"
تعريف وسائل الاتِّصال وتكنولوجيا التعليم.
 
تُعرَّف العمليّة الاتِّصالية بأبسط أشكالها على أنّها: عمليّةٌ مُنظَّمةٌ، وتبادُليّةٌ في إرسال، واستقبال الرسائل اللفظيّة، وغيرها، بين المُرسِل، والمُتلقِّي، باستخدام وسيلة تقليديّة بديهيّة، أو وسيلة تكنولوجيّة مُتطوِّرة، لتصبح عناصرها هي: المُرسِل، والمُتلقِّي، والرسالة بينهما، والوسيلة المُستخدمة في ذلك، والتغذية الراجعة بعد إتمام عمليّة التواصُل بينهما، إلّا أنّ هذه العمليّة قد يعتريها النَّقص؛ لخلل ما في أحد عناصرها؛ فالتشويش قد يطرأ على الوسيلة، ممّا يؤدّي إلى وصول الرسالة بغير صورتها الأولى، وقد يَعي المُتلقِّي رسائل لم يقصدها المُرسِل، حيث تُعبِّر التغذية الراجعة في هذه الحالة عمّا لم يقله المُرسِل صراحةً؛ ولذلك تتضاعف أهمّية العناية بالعمليّة الاتِّصالية عندما ترتبطُ بالتعليم؛ وذلك لأنّ عمليّة تربية الطلبة، وفَهم دروسهم، ومدى تفاعُلهم، وحُسن تعامُلهم، وانطباعاتهم عن العِلم، والمُعلِّم، سيُبنى جزء منها على أساس جودة العمليّة الاتِّصالية فيما بينهم؛ إذ يساهم تصميم الوسائل التعليميّة، واستخدامها في إشراك حواسّ الطالب، وتغذية تفاعُله المباشر بما يعود بالنفع على العمليّة الاتِّصالية، والعمليّة التعليميّة في آنٍ معاً.
 
 
والمُفارقة أنّه في الوقت الذي لا يزال التعليم التقليديّ أوسع انتشاراً ضمن النظام التعليميّ في المدارس، والجامعات، فإنّ وسائل الاتِّصال أوجدَت مساحةً للتعليم الحديث، من خلال استخدام أحدث التكنولوجيا في العالَم، حيث يُعرِّف قاموس (كامبريدج) تكنولوجيا التعليم على أنّها: التعليم باستخدام التكنولوجيا، أو التكنولوجيا المُصمَّمة؛ بهدف تسهيل التعليم، حيث أصبح من المُمكن تدريس الطلّاب بوسائل مُتعدِّدة، سواءً كانوا موجودين في المدارس، أو الجامعات، أو في بيوتهم، من خلال ما يُعرَف بالتعلُّم عن بُعد، سواء بشكلٍ مُتزامِن بين الطلّاب، والمُعلِّم، أو غير مُتزامِن.
 
مدى الحاجة إلى وسائل الاتِّصال التعليميّة
تتيحُ التكنولوجيا المجال لتطويع استخداماتها، وِفقاً للحاجات، ومُتطلَّبات الحياة اليوميّة؛ فالتطوُّر التقنيّ، والمعلوماتيّ لا يمكن تجاوُزه، أو غَضُّ الطَّرْف عنه، خاصّة وأنّ ارتباطه أصبح وثيقاً في عدّة مجالات، ومنها: المجالات العلميّة، والتعليميّة؛ ولذا فإنّ معرفة مدى الحاجة للتكنولوجيا، ووسائل الاتِّصال في العمليّة التعليميّة أمرٌ ممكن، وذلك من خلال معرفة الإمكانيّات، والمزايا التي تُقدِّمها هذه التقنيات في خدمة الطالب، والمُعلِّم، والمَنهج، والغرفة الصفّية، ومن تلك المزايا التي يترقَّبها الطلبة في غرفهم الصفّية ما يأتي:
 
