"نبذة عن تاريخ الأرض. كواكب المجموعة الشمسية. داخل الأرض. نبذة عن تاريخ الأرض:
يُشير تاريخ الأرض إلى أهم الأحداث والوقائع والدلائل التي ساهمت بشكلٍ كبير في تقدّم وتطوّر كل ما حدث على كوكب الأرض منذ بداية تكوّنه وحتى يومنا هذا، هذا وقد أشارت العديد من الدراسات أنّه عمر الأرض يصل إلى ثُلث عمر الكون، إلى جانب أنّه يعكس أهم التغيُّرات الجيولوجية والحيوية التي حدثت في أثناء تلك الفترة.
إضافةً إلى ذلك فإنّ كوكب الأرض الحالي لم يكن هكذا منذ بداية تكوينه، حيث أنّه لم يكن كوكباً أخضر مائلاً إلى الزرقة، بل أنّه مرّ بفترةٍ كبيرة من الأحداث والظروف التي ساهمت في إيصاله إلى الشكل النهائي الذي هو عليه الآن، حيث تعرّض إلى الكثير من عمليات العنف والدمار والتقلّب، والتي كان لها دور في تكوّنه وتشكّله.
قبل أكثر من أربعة مليار عاماً كان هناك سحابةً عملاقة انهار جزءاً كبيراً منّها على بعضه البعض؛ وذلك نتيجة زيادة تركيز قوة الجاذبية في داخل تلك السحابة والتي تأثرت بشكلٍ كبير نتيجة عملية الانفجار الضخمة التي حصلت للمُستعر الأعظم الموجود بالقرب من ذلك المكان
ونتيجةً لانهيار جزء السحابة تلك، تجمّعت مجموعة كبيرة من المادة الناتجة عن ذلك الانهيار في منطقة مركزية مُحددة؛ الأمر الذي أدى إلى زيادة كل من درجات الحرارة والضغط عند تلك المنطقة، ونتيجة لذلك بدأت التفاعلات الاندماجية بالحدوث شيئاً فشيئاً حتى تكوّنت في النهاية ما يُعرف حالياً بالشمس.
إلى جانب ذلك فإنّه لم يتم تفجير جزء السحابة بالشكل الكامل بل بقيّ منه جزءاً صغيراً، بدأ يُكوّن قرصاً كوكيباً قادر على الدوران حول الشمس التي نشأت حديثاً، هذا وقد يتكوّن ذلك القرص الكوكبي من مجموعة من الأتربة والصخور إضافةً إلى احتوائه على عدد مُعين من العناصر كالهيدروجين والهيليوم.
أشارت العديد من الدراسات والأبحاث أنّ القرص الكوكبي الناتج من عدم انهيار جزء صغير من السحابة ساهم في تكوين ما تبقى من عناصر المجموعة الشمسية كالكواكب والأقمار إضافةً إلى تكوّنه لكل من الكويكبات والمُذنبات.
ساهمت عملية النمو الالتحامي أو ما تُعرف باسم” Accretion” في تكوين كوكب الأرض على مدار أكثر من عشرة مليون عاماً، حيث يحتوي القرص الكوكبي الذي نتج بفعل عملية الانهيار على مناطق عديدة تمتاز بكثافتها العالية مُقارنةً بباقي المناطق الأخرى، هذا وقد تقوم تلك المناطق على جذب كمية كبيرة من الغازات والمواد الثقيلة باتجاهها؛ وذلك ليتم تكوين بؤرة تمتاز بحجمها الذي يزداد مع مرور الوقت إلى جانب قوة جاذبيتها العالية.
تبدأ البؤر في أثناء دورانها حول الشمس بالاصطدام والالتحام مع بعهضا البعض ليتم في النهاية تكوين مجموعة من الأجسام التي لها أحجاماً كبيرة، وتستمر هذه العملية حتى يتكوّن كوكباً كبيراً يصل إلى حجم الأرض، إلى جانب ذلك فإنّ هذه العملية هي السبب الرئيسي في تكوين باقي كواكب المجموعة الشمسية.
تمتاز المناطق القريبة من كوكب الشمس بدرجة حرارتها العالية؛ الأمر الذي يؤدي إلى عدم سماح كل من الغازات والجزئيات الخفيفة كالميثان والماء بالتجمّع، وهذا هو السبب وراء احتواء تلك المناطق على تجمّعات كبيرة من عدد من المعادن الثقيلة كالحديد والألمنيوم والنيكل التي لها دور كبير وواضح في تكوّن جميع الكواكب الصخرية كعطارد والأرض والمريخ وغيرها، حيث تستمر تلك الكواكب بالدوران داخل سحابة حاوية في داخلها على كميات من الغازات والأتربة إلى أن استقرت في المدارات التي هي عليها الآن.
كواكب المجموعة الشمسية:
يحتوي مدار كوكب المريخ الخارجي على خط رئيسي يُسمّى خط التجمد، والذي يمتاز بتأثّره الكبير والواضح بدرجات الحرارة العالية، حيث تبدأ قيمة هذا الخط بالانخفاض نتيجة تلك الإرتفاع في تلك الدرجات؛ الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض درجات حرارة الجو وبالتالي تتجمّد الغازات الموجودة هناك؛ ممّا يسمح بتكوين مجموعة من الكريستالات الغازية.
هذا وقد تُقدّر نسبة الغازات الموجودة خارج خط التجمد بحوالي” 99%” من كتلة المادة المُستمرة في حركة دورانها حول الشمس؛ الأمر الذي جعل الكواكب الغازية كالمشتري وزحل وأورانوس تتكوّن بأحجاماً ضخمة وعملاقة، وبعد أن تم تكوين جميع تلك الكواكب بدأت الرياح الشمسية بحركتها الدائمة التي ساهمت في نقل كل ما تبقى من غازات وأتربة خارج ذلك القرص الكوكبي، وبالتالي فإن الفضاء بين تلك الكواكب يُصبح صافياً خالياً من أية شوائب.
داخل الأرض:
ومع استمرار عملية نمو الأرض ونتيجةً لوجود مجموعة من المواد المُشعّة بدأت الاصطدامات تزداد بين الكويكبات؛ الأمر الذي أدى إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكلٍ كبير جداً، في حين أنّ جميع الغازات والصخور المُحيطة بها ظهرت في الحالة السائلة، ونتيجةً لاختلاف معدل الكثافة فإنّ جميع المعادن الثقيلة تجمّعت في داخل الكوكب، أمّا المعادن الخفيفة كالسيليكون مثلاً فقد ظهر على سطح ذلك الكوكب.
إلى جانب ذلك فإنّ ما ورد ذكره في السابق هو السبب وراء ظهور كوكب الأرض على شكل طبقاتٍ معدنية، هذا وقد يعود السبب الرئيسي الذي أدى إلى تكوين مجالاً مغناطيسياً لذلك المجال، هو أنّ قلب الأرض الصلب المُحيط بالسائل يمتاز بسرعة دورانه العالية والتي لها الفضل الأكبر في تكوين ذلك المجال.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.