سلبيات التكنولوجيا

الكاتب: سامي -
سلبيات التكنولوجيا
"محتويات
? ما تأثير التكنولوجيا السلبي على حياتنا؟
?.? سلبيات التكنولوجيا على الدول
?.? سلبيات التكنولوجيا على المجتمع
?.? سلبيات التكنولوجيا على صحة الإنسان
?.?.? سلبيات التكنولوجيا على صحة الإنسان النفسية
?.?.? سلبيات التكنولوجيا على صحة الإنسان الجسدية
?.? سلبيات التكنولوجيا على الأطفال
?.? سلبيات التكنولوجيا على البيئة
? هل يمكن أن تدمر التكنولوجيا حياة البشر بحلول سنة 2050؟
ما تأثير التكنولوجيا السلبي على حياتنا؟

باتت التكنولوجيا جزءًا مُهمًّا وأساسيًا لا يتجزأ من حياة الإنسان في كافة المجالات العملية والعلمية، إذ لا يمكن للبعض العيش دون استخدام وسائل وأدوات التكنولوجيا مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب والآلات وغيرها، وتعتبر التكنولوجيا سلاح ذو حدين، فهي تمتلك الكثير من المزايا والعيوب، إذ ينطوي استخدام التكنولوجيا على العديد من المخاطر والسلبيات في حياتنا، والتي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على حياة البشر، وفي هذا المقال سنناقش سلبيات التكنولوجيا (The Technology Disadvantages) في عدة مجالات:
















سلبيات التكنولوجيا على الدول

تؤثر التكنولوجيا بشكل سلبي على الدول في كثير من المجالات، السياسة والاقتصاد والتعليم والثقافة وغيرها، ويمكن توضيح أثر التكنولوجيا السلبي على الدول كالآتي:




السياسة: أصبح للتكنولوجيا دورًا كبيرًا في التأثير على المجال السياسي والحملات السياسيّة الانتخابية، من خلال استخدام استطلاعات الرأي على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات على الإنترنت، وتجميع معلومات هائلة وتفاصيل دقيقة عن كل ناخب في الدولة مثل العمر والديانة والجنس واهتمامات ونشاطات الناخب ومن ثمّ التأثير على سلوكه، حيث يتم تحليل هذه البيانات واستخدامها في إقناع الناخبين والتأثير على سلوكهم وآرائهم السياسيّة.




سرية المعلومات: تُعتبر الخصوصية وسريّة المعلومات ركنًا أساسيًا ومُهمًا في حياة البشر، إلّا أنّ للتكنولوجيا دورًا سلبيًا في ذلك، حيث يتم استخراج وتسريب المعلومات السرية عن طريق اختراق كميات هائلة من المعلومات الخاصة، إلى أيدي المجرمين والإرهابيين، أو الخصوم الأجانب أو الكيانات الخبيثة الأخرى.




التعليم: يعتقد بعض خبراء التعليم أنّ استخدام التكنولوجيا عالية التقنية يُعيق خطوات التعلم الصحيحة، حيث أصبح الطلبة يعتمدون إلى حد كبير على التكنولوجيا عوضًا عن استخدام عقولهم في عملية التفكير والتعليم والاستنتاج والبحث واكتساب المعرفة، وخَلق عادات دراسيّة سيئة لدى الطلبة، إضافة إلى وجود كميات هائلة من المعلومات الخاطئة على الإنترنت، كما تَخلق التكنولوجيا مسافة كبيرة بين الطلبة وبين تعليمهم بقضاء فترات طويلة من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية وغرف الدردشة وغيرها.




الاقتصاد: إن للتكنولوجيا دورّا سلبيًا على الاقتصاد في بعض الأحيان، فإنَّ العمل على المستوى العالمي فتح الباب أمام الشركات وأصحاب العمل باستخدام العمالة الأرخص أجرًا، الأمر الذي أدى إلى فقدان العديد من الموظفين للوظائف بسبب الاستعانة بمصادر خارجيّة، كما أنَّ التكنولوجيا أدت إلى فقدان العديد من الوظائف لأنَّ الآلة حلت محل الموارد البشرية في كثير من القطاعات العملية والعلمية.




