أعلنت شركة نيورالينك (Neuralink)، المملوكة لإيلون ماسك، عن وصول عدد الأشخاص الذين حصلوا على شريحتها الدماغية الثورية N1 إلى 12 مريضاً حول العالم. تمثل هذه التقنية، المعروفة باسم واجهة الدماغ-الحاسوب (BCI)، قفزة نوعية تُمكّن المصابين بإصابات في الحبل الشوكي العنقي أو التصلب الجانبي الضموري (ALS) من التحكم في أجهزة الكمبيوتر باستخدام أفكارهم فقط.
وقد أكدت الشركة أن عدد المرضى تضاعف أربع مرات، بعد أن كان ثلاثة أشخاص فقط في فبراير 2025.
وفقاً لمنشور للشركة على منصة X، يتوزع المرضى الـ 12 المشاركون في التجارب السريرية "حول العالم"، حيث يوجد أول مريضين خارج الولايات المتحدة في كندا، وقد حصلا على الشريحة في أوائل سبتمبر. كما تجري الشركة حالياً "دراسات نشطة" في المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، مما يمهد الطريق لزراعة الشريحة لمرضى جدد في المستقبل.
وأضافت نيورالينك: "بشكل جماعي، أمضى المرضى أكثر من 2000 يوم مع أجهزتهم، مسجلين أكثر من 15,000 ساعة من الاستخدام. نتطلع إلى مواصلة استكشاف إمكانيات الواجهات العصبية مع جميع المشاركين لدينا".
تجدر الإشارة إلى أن شريحة N1 لم تحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بعد، ولا تزال في مرحلة التجارب السريرية التي تستهدف حالياً الأشخاص الذين لديهم "قدرة محدودة أو معدومة على استخدام كلتا اليدين".
يحصل المشاركون في الدراسة على الشريحة عبر عملية جراحية دقيقة، يقوم فيها روبوت جراحي مخصص (R1) بحفر ثقب في الجمجمة وزراعة الجهاز. تتصل الشريحة بالكمبيوتر عبر تقنية البلوتوث، مما يسمح للمرضى بتحريك مؤشر الفأرة، واختيار الكلمات للكتابة، وتصفح الإنترنت، وحتى ممارسة ألعاب الفيديو.
يُعد نولان أربو، أول مريض بشري يحصل على الشريحة، مثالاً حياً على هذا التحول. يقول أربو في مقابلة حديثة: "أنا أفكر حرفياً، 'أريد أن ينتقل المؤشر إلى هذا الجزء من لوحة المفاتيح واختيار المفتاح'".
ويضيف: "لم أعد ألعب ألعاب الفيديو بنفس القدر الذي كنت عليه في البداية. أنا الآن أجد طرقاً باستمرار لتحسين حياتي وتأمين دخلي المالي. يتضمن ذلك الكثير من رسائل البريد الإلكتروني، وتعديل المواقع، وكتابة النصوص، والبحث، والخدمات المصرفية، والمهام المنزلية—ببساطة، أحاول أن أعيش حياتي كشخص بالغ".
ورغم وجود بعض القيود، حيث يصف أربو تحكمه في المؤشر بأنه وصل "إلى 90% مما أريده"، إلا أنه يعتبر هذه التجربة "رحلة العمر" التي غيرت نظرته للحياة ومنحته اليقين بأن هذه التقنية ستكون متاحة يوماً ما لكل من يريدها.
أصيب أربو (31 عاماً) بالشلل بعد حادث غوص. وتشمل قائمة المرضى أيضاً:
أليكس: كان يعمل في تجميع قطع الآلات وفقد وظيفة ذراعيه، ويستخدم الآن شريحة N1 لتصميم قطع آلية ثلاثية الأبعاد باستخدام برامج التصميم الهندسي (CAD).
براد: أول شخص مصاب بالتصلب الجانبي الضموري يحصل على الشريحة.
مايك: أول شخص لديه وظيفة بدوام كامل يستخدم الشريحة، حيث عاد لممارسة عمله في مسح الأراضي من المنزل باستخدام برامج CAD.
آر جي: جندي سابق أُصيب بالشلل بعد حادث دراجة نارية.
تتنافس شركة نيورالينك مع العديد من الشركات الناشئة الأخرى في هذا المجال، مثل Echo و Synchron. وتُعتبر شركة Synchron منافساً قوياً، حيث تم زرع جهازها في 10 أشخاص، وسيكون قريباً أول جهاز يتصل بتقنية البلوتوث مع أجهزة آبل. على عكس شريحة نيورالينك التي تتطلب جراحة في الجمجمة، يتم إدخال جهاز سينكرون عبر وعاء دموي فوق الدماغ. لكل شركة طريقتها الخاصة، لكن الهدف واحد: تحسين نوعية حياة الأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة.