أغلقت معظم أسواق الأسهم الخليجية على انخفاض طفيف يوم الأربعاء، في ظل حالة من الحذر سادت أوساط المستثمرين بعد الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قادة في حركة حماس بالدوحة. ورغم التراجع، لم تظهر الأسواق علامات على عمليات بيع واسعة النطاق، مما يشير إلى أن المستثمرين يتعاملون مع الحادث على أنه حدث عابر وليس تغيراً استراتيجياً في المشهد.
وكانت حماس قد أعلنت مقتل خمسة من أعضائها في الهجوم، من بينهم نجل خليل الحية، رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في الحركة. وقد وصفت الدوحة الهجوم بـ "الغادر"، ولاقى انتقادات واسعة من دول الخليج والاتحاد الأوروبي، كما أثار توبيخاً حاداً من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
تراجع المؤشر الرئيسي لبورصة قطر بنسبة 0.3%، متأثراً بتراجعات شملت معظم القطاعات، حيث خسر سهم بنك قطر الوطني، أكبر بنك في المنطقة، 0.5% من قيمته. من جانبه، أكد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التزام الدوحة بدورها في الوساطة، واصفاً إياها بأنها "جزء من الهوية القطرية"، وتعهد بأن هذه الضربة لن تثني بلاده عن مواصلة هذا الدور.
وتلعب قطر، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، دوراً محورياً كوسيط في الصراع الدائر منذ ما يقرب من عامين.
في الرياض، انخفض المؤشر الرئيسي للسوق السعودي بنسبة 0.3%، متأثراً بالتداعيات التي شملت مختلف القطاعات. وتراجع سهم عملاق النفط أرامكو السعودية بنسبة 0.6%. وفي سياق منفصل، نجحت أرامكو في جمع طلبات تجاوزت 16.5 مليار دولار لإصدار صكوك إسلامية من شريحتين، في خطوة تهدف إلى تعزيز ميزانيتها العمومية وسط ضعف أسعار النفط.
على صعيد الطاقة، ارتفعت أسعار النفط الخام بعد الهجوم الإسرائيلي في قطر والدعوات الأمريكية لفرض تعريفات جمركية على واردات النفط الروسية. لكن جوزيف ضاهرية، المدير العام في شركة "Tickmill"، علّق قائلاً: "الارتداد الأخير في أسعار النفط لا يزال غير كافٍ لدعم الأسواق، حيث لم يتأكد بعد حدوث انتعاش واضح ومستدام".
سجل المؤشر الرئيسي لسوق دبي المالي انخفاضاً بنسبة 0.6%، مسجلاً أكبر تراجع له منذ نحو شهرين، متأثراً بهبوط سهم بنك الإمارات دبي الوطني بنسبة 2%.
وفي العاصمة الإماراتية، تراجع مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 0.3%، مسجلاً رابع جلسة من الخسائر على التوالي. وقاد قطاع العقارات هذا الانخفاض، مع تراجع سهم شركة الدار العقارية بنسبة 1.5%.
ويتعامل المستثمرون في المنطقة مع التوترات الجيوسياسية منذ أشهر، وتشير ردة الفعل المحدودة في الأسواق إلى أن الضربة يُنظر إليها على أنها اضطراب تكتيكي وليس تحولاً هيكلياً.
وعلى النقيض من نظيراتها في المنطقة، ارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية EGX30 بنسبة 0.8%. وجاء هذا الأداء الإيجابي مدعوماً بتباطؤ معدل التضخم السنوي في المدن إلى 12% في أغسطس، مواصلاً اتجاهاً هبوطياً استمر لعامين وسط سياسة نقدية متشددة. وأضاف ضاهرية أن تباطؤ التضخم يدعم التوقعات الاقتصادية لمصر وقد يمهد الطريق لمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي.
ملخص أداء المؤشرات الرئيسية:
السعودية: تراجع بنسبة 0.3% إلى 10,498 نقطة.
أبوظبي: انخفض بنسبة 0.3% إلى 9,927 نقطة.
دبي: هبط بنسبة 0.6% إلى 5,923 نقطة.
قطر: تراجع بنسبة 0.3% إلى 11,077 نقطة.
مصر: ارتفع بنسبة 0.8% إلى 34,670 نقطة.
البحرين: انخفض بنسبة 0.2% إلى 1,942 نقطة.
عُمان: ارتفع بنسبة 0.3% إلى 5,089 نقطة.
الكويت: زاد بنسبة 0.1% إلى 9,360 نقطة.