انتشار الحروب بين الدول: حيث تُعد التكنولوجيا العسكرية هي الجانب الأكثر ظلامًا للإبداع والابتكار، وذلك لانتشار الأسلحة المُدمرة، وتنافس الدول في حيازتها وابتكار أنواع جديدة وفتاكة منها.







سلبيات التكنولوجيا على المجتمع

لعبت التكنولوجيا دورًا سلبيًا في التأثير على المجتمع وأفراده، في أكثر من مجال من ضمنها العلاقات الاجتماعية والعادات والتقاليد والعلاقات الأسرية وغيرها:




العلاقات الاجتماعية: تسّببت التكنولوجيا في حدوث نقص في العلاقات الاجتماعية والإنسانيّة، فنرى الناس منشغلون على الدوام بالعالم الافتراضيّ عن العالم الحقيقيّ، ومن ثمّ غياب الاتصال الحقيقيّ وجهًا لوجه مع الآخرين، الأمر الذي تسبب بحدوث الانطوائية والعزلة الاجتماعية لدى البعض.




العلاقات الأسرية: أدت التكنولوجيا إلى ظهور مشاكل عديدة لدى أفراد الأسرة الواحدة، فقد حلت الهواتف المحمولة محل الحوار والنقاش بين أفراد الأسرة، الأمر الذي أدى إلى توسيع الفجوة بين الآباء والأبناء، وحرمان الأبناء من التوجيه والإرشاد في التربية، واستبدالهم الإنترنت في الحصول على القيم والتوجيه والخبرات، ومن ثمّ التأثير سلبًا على العلاقات الأسرية وتعزيز العزلة والتفكك الأسري.




العادات والتقاليد: كان للتكنولوجيا دورًا بارزًا في طمس بعض العادات والتقاليد، وإدخال عادات أخرى جديدة إلى المجتمعات، فمثلًا أصبحت رسائل التواصل الاجتماعي بديلًا عن الزيارات للأهل والأقارب وصلة الرحم، وتقبّل أفكار وعادات جديدة كانت منبوذة في وقت سابق.




التنمر الإلكتروني: مع انتشار التكنولوجيا ظهرت مجموعة من المشاكل والظواهر التي كان لها التأثير السلبيّ على الأفراد والمجتمع على حدٍ سواء، كظاهرة التنمر الإلكتروني وأثرها النفسيّ والعقليّ والعاطفيّ البالغ على الصغار والكبار.




الجرائم الإلكترونية: أدى الانتشار الواسع للتكنولوجيا في المجتمع إلى ظهور ظاهرة الجرائم الإلكترونية التي تُهدد أمن المجتمع واستقراره.




سلبيات التكنولوجيا على صحة الإنسان

وصل أثر التكنولوجيا السلبيّ إلى صحة الإنسان جسديًا وعاطفيًا ونفسيًا، على الصغار والكبار على حدًا سواء، وفيما يلي ذكر وتفصيل لأهم سلبيات التكنولوجيا على صحة الإنسان النفسية والجسدية، وعلى صحة الأطفال أيضًا:


 




سلبيات التكنولوجيا على صحة الإنسان النفسية

أجريت العديد من الدراسات والأبحاث التي تربط بين التكنولوجيا وصحة الإنسان النفسيّة والعقليّ، ففي عام 2016 تم إجراء مُراجعة منهجية نُشرت في مجلة أبحاث الإنترنت الطبية (JMIR)، ناقش فيها الباحثون العلاقة بين منصات التواصل الاجتماعي وقضايا الصحة العقليّة والنفسيّة للإنسان، حيث وجد الباحثون أنَّ الأشخاص الذين يتمتعون بتفاعلات إيجابية ويحظون بدعم وترابط اجتماعي على هذه المنصات لديهم مستويات أقل من القلق والتوتر والاكتئاب، على عكس أولئك الذين يتمتعون بتفاعلات سلبية ويعانون من مشكلة المقارنة الاجتماعية مع الآخرين على تلك المنصات، فإنَّ مستوى الاكتئاب والقلق لديهم عالي بشكل واضح، فبالتالي فإنَّ العامل الحاسم هو أنواع التفاعلات التي يخوضها الناس على تلك المنصات.[??]