زيادة تفاعُل الطلبة فيما بينهم، وتحقيق أكبر نسبة ممكنة من إشراك للحواسّ في تلقِّي المعلومات، وتمكينهم من مُواكبة التطوُّر حتى في مِهَنهم المُستقبليّة.
تمكين المُعلِّم، والإداريّين، والمُرشِدين التربويّين من تدوين كافّة ملاحظاتهم الإيجابيّة، والسلبيّة التي تتعلَّق بأداء الطلبة، وسلوكيّاتهم، ممّا يُسهّل عليهم إمكانيّة الرجوع إليها، والاستفادة منها؛ لتحقيق أفضل النتائج مع الطلبة.
تمكين الطلبة من استخدام الهاتف المحمول، أو تقنية الواقع الافتراضيّ، حيث يُساعدهم ذلك في الوصول إلى المعلومة بسرعة، وبدقّة أكبر، كما تساهم تلك التقنيات في ترسيخ الفوائد؛ لأنّها تُشكِّل تجربة فريدة، ومُميَّزة للطلبة.
تُهيِّئ التكنولوجيا الطالب؛ لتحمُّل المسؤوليّة، والانضباط، والجدّية في بحثه عن المعلومة، وتحرِّي الفوائد، وذلك بالاستخدام الإيجابيّ المُثمِر للهاتف الجوّال مثلاً، كما أنّها تُحسِّن من الصورة الذهنيّة للتعليم؛ فالتعليم التقليديّ مُرتبِط بالملل، وقلّة التنوُّع، والإبهار في وسائل عَرْضه.
 
الفُرَص المُقدَّمة في تكنولوجيا التعليم
أصبح التعليم في وقتنا الحاضر أكثر تطوُّراً ممّا كان عليه في السابق؛ فقد لجأ المُدرِّسون إلى استخدام وسائل مُتطوِّرة تُحسِّن من عمليّة التعليم، وتُسهِّلها، ومن أمثلة هذه الوسائل: اللوح الذكيّ، والكُتُب الإلكترونيّة، وغيرها. ومن أهمّ الفُرَص المُقدَّمة في تكنولوجيا التعليم ما تُقدِّمه لكافّة أطراف العمليّة التعليميّة، ومنها:
 
توفير النفقات: على الرغم من تكلفة الأجهزة الإلكترونيّة، إلّا أنّ تكنولوجيا التعليم تُوفِّر الكثير من النفقات على المدى البعيد؛ فمن خلال استخدامها يتمُّ توفير نفقات تحديث الكُتُب، وطباعتها.
توفير تعليم يُناسب كلّ طالب على حِدة: حيث إنّها تُعَدُّ واحدة من أهمّ مُميِّزات تكنولوجيا التعليم، حيث تُمكِّن المُعلِّم باستخدام برمجيّات مُتطوِّرة من وضع خُطَط تعليميّة تُناسب كلّ طالب على حِدة، وبحسب ما يُناسبه.
تطوير المُتعلِّمين: حيث تُثري تكنولوجيا التعليم الطلّابَ بتجربة فريدة تتمثّل بملاحظة تطوُّرهم ضمن الخُطط التعليميّة المُصمَّمة لكلٍّ منهم، وذلك من خلال تشجيعهم؛ للإبداع، و التفاعُل مع المُعلِّم، والمُحتوى على حَدٍّ سواء.
إعداد جِيل للمُستقبل: حيث إنّ تعويد الطلّاب على استخدام التكنولوجيا حتى في عمليّة التعليم، أمرٌ يُؤهِّلهم للعالَم خارج أسوار مدارسهم، إذ تُستخدَم التكنولوجيا الحديثة -التي لا بُدّ من معرفة آخر تطوُّراتها-؛ بهدف الاستعداد لتطوُّراتها المُستقبليّة.
 
