الإمارات في عهد المتوكل على الله

الكاتب: سامي -
الإمارات في عهد المتوكل على الله
الإمارات في عهد المتوكل:
دولة الأدارسة في عهد المتوكل:
دولة الأغالبة في عهد المتوكل:
الحركات الثورية مع الروم في عهد المتوكل:
الإمارات في عهد المتوكل:



لم يتغير شيء في وضع دولتي الخوارج الأباضية والصفرية في بلاد المغرب. أما في الأندلس فقد توفي عبد الرحمن الأوسط عام (238 هجري)، فخلفه ابنه محمد الأول، وقامت في عهده ثورات في شمالي الأندلس في برشلونة، وطليطلة وغيرها فأرسل إليها حملات أحرزت النصر، ووطدت الأمن في تلك الجهات، واستمر في حكمه حتى توفي عام (273 هجري).



دولة الأدارسة في عهد المتوكل:



أما الأدارسة فقد ملكهم علي بن محمد حتى توفي عام (234 هجري)، فخلفه أخوه يحيى (الأول) بن محمد فتوسعت فى عهدله الدولة، وهدأت الأوضاع، ولمّا مات خلفه ابن أخيه يحيى (الثاني)، بن على بن محمد وكان سيئاً فثار عليه الناس واستولى عبد الرحمن بن أبي سهل على مدينة فاس، فأرسلت زوجة يحيى إلى أبيها والي بلاد الريف علي بن عمر بن إدريس فجاء وأخمد حركة ابن أبي سهل وسيطر على البلاد.



دولة الأغالبة في عهد المتوكل:



أما الأغالبة فقد خرج عمرو بن سليم التجيبي بمدينة تونس على محمد بن الأغلب، وانتصر على جيش بعثه ابن الأغلب إليه غير أنه هُزِمَ في المعارك التي تلت ذلك وقُتل. وفتح المسلمون في جزيرة صقلية مدينة (قصريانة)، وهي مقر الحكم بعد أن كانت (سرقوسة)، إذ نقل إلى الأولى بعد أن دخل المسلمون الثانية وكان فتح (قصريانة) عام (237 هجري).



وتوفي أمير الأغالبة أبو العباس محمد الأول عام (242 هجري)، فخلفه ابنه أبو إبراهيم أحمد بن محمد بن الأغلب، وفي عهده ثار البربر في منطقة طرابلس وهزموا عاملها عام (245 هجري).



فأرسل إليهم أحمد أخاه زيادة الله فانتصر عليهم وغلب على أمرهم ومع انتهاء حكم المتوكل على الله انتهى العصر العباسي الأول وهو عصر القوة، وبدأ عصر الضعف حيث تسلط العسكر على الحُكم فحكموا من وراء الخلفاء الذين كانوا صورةً بل أُلعوبة أحياناً بيد العسكريين، وأذلوا الشعب وبالتالي بدأت الدولة تتداعى وينهدّ منها ركن بعد ركن حتى تهاوت
على أيدي التتار، وقد تراخى أبناؤها وذُلَّ أفرادها، فالله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.



الحركات الثورية مع الروم في عهد المتوكل:



أغار الروم على الميناء المصري دمياط عام (238 هجري)، وقد جاءوا في ثلاثمائة مركب، ففر الناس من وجههم فمروا على بحيرة المنزلة فنجا الرجال وغرق عدد من الصبيان والنساء. وقد أحرق الروم ما وصلوا إليه من دورها، ونهبوا ما استطاعوا نهبه، وقتلوا ما أمكنهم قتله من الرجال، وسبوا حوالي ستمائة امرأة، وحرقوا المسجد الجامع، ثم رجعوا دون أن يتّعرض لهم أحد.



وغزا علي بن يحيى الأرمني بلاد الروم على رأس صائفة في عامين متتاليين (238 هجري)، و (239 هجري). وفي عام (241 هجري)، قتلت ملكة الروم (تيودورة) اثني عشر ألف أسير من المسلمين، وكانوا قد قاربوا العشرين ألفاً، وقد عرضت الملكة على الأسرى النصرانية فمن قبلها منهم عاش بين الروم، ومن رفضها قُتل فرفضها الأسرى فقتلت منهم هذا العدد، وأغار الروم هذا العام على عين زربة قرب المصيصة، وأسروا أعداداً من الزطّ وذلك بعد طلب الفداء، وتمَّ فداء (785 هجري)، رجلاً و (125 هجري)، امرأة من المسلمين. وغزا بعدها علي بن يحيى الروم.



وفي السنة التالية هجم الروم على بلاد الجزيرة من ناحية شمِشاط، وذلك بعد انتهاء علي بن يحيى من عمله وخروجه، ونهبوا عِدّة قُرى، وأسروا ما يُقارب من عشرة آلاف مسلم، وقاربوا مدينة آمد ثم رجعوا إلى بلادهم فارّين ولحق بهم المتطوعة من المسلمين وعمر بن عبد الله الأقطع فلم يدركوا أحداً منهم، وكتب المتوكل إلى علي بن يحيى الأرمني أن يدخل بلاد الروم شاتياً.



أزاح ميخائيل بن تيوفيل أمه عن حكم بلاد الروم، واتهمها في أخلاقها، وتسلّم هو الأمر وكان قد كبر. وفي عام (243 هجري)، وجه المتوكل من دمشق القائد بغا لغزو بلاد الروم فدخلها على رأس صائفة. وطلب ملك الروم ميخائيل بن تيوفيل المُفاداة بين المسلمين والروم عام (245 هجري)، ولكن لم تتم إلا بعد عام، وأغار الروم في هذه السنة على مدينة (سُميساط) فقتلوا وسبوا ما يُقارب من خمسمائة مسلم.



وغزا علي بن يحيى الأرمني الروم على مُقدمة صائفة، كما غزا الصائفة أيضاً في السنة التالية، وغزا أيضاً عمر بن عبد الله الأقطع في السنة نفسه وفي الصيف وكان على رأس قوة، وغزا المسلمون بلاد الروم عن طريق البحر إذ سار الفضل بن قارن في عشرين راكباً إلى إنضاليا وفتحوها، وكان ما أخذ المسلمون من الروم، أسارى في هذا العام أكثر من ثمانية عشر ألفاً. وتم فداء (2367)، مسلماً، منهم عشرون امرأةً. وعشرة من الصبيان.



وغزا البجاة على جيش في مصر، وسرقوا كثيراً، ونقضوا العهد الذي كان بينهم وبين المسلمين فأرسل لهم المتوكل جيشاً بإمرة محمد بن عبد الله القمي فأقبل إليه ملك البجاة علي بابا في جموع عظيمة، فانتصر المسلمون عليهم – بإذن الله – وأخذ علي بابا أسيراً فحمل إلى سامراء فعفا هناك عنه المتوكل. وجعله ملكاً على بلاد البجاة باعتبارها جُزءاً من أملاك الخليفة حسب المعاهدة السابقة. كما جعل المتوكل الأمير محمد بن عبد الله القمي أميراً على المنطقة المجاورة لبلاد البجاة.



شارك المقالة:
222 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع
youtubbe twitter linkden facebook