ومن سلبيات التكنولوجيا على الصحة النفسيّة للإنسان ما يأتي:

المقارنة الاجتماعية: مقارنة الشخص لنفسه مع الآخرين على الشبكات الاجتماعية تُشعره بالنقص وعدم الرضا عن الذات وعدم الكفاءة وتدني احترام الذات.[??]
الاكتئاب: قد يؤدي قضاء الكثير من الوقت على منصات التواصل الاجتماعي إلى رفع مستويات الاكتئاب، الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى تعاطي المخدرات والسلوك العدوانيّ اتجاه الآخرين أو الانتحار.[??]
الإجهاد النفسي: وذلك لنتيجة للقلق والتوتر والضغوطات النفسيّة المُستمرة.[??]
العصبية: نتيجة للاضطرابات المُستمرة التي تصيب الجهاز العصبي لدى الإنسان.[??]
الميول الانتحارية: للتكنولوجيا دورًا بارزًا في زيادة مستويات الاكتئاب، واليأس لدى البعض خاصة المراهقين، الذين أصبحوا أكثر ميلًا إلى التفكير في الانتحار.[??]




سلبيات التكنولوجيا على صحة الإنسان الجسدية

ومن سلبيات التكنولوجيا على صحة الإنسان الجسدية ما يأتي:




إجهاد العين الرقمي: وذلك لنتيجة للاستخدام الطويل للهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب، مما يؤدي إلى مشاكل في العين وعدم وضوح الرؤية وحدوث الجفاف.[??]
آلام الرقبة والكتف: وذلك بسبب الوضعية الخاطئة التي تميل إلى الأمام عند استخدام الهاتف المحمول، مما يؤدي إلى الضغط على الرقبة والكتف والعمود الفقري إضافة إلى آلام في الأصابع والإبهام والمعصمين.[??]
الصُداع وفقدان التركيز: نتيجة التركيز لفترات طويلة في استخدام الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب.[??]
مشاكل في النوم: حيث إنَّ استخدام التكنولوجيا في الفترة التي تسبُق الذهاب إلى النوم قد تسبب بحدوث الأرق واضطرابات أثناء النوم.[??]
خطر الإصابة بالأمراض السرطانية: نتيجة للتلوث السمعيّ والبصريّ والبيئيّ الناجم عن استخدام وسائل وأدوات التكنولوجيا في كافة المجالات.[??]




سلبيات التكنولوجيا على الأطفال

يُعتبر الأطفال من أكثر الفئات تضررًا وذلك لأنَّ أدمغتهم تكون في طور النمو، الأمر الذي يتسبب باضطرابات نفسيّة وعقليّة وجسديّة بالغة لديهم، وقد أجري عدد كبير من الدراسات والأبحاث لرصد أضرار التكنولوجيا على الأطفال، ففي عام 2018 م تم إجراء دراسة نُشرت في المجلة الأوروبية للإدمان، للكشف عن الأضرار المُختلفة الناجمة عن استخدام الأطفال لوسائل التكنولوجيا المختلفة، وتتخلص هذه الأضرار بما يلي:[??]

التأخير في تطوير اللغة من حيث القراءة والكتابة.
العنف والسلوك العدوانيّ.
التأخير في النمو الجسديّ والعقلي والعاطفيّ.
أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه.
الخمول البدنيّ والسمنة.
مشاكل في النوم.
فقدان المهارات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين.
أداء تعليمي منخفض ونقص الإبداع لدى الأطفال.




وقد أوصت هذه الدراسة أهمية مراقبة الأطفال وتعليمهم طرق صحيّة مناسبة لاستخدام التكنولوجيا، وتوفير بدائل مثيرة للاهتمام لديهم.




