ستعزز ربحية وقيمة حصص المساهمين.

وبموجب شروط الصفقة سيملك مساهمو كرايسلر 43 في المئة من اسهم رأسمال الشركة الجديدة بينما يملك مساهمو دايملر 57 في المئة. وقرروا ان يكون مقر الشركة الجديدة في شتوتجارت (المانيا) واوبرن هيلز (ميشيجان).

لكن هذا الزواج لم يدم طويلا. ففي عام 2007 أعلنت مجموعة دايملر كرايسلر عن إنفصال الشركتين وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الإندماج.
وأعلنت المجموعة أن تكاليف فصلها إلى شركتين ستصل إلى حوالي 2.5 مليار يورو.

لماذا فشلت صفقة العصر؟
الواقع هناك من تنبأ بفشل هذه الصفقة منذ بدايتها.

يقول أحد المحللين عن أسباب الفشل: أن الفشل حدث لأن الشركتين دايملر وكرايسلر لم يحبا بعضهما بعضا، ولم يكن هناك تعاون إلى الحد الضروري لجعل هذه المجموعة تعمل. تعثرت الجهود الجادة لدمج عمليات دايملر وكرايسلر بسبب انعدام الثقة في المواجهات بين رعاة البقر في ديترويت الأمريكية وفرسان شتوتغارت الألمانية الراقية.

ورغم أن الصفقة روج لها على أنه اندماج بين شركتين متكافئتين إلا أنه كان أقرب إلى استحواذ من دايملر على كرايسلر.

كانت الخطة أن كرايسلر تستخدام قطع غيار ومكونات دايملر وهندستها حتى تقلل بشكل كبير من تكلفة إنتاج المركبات المستقبلية. لكن بدأت المشاكل في الظهور عندما تردد قسم مرسيدس بنز الفاخرة في ديملر في مشاركة كرايسلر بهذا الشأن. لكن في النهاية ، حصلت كرايسلر على بعض مكونات نظام التوجيه والتعليق وناقل الحركة ومحرك الديزل وبعض صفقات الشراء.

في المقابل ، كانت ديملر تأمل في أن تزيد كرايسلر من مبيعاتها بشكل كبير في أمريكا الشمالية. ولكن فشلت كرايسلر في ذلك وأحد الأسباب هي المنافسة الشديدة من شركات صناعة السيارات الآسيوي .

يقول جورج بيترسون ، رئيس Global Insight ، على أن دايملر بنز لم تقم أبدًا بعمل واجبها قبل أن تشتري كرايسلر ، ولم تنظر أبدًا إلى المستقبل لمعرفة ما إذا كان بإمكان كرايسلر أن تكون قادرة على المنافسة مع الآخرين.

ويقال أن أحد أهداف الإندماج من الأساس هو أن أحد أصحاب البلايين واسمه Kirk Kerkorian كان يطمح في الإستحواذ على كرايزلر ولأن رئيس الشركة آنذاك واسمه Bob Eaton لم يكن يرغب أن يرى الشركة في يد Kirk Kerkorian سعى للعمل في الإندماج.

البعض كان يرى أن الشركتين كانتا متكافئتين وكان البعض (مثل Lee Iacocca ) يرى بأن كرايسلر في وضع يمكنها من شراء ديملر-بنز لكن خوف Bob Eaton -حسب كلام Lee Iacocca – دفعه لبيع كرايزلر لديملر-مرسيدس.

تراجعت مبيعات كرايزلر في البداية فتم تعيين Zetsche على مجموعة كرايسلر في مدينة ديترويت وبدأت المجموعة تتعافي. وفي عام 2005 حققت أرباحا بمقدار 1.8 بليون دولار.

ولكن مثل شركات صناعة السيارات الأمريكية الأخرى ، فإن الشركة أخطأت في قراءة السوق. كانت تعتمد في المقام الأول وال SUV على الشاحنات وسيارات الدفع الرباعي ، ومع ارتفاع أسعار الوقود خسرت كرايسلر 1.47 بليون دولار في عام 2006.

اعداد: محمد إسماعيل

شارك المقالة:
638 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع
youtubbe twitter linkden facebook