"
ما هي وسائل التواصُل الاجتماعيّ؟
 
التواصُل في اللغة العربيّة مصدر (تَواصَلَ)، وتعني: الاجتماع، والاتِّفاق، يُقال: توَاصَلَ الصَّدِيقَانِ؛ أي وَاصَلَ أَحَدُهُما الآخَرَ فِي اتِّفَاقٍ، وَوِئَامٍ، واجْتَمَعا، واِتَّفَقا، وكانَ فلان عَلَى اِتِّصَالٍ دَائِمٍ بِهِ؛ أي دَائِمَ اللِّقَاءِ بِهِ. ويُمكن تعريف وسائل التواصُل الاجتماعيّ على أنّها: منصّات، ومواقع على شبكة الإنترنت، أو على الهاتف المحمول، تُمكِّن المُستخدِمين من إنتاج المُحتويات بأنفسهم، وإجراء تفاعُل ثنائيّ الاتِّجاه مع المعلومات، ومَصدرها، وهي بذلك تختلف عن وسائل الإعلام التي تتشكَّل من مصدر واحد، أو موقع شَبَكيّ ثابت. ومن الجدير بالذكر أنّ تعريف وسائل التواصُل الاجتماعيّ لا يُمكن تطبيقه على كافّة المنصّات، والمواقع على الإنترنت؛ فهناك منصّات، ومواقع إلكترونيّة لا تُتيح إمكانيّة التواصُل، والتفاعُل مع الآخرين، أو أنّها تُتيح فقط نَشْر التعليقات، والردّ على المنشورات.
 
أهمّ وسائل التواصُل الاجتماعيّ
تُوجَد العديد من وسائل التواصُل الاجتماعيّ، وفيما يلي أهمّها:
 
فيس بوك (بالإنجليزيّة: Facebook): وهو واحدٌ من أشهر وسائل التواصُل، والمواقع الاجتماعيّة في العالَم، وأكثرها انتشاراً؛ حيث وصل عدد المُستخدمين النَّشِطين له إلى حوالي 1.55 مليار مُستخدِم خلال الشهر الواحد، وذلك وِفق إحصائيّات عام 2015م، عِلماً بأنّ عددهم ارتفع في عام 2018م ليصل إلى 2,27 مليار مُستخدِم شهريّاً، ويتواصلَ المُستخدِمون لفيس بوك معاً من خلال إنشاء مَلفٍّ شخصيّ، وإضافة المُستخدمين الآخرين، وتبادُل الحوارات، والدردشات معهم، كما يُمكن استخدامه؛ للترويج، والإعلان عن العلامات التجاريّة للمُنتَجات؛ حيث تلجأ العديد من المُؤسَّسات، والشركات إلى إنشاء صفحة خاصّة بها، وعرض المُنتَجات، والخدمات عليها؛ بهدف إيصالها إلى مُستخدِمي الموقع.
المُدوَّنات (بالإنجليزيّة: Blogs): وهي إحدى وسائل التواصُل الاجتماعيّ، حيث تُمثِّل منصّة للحوارات، والمناقشات حول موضوع مُعيَّن، أو إبداء رأي مُعيَّن.
تويتر (بالإنجليزيّة: Twitter): وهو إحدى منصّات التواصُل الاجتماعيّ، حيث يُتيح للمُستخدِمين، والمجموعات، التواصُلَ مع بعضهم من خلال تدوين، وتبادُل رسائل، أو حالات مُصغَّرة، بحيث لا تتعدّى 140 حرفاً، إلّا أنّه في الآونة الأخيرة تمّ تطوير الإعدادات بحيث تسمح بكتابة رسائل أطول.
فيميو ويوتيوب (بالإنجليزيّة: YouTube & Vimeo): وهما من وسائل التواصُل الاجتماعيّ التي تُتيح للمُستخدِم رَفع مَلفّات الفيديو، والتسجيلات المرئيّة، ومشاركتها مع الآخرين.
فليكر (بالإنجليزيّة: Flickr): وهو أحد مواقع التواصُل الاجتماعيّ، حيث يُمثِّل موقع ويب يُتيح للمُستخدم مشاركة مقاطع الفيديو، والصور مع الآخرين، وحفظها، وترتيبها، كما يمكن مشاركة هذه الصور، والفيديوهات على مواقع التواصُل الاجتماعيّ الأخرى، مثل: فيس بوك، وتويتر.
إنستغرام (بالإنجليزيّة: Instagram): وهو تطبيق مجّاني يُتيح للمُستخدمين مشاركة مقاطع الفيديو، والصور مع الآخرين، كما يُتيح إمكانيّة التعديل على الصور من خلال تطبيق الفلاتر الرقميّة، والإطارات، والمُؤثِّرات الخاصّة؛ لتتمَّ بعد ذلك مشاركتها مع المُستخدِمين الآخرين، أو على وسائل التواصُل الاجتماعيّ الأخرى.
سناب شات (بالإنجليزيّة: Snapchat): وهو تطبيق على الإنترنت يُتيح للمُستخدمين إمكانيّة إرسال مقاطع الفيديو، والصور إلى الأصدقاء، أو إلى مُدوَّنة (قصّتي) الخاصّة بهم، علماً بأنّ هذا التطبيق يتميّز بأنّ الصور، والفيديوهات المُضافة تختفي بعد مُضِيِّ 24 ساعة من مُشاهدتها.
مجموعات لينكد إن (بالإنجليزيّة: LinkedIn Groups): وهي منصّة، أو تطبيق على الإنترنت يُتيح للمُستخدمين، ومجموعات من المهنيّين من ذوي الاختصاص في المجال المُشترك، مشاركةَ المعلومات، والبيانات، وإجراء المُحادثات، والمُناقشات فيما بينهم. .
ماي سبيس (بالإنجليزيّة: MySpace): وهو إحدى وسائل التواصُل الاجتماعيّ، حيث تُمثِّل منصّة إلكترونيّة تُتيح للمُستخدمين التفاعُلَ فيما بينهم، ومُشاركة الصور، والمُدوَّنات، ومقاطع الفيديو، ومَلفّات المواصفات الشخصيّة.
تمبلر (بالإنجليزيّة: Tumblr): وهي منصّة تدوين اجتماعيّ تُتيح للمُستخدِمين مشاركة الصور، ومقاطع الفيديو، ومَلفّات الصوت، والنص، والاقتباسات، والروابط، وإنشاء مواقع الويب الخاصّة بهم، بالإضافة إلى البحث عن مُدوَّنات، ومواقع الويب، ومتابعتها.
جوجل بلس (بالإنجليزيّة: Google+): وهي منصّة إلكترونيّة تُتيح للمُستخدمين إمكانيّة البحث عن الأصدقاء، وإضافتهم، ومتابعة العلامات التجاريّة، والمهنيّين، والسياسيّين، بالإضافة إلى إنشاء مَلفّات المواصفات الشخصيّة، ومُشاركة مقاطع الفيديو، وألبومات الصور، وتحديثات الحالة، وإرسال الرسائل الفوريّة، والخاصّة، وغيرها من الخدمات. 
 