سلبيات التكنولوجيا على البيئة

للتكنولوجيا أثر سلبي كبير على البيئة المُحيطة بنا، فقد ساهمت في زيادة العديد من العوامل المسببة لأنواع التلوث، ومن هذه السلبيات ما يأتي:




تلوث الهواء: أدى استخدام وسائل التكنولوجيا المختلفة كالمصانع والمركبات والآلات الثقيلة إلى تلوث الهواء والمساهمة في حدوثثقب الأوزون، إضافة إلى التسبب بأمراض مُختلفة لدى البشر كالربو والكائنات الحية الأخرى.[??]
تلوث الصوت: حيث تسببت التكنولوجيا بحدوث التلوث السمعيّ والضوضاء الناجم عن الأصوات الصادرة عن أدوات ووسائل التكنولوجيا.[??]
تلوث المياه: تلوث المياه السطحيّة والجوفيّة نتيجة لمخلفات أدوات التكنولوجيا كالمصانع، والمخلفات الكيماوية التي تُلحق بالغ الضرر على الإنسان والكائنات الحية الأخرى. [??]




استنزاف الموارد الطبيعية: كإزالة الغابات وازدياد التنقيب على المعادن والنفط وتآكل التربة وتلوثها وغيرها. [??]
فقدان الآلاف من الكائنات الحية لمواطنها: وذلك بسبب استنزاف وتدمير البيئة، الأمر الذي أدى إلى انقراض أعداد كبيرة من تلك الكائنات الحية النباتات والحيوانات على حدًا سواء. [??]




ساهمت التكنولوجيا في تحسين حياة الإنسان بشكل كبير على الأرض، ولكنها أيضًا ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في التسبب للإنسان بمشاكل وأزمات سياسية، واجتماعية، واقتصادية، وصحية وبيئية أيضًا، لمعرفة أهم إيجابيات التكنولوجيا على حياتنا، يمكنك الاطلاع على المقال الآتي: إيجابيات التكنولوجيا.




هل يمكن أن تدمر التكنولوجيا حياة البشر بحلول سنة 2050؟

يتناول الباحث أولريش إيبيرل في كتابه ""Life in 2050"" جوانب وتصورات عديدة من الحياة في المستقبل في أغلب مجالات الحياة، ويبقى السؤال الذي يشغل بال الكثيرين، كيف سيبدو المستقبل في ظل التطور السريع اللامتناهي للتكنولوجيا[??]، وظهور علم الذكاء الاصطناعي والذي يُعنى بقدرة الآلة على اكتساب الذكاء والقدرات البشرية، كالقدرة على التَّعلم والتفكير العقليّ والمنطقيّ، واكتساب مهارات جديدة، وإعطاء ردود أفعال مُناسبة، واتخاذ قرارات سليمة، والاستجابة للمتغيرات والمُعطيات، ومن ثمّ فهو يُتيح للآلة القُدرة على التَّصرف كالبشر تمامًا. [??]




وقد تم تطبيق الذكاء الاصطناعي واستخدام الروبوتات في مجالات مختلفة، كالطب والهندسة والصناعة والتعليم والتسويق الإلكترونيّ وغيرها الكثير[??]، ونتيجة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في كافة أشكال الحياة، أدى ذلك إلى الاستغناء عن عدد كبير من الموظفين في مجالات مُختلفة نتيجة لاستخدام الآلة عوضًا عن الإنسان في تلك المجالات، وبتالي انخفاض القدرات الذهنيَّة والعقليَّة والجسديَّة عند الإنسان مع الزمن، إضافة إلى تجرّد أنظمة الذكاء الاصطناعي من المشاعر الإنسانيَّة والأخلاقيات والقيم البشريَّة[??].




إن دخول التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في حياة الإنسان العملية والشخصية، سيؤدي بالضرورة إلى سلبيات تتمثل في الاستغناء عن عدد كبير من الموظفين في مجالات مُختلفة نتيجة لاستخدام الآلة عوضًا عن الإنسان في مجالات عديدة، وانخفاض القدرات الذهنيَّة والعقليَّة والجسديَّة عند الإنسان مع الزمن، وذلك لاعتماده الكلي على الآلة، وقد يؤدي تجرّد أنظمة الذكاء الاصطناعي من المشاعر الإنسانيَّة والأخلاقيات والقيم البشريَّة إلى مشاكل عديدة أيضًا.
"
شارك المقالة:
497 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع
youtubbe twitter linkden facebook