مُميِّزات وعيوب تكنولوجيا التعليم
تختلف الآراء حول مزايا، وعيوب توظيف التكنولوجيا في التعليم، وفي المقابل، فإنّ العِلم يتطلَّب استثمار الإمكانيّات كلّها المُمكِنة؛ ليكون أداة فاعلة في الواقع، ويُهيِّئ الدَّرب نحو المُستقبل؛ فالتكنولوجيا من الأدوات التي تتعدَّد أوجه استخداماتها؛ لذا يمكننا التركيز على إيجابيّاتها، واستثمارها بما هو مُفيد، ونافع، وتجنُّب سلبيّاتها، والوقاية من أضرارها، ومحظوراتها، ومن تلك المَزايا، والعيوب ما يأتي:
 
 
مزايا استخدام تكنولوجيا التعليم
لاستخدام تكنولوجيا التعليم عدّة مزايا، منها:
 
تتيحُ التكنولوجيا مصادر غير محدودة للمعرفة، واكتساب الخبرات، وهي أيضاً تنتجُ بيئة تفاعُليّة تتخطّى جُدران الغُرَف الصفّية، بمشاركة الصوت، والصورة، والبَثّ الحيّ، وتقنية المُحاكاة، والواقع المُعزَّز، وغيرها.
تعلُّم التعامُل مع التكنولوجيا باعتبارها ضرورة، والاستفادة منها، حيث يُعَدّ هذا من المهارات الأساسيّة في الحاضر، وتزداد أهمّيته في المُستقبل.
تُمكِّن الطلبة، والمُعلِّمين من الوصول إلى المعلومات المُحدَّثة، والمُوثَّقة في شتّى العلوم.
تُوفِّر التكنولوجيا شيئاً من الراحة للطلبة، والمُعلِّمين؛ فهي تُزيل عنهم جزءاً من ثِقَل الموارد الأساسيّة، كالأوراق، والكُتُب، والحقائب الثقيلة، وغيرها.
 
عيوب استخدام تكنولوجيا التعليم
لاستخدام تكنولوجيا التعليم عدّة عيوب، منها:
 
تُعتبَر في بعض الأحيان أداة مُشتِّتة لتركيز الطلبة، وانتباههم، حيث قد تُهدَر أوقاتهم إذا لم تتمّ مُتابعتهم، وتقنين استخدامهم لها.
تُصعِّب على الطلبة إمكانيّة التحقُّق من موثوقيّة المعلومات، والتحقُّق من صحّتها، بالإضافة إلى إمكانيّة الوصول إلى محتوى غير مرغوب فيه إذا لم تتمّ توعية الطلبة، وترشيدهم نحو استخدام الإنترنت.
تُسهِّل عمليّة الوصول إلى المعلومة عبر الإنترنت، ممّا يُمكِّن الطلبة من البحث بسرعة، وسهولة عن أيّ سؤال يستعصي عليهم حَلُّه، وبالتالي فإنّ الواجبات المدرسيّة، وتحمُّل الطالب لمسؤوليّة الجِدّ، والاجتهاد لم تَعُد كالسابق، بالإضافة إلى أنّ مصداقيّته، وأمانته تكون على المحكّ.
تُعتبَر مُواكبة التطوُّرات التكنولوجيّة المُتسارعة من أكثر ما يُحمِّل المُؤسَّسات التعليميّة أعباء مادّية كُبرى؛ حيث إنّ توفُّرها في المدرسة، أو الجامعة يُشكِّل فارقاً عند الطالب؛ لعدم توفُّرها في منزله، أو عمله.
قد تعيقُ التكنولوجيا تعلُّم بعض المهارات الأساسيّة، كالإملاء، بخطواته، ومراحله التي يتمرَّن عليها الطلبة بالتدريج؛ وذلك لأنّ التكنولوجيا، وتوفُّر الصور المُتحرِّكة، والألوان، أمور تُمكِّن الطالب من اختيار إجابته، أو التراجُع عنها بنقرة واحدة على الشاشة، ودون استخدام أيّ قلم، أو ممحاة، أو ورقة، أو كتاب.
"