الوليد بن عبد الملك

الكاتب: سامي -
الوليد بن عبد الملك
"التعريف بالوليد بن عبد الملك:
الإصلاح الداخلي في عهد الوليد بن عبد الملك:
العوامل التي ساعدت المسلمين على فتح الأندلس:
الحالة السياسية:
الحالة الاجتماعية:
الحالة الدينية:
ما قبل فتح الأندلس:
فتح الأندلس:
آثار فتح الأندلس:
ولاية العهد ووفاة الوليد بن عبد الملك:
التعريف بالوليد بن عبد الملك:



الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي، يُكنى بأبو عباس الأموي، ولد سنة 50هـ في المدينة المنورة، وانتقل مع جده مروان بن الحكم إلى الشام سنة 64هـ، وشهد عهد عبد الملك الكثير من الفتوحات الإسلامية وأعظمها، وبرز في عصره الكثير من القادة العظماء وبسط سيطرته على أكبر بقعة في العالم القديم.



الإصلاح الداخلي في عهد الوليد بن عبد الملك:



عُرف عهد الوليد بن عبد الملك أنه عهد فتح ورخاء ويُسر، بعد أن تم الأمن والنظام بداخل الدولة ووضعت القواعد الصحيحة لكافة الأجهزة الحكومية، فقام باستثمار ذلك وبدأ بالإصلاح الداخلي حيث كان مهتماً بالعمارة، فقام بإصلاح الطرق وتسهيلها، وقام بتحسين مدينة دمشق وأوصل المياه لكل البيوت الكبيرة وكان فيها قناة من نهر بُردى، وأمر جميع الولاة بحفر الآبار بما فيهم عمر بن عبد العزيز في المدينة المنورة، وكان أهم هذه الإنجازات توسيع الحرم النبوي والجامع الأموي.


وفيما يتعلق بتوسيع الحرم النبوي، كتب لعمر عبد العزيز وكلفه بذلك، إذ قام بهدم بيوت أزواج النبي وإدخالها للحرم ولم يتبقى إلا بيت عائشة الذي يحوي القبور الثلاث، وقام بشراء البيوت حول الحرم، ومن رفض البيع يقوِّم داره قيمة عدل فيهدمها ويعطيه ثمنها.


وقام الوليد بن عبد الملك ببناء الجامع الأموي ما بين (88هـ-96هـ)، وقد تألق في بنائه وقد قيل أنه دفع لعمارته خراج دولته لمدة سبعة أعوام، وقام على بنائه صُنَّاع وفنانين من الهند والقسطنطينية وفارس والمغرب ومصر، وكان معهم اثنا عشر ألف عامل، واعتبر الجامع الأموي أفخم بناء في بلاد المسلمين وآية من آيات الفن العربي.



العوامل التي ساعدت المسلمين على فتح الأندلس:


الحالة السياسية:



كان فتح إسبانيا متصلاً بجوانب كثيرة من فتوحات المغرب، والأسباب التي جعلت المسلمين يعبرون المضيق تتصل اتصالاً مباشراً بالظروف السياسية والاجتماعية التي عاشتها إسبانيا قبل الفتح، إذ ظلَّت إسبانيا تحت الحكم الروماني لمدة سبعة قرون، وتعتبر جزء من الممتلكات الرومانية.


وفي القرن السادس الميلادي أغارت قبائل القوط الغربيين على إسبانيا، وأنشأوا لهم دولة عاصمتها طليطلة بعد طرد الواندال من إسبانبا إلى أفريقيا، ووضعوا نظم وقوانين خاصة بهم متأثرة بالنظم والحضارة الرومانية، واعتنقوا المسيحية، واستمر حكمهم لحين الفتح الإسلامي.


وبعد وفاة الملك غيطشة سنة 89هـ تدهورت الأحوال والأوضاع السياسة الداخلية، واستمر الصراع على العرش بين أخيلا بن غيطشة وبين لذريق أحد قادة الجيش، الذي جلس على العرش بفضل النبلاء ورجال الدين، والذي أدى لانقسام حدا في الدولة ما بين مؤيد ومعارض للحكم الجديد؛ الأمر الذي جعل المسلمين يفكرون بالفتح.



الحالة الاجتماعية:



عندما فتح القوط إسبانيا كانت الحالة الاجتماعية في غاية السوء، حيث كان يوجد حينها العديد من الأُسر النبيلة التي تملك إقاعات كبيرة يعمل فيها الكثير من الفلاحين والعبيد الذين يشكلون الطبقة الدُنيا من جذور لاتينيه، وكان حينها يوجد العديد من قاطعين الطرق وجماعات خارجة عن القانون يقومون بالسرق والنهب. وكان الأمر يزداد سوءاً بعد حكم القوط بسبب الانقسام الذي حصل داخل الدولة، وقامت طبقات المجتمع بالسيرة حينها والتي تكوَّنت من:



طبقة النبلاء: هم أمراء القوط وعلى رأسهم الملك، وكانوا قليلين العدد وقاموا بتشكيل طبقة ارستقراطية حاكمة.


طبقة رجال الدين: بسبب استغلالهم لمركزهم الدين اخذوا النفوذ والسلطان، وامتلكوا الأراضي الواسعة والقصور المليئة بالعبيد، وكان تدين القوط سبباً كبيراً لسيطرة الدين في العصور الوسطى.


الطبقة الوسطى: وهم صغار المُلَّاك، وكانوا قليلين العدد، يقع على عاتقهم عبء الإنفاق على الدولة ومثقلين بالضرائب، مما أدى لإفلاسهم.


الطبقة الكادحة: هم المزارعين والفلاحين، وقد وضعت هذه الطبقة تحت بؤس الحياة وشقائها وسلبت منهم كافة الحقوق.


