إنترنت الأشياء تقنية ستغير العالم

الكاتب: سامي -
إنترنت الأشياء تقنية ستغير العالم
"إنترنت الأشياء تقنية ستغير وجه العالم:

يًعرّف إنترنت الأشياء (Internet of thing) بأنّه مفهوم تقني، يُعبّر عن فكرة اتصال مختلف الأجهزة الإلكترونية بشبكة الإنترنت، وبالتالي يتمكّن كل جهاز من التعريف بنفسه والترابط بباقي الأجهزة الأخرى ببعض، ويشار له اختصاراً (IoT)، وهي شبكة افتراضية تجمع بين مختلف الأشياء التي تقسّم ضمن الإلكترونيات، البرمجيات، أجهزة الاستشعار، المحرّكات بحيث يكون الاتصال بينها عن طريق الإنترنت، الأمر الذي يجعل لهذه الأشياء إمكانية بالارتباط بينها ليتم تبادل البيانات.



إنّ مصطلح الأشياء في إنترنت الأشياء لا يقتصر على الأجهزة الصغيرة فقط، فقد يكون الشيء هو شخص يحمل معه جهاز لمراقبة الوضع الصحي لشخص ما من خلال نبضات القلب مثلاً، أو طفل يحمل جهاز تعقب لتتبع حركته، أو قد يكون الشيء سيارة تحمل أجهزة استشعار، أجهزة التحكم في الإنارة في مراكز التسوّق الكبرى، أنظمة الأمان في المنازل وماكينات البيع وغيرها، باختصار يشمل المصطلح كل ما قد يخطر لك، وتُدعى بالأجهزة الذكية غالباً أو الأجهزة المتصلة لأنها تستطيع التواصل مع الأجهزة الأخرى المرتبطة بها بعملية تُعرف باتصال آلة بآلة (machine-to-machine) (M2M) والتفاعل مع المعلومات التي تُجلب من الجهاز الآخر.



إنترنت الأشياء تقنية ستغير وجه العالم:



إذا كنت في بلد آخر وتريد العودة إلى بلدك بعد رحلة سفر طويلة لكن قبل موعد عودتك أردت أن تعرف ما بداخل ثلاجتك الذكية، ما عليك هنا سوى التواصل معها من خلال الإنترنت فتخبرها بما تريد، ليس هذا فحسب، وإنما ستقوم بتحليل ما بداخلها من أطعمة ومشروبات من تلقاء نفسها، أو من خلال إدخالك للمعلومات عمّا بداخلها وعن تاريخ انتهاء صلاحياتها مسبقاً، فتخبرك عمّا هو صالح وما هو منتهي الصلاحية، وهي تقوم بنفسها بالتواصل مع متجر، فتطلب استبدال ما هو تالف قبل عودتك من السفر بيوم، وتحاسبه من خلال رقاقة إلكترونية بداخلها وسيخصم من رصيدك البنكي مباشرة دون الحاجة لاقتناء بطاقة بنكية إلكترونية. هذا مشهد ليس من ضرب الخيال وإنما تنبؤ تكنولوجي من الممكن أن يحدث قريباً، بعد بضع سنوات معدودة، وذلك لا يعد ذكاء اصطناعي وإنما ثورة تقنية متقدمة تعرف بـ إنترنت الأشياء.



بفضل التكامل في هذه التقنية مع مصادر الطاقة البديلة وتطور خدمات الاتصال نعيش اليوم في سباق سريع لتكوين المدن الذكية التي تهدف لتحسين جودة حياة السكان في المناطق الحضرية. فمن التحول الرقمي والرعاية الصحية والأمن والتنقل بهذه المدن نجد أنها تساهم في خفض الاستهلاك في الطاقة والمياه بنسبة 10% والتقليل في معدل ارتكاب الجرائم بنسبة 10% بوجود كاميرات المراقبة الذكية والمستشعرات وأجهزة الإنذار المتقدمة.



ماذا لو تمكنت من وصل وسادتك بالإنترنت، ما الممكن أن يحدث كل صباح؟ قد تخبرك كل صباح فيما استغرقت بالنوم جيداً أم لا، وكم مرة استيقظت وتقلبت وكم ساعات نومك، وقد توقظك عند اللزوم، وذلك يعمم على كافة الأجهزة والحاجيات التي حولنا، وباستطاعتنا التحكم بها من خلال هواتفنا الذكية، حيث أنه لو وصلنا أجهزة المنزل جميعها على نظام تقنية الأشياء سيعرفنا على الأجهزة التي تصرف الكهرباء بشكل أكبر، وبالتالي نستطيع تغييرها، كما بإمكاننا ربط نظام المدرسة على تقنية إنترنت الأشياء لتسهيل التحكم بالكهرباء، وإضاءة الغرف الصفية، وغيرها الكثير؛ ممّا يوفر اختصاراً للوقت وتسهيلاً للأمور.



كما أنّ هذه الثورة من التكنولوجيا الواسعة النطاق التي قد تُلغي الكثير من التقنيات التي سبقتها بتتطورها الأسرع، وخدماتها الأفضل من سابقتها، وذلك ينطبق على القطاع الطبي بمختلف مجالاته، في المختبرات متلاً، فبدلاً من توجه المريض للمختبر لإجراء تحاليل من خلال سحب الدم، فإنه سيتناول كبسولة أو سيتم زراعة شريحة في جسده وهي بدورها تؤدي جميع هذه المهام عن بعد، ويلفت إلى أنّ هذه الشرائح من الممكن أن تتنبأ بالأمراض المستقبلية للمستخدمين، كما ستوضح الخارطة الجينية للإنسان.



قد لا نكون بعيدين عن هذه التكنولوجيا في عالمنا العربي؛ لأننا نواكب التقدم التقني بشكل عام وبكل جوانبه أولاً بأول فمثلاً الهواتف الذكية تغزو أسواقنا سريعاً كما الحال في خارج البلاد. يلفت إلى أن زراعة الشرائح لم تصل إلى مرحلة البيع التجاري، إذ إنها تحتاج إلى موافقات صحية وخاصة، كما أنّ إنترنت الأشياء سيختصر الكثير من الوظائف، وبالتالي علينا الانتباه إلى هذه النقطة، والعمل على تبني تدريس التخصصات الجامعية التي تتعلق بالذكاء الاصطناعي، وتدريب الطلاب وتأهليهم للانخراط بسوق العمل المستقبلي في الوقت الذي يدخل به الأسواق الأردنية.



"
شارك المقالة:
602 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع
youtubbe twitter linkden facebook