أنظمة تحويل هاتف التحكم المشتركة Common Control Telephone Switching Systems
أنظمة تبديل الهواتف: نظرة على تقنية "التحكم المشترك" التي شكلت عالم الاتصالات
في عالم الاتصالات الهاتفية، هناك طريقتان أساسيتان للتحكم في عمليات توصيل المكالمات داخل المقسم (أو السنترال). فهم هاتين الطريقتين يساعدنا على تقدير التطور الهائل الذي أوصلنا إلى الشبكات الذكية التي نستخدمها اليوم.
-
أنظمة التحكم المباشر (Direct Control): في هذه الأنظمة القديمة (مثل نظام "step-by-step")، كان كل رقم يتم طلبه يؤدي مباشرة إلى تشغيل مفتاح معين في مرحلة من مراحل التبديل. كانت العملية ميكانيكية مباشرة، وكل مرحلة تستجيب لرقم واحد فقط.
-
أنظمة التحكم المشترك (Common Control): وهي التقنية الأكثر تطوراً والتي سنتناولها بالتفصيل. في هذه الأنظمة، يتم تجميع وتخزين جميع الأرقام التي يطلبها المتصل أولاً في "عقل" مركزي مشترك قبل اتخاذ أي إجراء لتوصيل المكالمة.
ما هو نظام تبديل التحكم المشترك؟
نظام التحكم المشترك هو نظام تبديل هاتفي يعتمد على وحدة تحكم مركزية (أو مشتركة) لإدارة وتوجيه جميع المكالمات. بدلاً من أن تتفاعل المفاتيح بشكل مباشر مع نبضات الطلب، يقوم هذا "العقل" المركزي بجمع المعلومات الكاملة، وتحليلها، ثم إيجاد أفضل مسار متاح لتوصيل المكالمة دفعة واحدة.
يمكن تقسيم وظائف هذا النظام إلى أربع فئات رئيسية:
-
مراقبة الأحداث: مثل رفع سماعة الهاتف، طلب الأرقام، وإنهاء المكالمة.
-
معالجة المكالمات: تحليل الأرقام وتوجيه المكالمة.
-
احتساب التكلفة (الشحن): تحديد تكلفة المكالمة.
-
التشغيل والصيانة: مراقبة حالة الشبكة وإدارتها.
آلية عمل نظام التحكم المشترك خطوة بخطوة
-
بدء المكالمة: عندما يرفع المشترك سماعة الهاتف، يستشعر النظام هذا الحدث (off-hook).
-
حجز "مسجّل": تقوم وحدة التحكم بتحديد خط المتصل وتنشيط "مسجّل" (Register) فارغ. هذا المسجل هو بمثابة ذاكرة مؤقتة جاهزة لاستقبال الأرقام التي سيتم طلبها.
-
إرسال نغمة الطلب: يرسل المسجّل نغمة الاتصال للمشترك، معلناً استعداده لتلقي الأرقام.
-
تخزين وتحليل الأرقام: يستقبل المسجّل الأرقام التي يطلبها المتصل ويخزنها.
-
الترجمة واتخاذ القرار: بمجرد استلام الأرقام الكافية لتحديد وجهة المكالمة، يتم إرسالها إلى "المترجم" (Translator). يقوم المترجم بالآتي:
-
تحديد ما إذا كانت المكالمة محلية أم خارجية.
-
تحديد مسار التوجيه المناسب عبر شبكة التبديل.
-
تحديد طريقة احتساب التكلفة.
-
-
توصيل المسار: تقوم وحدة التحكم بإرسال تعليمات إلى مفاتيح شبكة التبديل لإنشاء مسار اتصال مادي بين المتصل والمستقبل.
-
إتمام المكالمة: بمجرد إنشاء المسار، تبدأ عملية الرنين على هاتف المستقبل، وتستمر المكالمة.
تطور أنظمة التحكم المشترك: إضافة الذكاء البرمجي
كانت أنظمة التحكم المشترك الأولى تعتمد على "منطق سلكي" (Wired Logic)، حيث كانت جميع وظائف التحكم مبرمجة بشكل مادي من خلال توصيلات الأسلاك والمرحّلات (Relays). كان هذا النظام فعالاً، لكنه كان غير مرن على الإطلاق. فإضافة أي ميزة جديدة، مثل خدمة "المكالمة الجماعية"، كانت تتطلب تغييرات واسعة ومكلفة في الأسلاك المادية للمقسم.
وللتغلب على هذا القصور، ظهر جيل جديد من الأنظمة يدمج التحكم المبرمج (Stored Program Control - SPC). هذه الأنظمة الهجينة جمعت بين:
-
نظام التحكم المشترك التقليدي: الذي يتعامل مع غالبية المكالمات العادية.
-
وحدة تحكم إضافية مبرمجة (كمبيوتر): يتم اللجوء إليها فقط عندما يطلب مشترك ميزة خاصة.
في هذا النظام، يتم تخزين "الذكاء" في برامج مخزنة في ذاكرة الكمبيوتر بدلاً من الأسلاك. لتغيير ميزة أو إضافتها، كل ما يحتاجه الفنيون هو تغيير البرنامج ببساطة، دون الحاجة إلى إعادة توصيل آلاف الأسلاك.
لقد شكل هذا التطور قفزة نوعية في عالم الاتصالات، حيث مهد الطريق للمقاسم الرقمية الحديثة والخدمات الهاتفية المتطورة التي نتمتع بها اليوم، مثل البريد الصوتي، وتحويل المكالمات، وتحديد هوية المتصل.