اليهود: كانوا كثيرين العدد وقد عملوا بالصرافة والأمور المالية والجباية، لكن لم يهنوا بالحياة وعانوا من جميع أشكال الاضطهاد بسبب اختلاف عقيدتهم.


الحالة الدينية:



كان الشعب جميعاً يعتنق المسيحية باستشناء اليهود، وكان يحرم عليهم التشكيك بقرارات الكنيسة أو النظم الانجيلية، وقد كسب رجال الدين عطفاً سمح لهم بالتدخل في شؤون الدولة، فكانوا يحضروا المجالس الوطنية ويصادقوا على انتخاب الملك، وأوجدت هذه الفئة لنفسها عزلة إذا أبى أحد الأخذ بقراراتها.



ما قبل فتح الأندلس:



كانت مدينة سبتة تابعة لإسبانيا، لكنها فقدت تأثيرها من الجزء الشمالي الأفريقي؛ بسبب بعدها عن مركز العاصمة؛ الأمر الذي أدى بحاكمها يوليان للاستقلال على الساحل الممتد بين طنجة وسبتة، وكان يوليان يمتلك بعض الإقطاعات في إسبانيا وكان على علاقة طيبة مع غيطشة وتحالف مع أخيلا ضد لذريق، وكان أيضاً رسول غيطشة لللمسلمين.


وعندما وصل المسلمين لحدوده وجد فيهم الخير لتحقيق أهدافه، وأراد أيضاً تقديم الخدمة لهم لأنهم أصبحوا أسياد المنطقة، فقرر أن يعمل كوسيط لدخولهم إسبانيا، وعمل كحلقة وصل بين المسلمين وبين المعارضين للحكم، فاتصل بطارق بن زياد في طنجة، بيَّن له ما تحتويه اسبانيا من خيرات وهوَّن عليهم عندما أخبرهم عن ضعف حال رجالها.


فاتصل طارق بن زياد بموسى بن نصير الذي كان مقيماً بالقيروان، فأخبره عن عرض يوليان، ولم يكن لموسى أي سبب للرفض فبفتح اسبايا سيكون فتحاً إسلامياً شاملاً، فكتب موسى للخليفة الوليد بن عبد الملك يطلب منه الإذن بالعبور، فخشي الوليد على الجنود وطلب منه أن يتأنى ويختبر الجنود.


وكان فتح الأندلس نتيجة خطة محكمة وضعها الوليد بن عبد الملك وعمل بها موسى، وكان لعلاقة المسلمين بالبيزنطيين وتأثير الحملة خاصة على المجال البحري والسيطرة على الجزر بالحوض المغربي، تأثيراً على قرار وخطة الوليد.



فتح الأندلس:



عندما نضجت الظروف وأتيحت الفرصة للمسلمين، أرسل موسى أحد الضباط لديه وهو طريف بن مالك المعافري ومعه أربعمائة رجل ومائة فارس، بمهمه استطلاعية وللغارة على الساحل الجنوبي لإسبانيا وذلك عام 91هـ، ذهب طريف لجزيرة بالوماس، وقام بالغارة على المناطق المجاورة لها، وعاد بعدها منتصراً ومحملاً بالغنائم، واقتنع بعدها بضعف الدفاع الاسباني.


وبعد نجاح طريف تشجَّع المسلمون لغارة أخرى، فخرج طارق بن زياد عام 92هـ ومعه سبعة الآف مقاتل أغلبهم من البربر، حيث نزل طارق إلى الجزيرة الخضراء عند صخرة الأسد، وسيطر على الجبل بعد لقائة القوة القوطية، وسُمِّي الجبل بإسمه منذ ذلك الوقت.


وبقي الجيش مقيماً في الجبل لعدة أيام للتخطيط من أجل احتلال القلاع القريبة، ونجح في فتح العديد من القلاع والمدن منها الجزيرة الخضراء والقرطاجة، ثم سار حتى وصل بحيرة خندة في جنوبي إسبانيا وعسكر هناك، وبعدها علم بالجيش الهائل الذي حضَّره لذريق، فطلب حينها العون من موسى فأمده بخمسة الآف مقاتل، والتقى الجيشان عند وادي لكة من كورة شذونة، الذي يبعد أميال عن قادش، وجرت حرب عظيمة انتهت بانتصار المسلمين.



آثار فتح الأندلس:


تغير وضع جميع السكان، حيث تجمع زعماء القوط بمنطقة جيلقية، واسترد ابناء اخيلا أموالهم وممتلكاتهم، وعاد يوليان لحكم سبتة، وصادر المسلمون الأراضي الذي تركت بموت أو هروب أصحابها.


أحسن المسلمون معاملة الجميع وتخلصوا من الظلم الذي عاشوه في الحكم القوطي، وسمح للمزارعين أن يمارسوا الزراعة على ان يلتزموا بالخراج واعتنق الكثير منهم الإسلام.


سمح المسلمون لليهود الذين ساعدوهم في الفتح بمزاولة كافة أعمالهم، وأمنوهم على أموالهم وأولادهم وبيوتهم وأعطوهم حق التملك.


ولاية العهد ووفاة الوليد بن عبد الملك:



توفي الوليد في سنة 96هـ وكانت البيعة فيما بعده لأخوه سليمان بن عبد الملك، حسب ما وصى به والده عبد الملك بن مروان، كان عند الوليد نية بأن يجعل الخلافة لابنه عبد العزيز، لكنه توفي قبل أن يقوم بذلك، وافقه في رأيه الحجاج وقتيبة بن مسلم الباهلي ورفض عبد العزيز وقال له: لسليمان بيعة في أعناقنا.

"
شارك المقالة:
114 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع
youtubbe twitter linkden facebook