مُميِّزات وسائل التواصُل الاجتماعيّ
تتميَّز وسائل التواصُل الاجتماعيّ بعدد من المُميِّزات، والسِّمات، وفي ما يلي أهمّها:
 
العالَميّة: أي أنّها لا تعترفُ بالحواجز المكانيّة، والجغرافيّة بين الدُّول، والبُلدان؛ حيث إنّه بإمكان أيّ شخص أن يتواصلَ مع شخص آخر في أيّ مكان من العالَم.
التفاعُليّة: أي أنّها تُتيح للمُستخدم إمكانيّة الإرسال، والاستقبال، والمشاركة، وإمكانيّة التفاعُل مع الآخرين، وهي بذلك تختلف عن وسائل الإعلام التقليديّة، مثل: الصُّحُف الورقيّة، أو التلفاز.
التنوُّع وتعدُّد الاستعمالات: أي أنّها تُتيح للمُستخدِم فِعل ما يرغب فيه، أو يحتاجه؛ فهي مصدر تعلُّم للطالب، ومصدر تواصُل للقارئ، والكاتب، ومصدرٌ؛ لنَشْر العلم للعالِم، والباحث، وغير ذلك الكثير.
سهولة الاستخدام: أي أنّ تعلُّم كيفيّة استخدامها ليس مُستحيلاً، إذ إنّه بإمكان أيّ عاقل استخدامها، والتواصُل، والتفاعُل عَبرها مع الآخرين؛ فهي ذات لُغة بسيطة، وسهلة.
التوفير والاقتصاديّة: أي أنّ وسائل التواصُل الاجتماعيّ تُوفِّر الوقت، والجُهد، والمال؛ فهي مجّانية الاشتراك، والتسجيل، حيث إنّه بإمكان أيّ شخص امتلاك منصّته الخاصّة به على الإنترنت.
 
ضوابط وسائل التواصُل الاجتماعيّ
هناك مجموعة من القواعد الأخلاقيّة، والدينيّة، والاجتماعيّة، والثقافيّة التي تحكمُ استخدام وسائل التواصُل الاجتماعيّ؛ لتحقيق الحماية للأفراد، والمُجتمعات، والوصول إلى الأهداف الحقيقيّة من التواصُل الاجتماعيّ، وأهمّ هذه الضوابط:
 
الخوف من الله تعالى، وتذكُّر أنّ الله يُراقب أعمالنا كافّة دائماً.
عدم المَساس بالحقوق الشخصيّة، أو تتبُّع عورات الناس.
الابتعاد عن الشتائم، والإهانات، والألفاظ البذيئة.
الابتعاد عن المواقع الإباحيّة التي تُدمِّر الأخلاق، وتنشرُ الفتنة.
التحلِّي بالأمانة، والصدق في طلب المعلومات، والبيانات، ونَشْرها، ومشاركتها، واحترام خصوصيّات الناس.
احترام، وتقبُّل الرأي الآخر، وعدم التزمُّت في الرأي.
الواقعيّة في استخدام وسائل التواصُل الاجتماعيّ، وعدم إضاعة الكثير من الوقت في استخدامها، أو جعلها عادة، ومُمارسة.
التأكُّد من الخبر قَبل نَشْره، وتحرِّي الصحّة فيه.
الاتِّصاف بالأخلاق الحميدة، والخِصال الحَسَنة.
"