توقع معظم الناس أنّ يكون للسلطان عبد الحميد الثاني أفكار ليبراليّة، وخاصة المحافظين الذين يميلون إلى اعتباره بعين الشك كمُصلح خطير، ومع ذلك على الرّغم من العمل مع الإصلاحيين الشباب العثمانيين بينما كان لا يزال وليًا للعهد وظهوره كزعيم ليبرالي، أصبح مُحافظًا بشكل مُتزايد بعد توليه العرش كرد فعل على عدّة محاولات اغتيال فاشلة.
التخلف عن السداد في الأموال العامة، وخزينة فارغة، وتمرد عام (1875) في البوسنة والهرسك، والحرب مع صربيا والجبل الأسود، والشعور الذي أثارته في جميع أنحاء أوروبا من قبل قسوة حكومة عبد الحميد في القضاء على التمرد البلغاري، كلها ساهمت في تخوفه من سنة تغييرات كبيرة.
كانت هناك العديد من الانتكاسات، أجبره الإحراج المالي على الموافقة على السيطرة الأجنبية على الدين القومي العثماني، في مرسوم صدر في ديسمبر (1881)، تمّ تسليم جزء كبير من عائدات الإمبراطورية إلى إدارة الدين العام لصالح حاملي السندات (معظمهم من الأجانب).
على مر السنين، نجح السلطان عبد الحميد في اختزال وزرائه إلى منصب الأمناء، وركز الكثير من إدارة الإمبراطورية بين يديه في قصر يلدز، ومع ذلك لم يتمّ تقليل الخلاف الداخلي كانت كريت في حالة اضطراب مُستمر، كان اليونانيون الذين يعيشون داخل حدود الإمبراطوريّة العثمانية مُستائين، جنبًا إلى جنب مع الأرمن.
عدم ثقة عبد الحميد بالأدميرال البحريين الإصلاحيين من البحرية العثمانية (الذين اشتبه في التآمر ضده ومحاولة استعادة دستور (1876) وقراره اللاحق بقفل الأسطول العثماني (الذي كان في المرتبة الثالثة من حيث عدد الأسطول في العالم خلال تسبب حكم سلفه عبد العزيز) داخل القرن الذهبي في فقدان الأراضي العثمانية والجزر العثمانية في شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط ??وبحر إيجه أثناء وبعد حكمه.
أدى دفّعه للتعليم إلى إنشاء (18) مدرسة مهنيّة، وفي عام (1900)، تمّ إنشاء دار للفنون، المعروفة الآن باسم جامعة اسطنبول، كما أنشأ نظامًا كبيرًا للمدارس الثانويّة والابتدائيّة والعسكريّة في جميع أنحاء الإمبراطورية، تمّ إنشاء (51) مدرسة ثانويّة في فترة (12) سنة (1882-1894)، وبما أنّ الهدف من الإصلاحات التعليميّة في الحقبة الحميديّة كان مواجهة التأثير الأجنبي، فقد استخدمت هذه المدارس الثانويّة تقنيات التدريس الأوروبية، ولكن غُرست لدى الطلاب إحساسًا قويًا بالهويّة العثمانيّة والأخلاق الإسلاميّة.
كما أعاد عبد الحميد تنظيم وزارة العدل وقام بتطوير أنظمة السكك الحديدية والبرق، توسع نظام التلغراف ليشمل أبعد أجزاء الإمبراطوريّة، ربطت السكك الحديديّة بين القسطنطينيّة وفينَّا بحلول عام (1883)، وبعد ذلك بوقت قصير ربط أورينت إكسبريس باريس بالقسطنطينية، خلال فترة حكمه، توسعت السكك الحديدية داخل الإمبراطوريّة العثمانيّة لربط أوروبا الخاضعة للسيطرة العثمانيّة والأناضول بالقسطنطينيّة أيضًا، عملت القدرة المُتزايدة على السفر والتواصل داخل الإمبراطوريّة العثمانيّة على تعزيز تأثير القسطنطينيّة على بقية الإمبراطوريّة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.