مراجعة Battlefield 6: عودة قوية للسلسلة

مراجعة Battlefield 6: عودة لعبة التصويب العسكرية بأسلحة ضخمة ودمار أضخم

في عالم تهيمن عليه ألعاب مثل Apex Legends و Overwatch والإصدارات السنوية من Call of Duty، من السهل أن ننسى مساهمات سلسلة Battlefield في نوع ألعاب التصويب الجماعية.

لكن لعبة Battlefield 6 (بسعر 69.99 دولارًا، تمت مراجعتها على PlayStation 5 Pro ومتوفرة أيضًا على PC و Xbox) هي تذكير رائع بأن هذه السلسلة العريقة لا تزال قادرة على المنافسة بقوة. تتخصص سلسلة التصويب العسكرية هذه في الدمار والنطاق الواسع، وتقدم Battlefield 6 ذلك وبجدارة.

تتكشف المعارك الصغيرة والنزاعات واسعة النطاق بواقعية ديناميكية، حيث تنهار المباني، وتتحطم الحواجز، وتتغير الخرائط في الوقت الفعلي. قد لا تكون حملة اللعب الفردي في Battlefield 6 مثيرة مثل معاركها عبر الإنترنت، لكنها تتألق بما يكفي كلعبة جماعية لتستحق جائزة اختيار المحررين.

Battlefield 6 مقابل Battlefield 2042: الحرب قد تغيرت

لقد مر وقت طويل منذ أن لعبت لعبة تصويب عسكرية. في الواقع، قبل النسخة التجريبية من Battlefield 6، كانت آخر لعبة لعبتها هي Battlefield 2042 الصادرة عام 2021، والتي لم يكن إطلاقها في أفضل حال. كانت مليئة بالأخطاء البرمجية، ومشاكل الخوادم، وآليات الحركة المعطلة، ونظام تقدم ممل، من بين مشاكل أخرى.

على الرغم من أن التحديثات على مر السنين عالجت العديد من نقاط الضعف تلك، إلا أن العديد من اللاعبين شعروا بخيبة أمل في النهاية من المنتج النهائي. وهو أمر حرص المطورون على تجنب تكراره هنا.

تُعد Battlefield 6 أشبه بخليفة روحية لألعاب Battlefield القديمة أكثر من كونها تكملة مباشرة لـ Battlefield 2042.

وعلى الرغم من أنها تفتقر إلى التدمير الحر الذي يسمح بتسوية الخرائط بالأرض، إلا أن Battlefield 6 تقدم ما يسميه المطورون "التدمير التكتيكي" (Tactical Destruction).

بطريقة ما، يبدو الأمر كمجموعة من المشاهد المُعدة مسبقًا. فليس كل شيء قابلاً للتدمير؛ بل تنهار عناصر معينة فقط. على سبيل المثال، سيظل هيكل المبنى قائمًا بغض النظر عما يصيبه، لكن يمكنك تدمير الجدران والأرضيات.

الأمر المثير في هذا هو أن الدمار يظل ثابتًا عبر المباريات. يمكنك استغلال هذا الدمار لصالحك، وإعادة تشكيل الخريطة، وتعلم كيف يغير ذلك من تدفق القتال. وهذا يشجع على مباريات سريعة الوتيرة تجبرك على البقاء في حركة مستمرة؛ لا يمكنك الجلوس في مكان واحد لفترة طويلة لأن غطاءك يمكن أن يُنسف.

بغض النظر عن التدمير الاستراتيجي، فإن مشاهدة هذا الاستعراض يتكشف أمامك أمر مُرضٍ للغاية. في إحدى الخرائط، أطلقت قذيفة على نافذة مبنى، فدمرت زاوية البرج بالكامل.

وفي خريطة أخرى، انهار برج رافعة عملاق في وسط منطقة الحرب، مرسلاً موجة من الغبار والحطام عبر الشاشة، بينما يتدافع اللاعبون الآخرون للنجاة بحياتهم. إلى جانب تصميم الصوت المذهل، تنبض معارك Battlefield 6 بالحياة بطريقة لا تفعلها معظم ألعاب التصويب الجماعية.

أسلوب اللعب: الفئات وقدرات الحركة الجديدة

مثل الأجزاء السابقة في السلسلة، تتميز Battlefield 6 بنظام فئات يتيح لك اللعب كجندي يمتلك مهارات الهجوم (Assault)، أو المهندس (Engineer)، أو الاستطلاع (Recon)، أو الدعم (Support). كل فئة لها سمات فريدة، لكنها لا تحدد الأسلحة التي يمكنك استخدامها؛ لديك الحرية في تخصيص عتادك ليناسب أسلوب لعبك.

تتميز اللعبة بمجموعة واسعة من الأسلحة، بما في ذلك البنادق الهجومية والرشاشات والبنادق الخفيفة. كل سلاح له ارتداد واقعي، وكلها تمنح شعورًا مُرضيًا عند إطلاق النار. يمكنك اختبارها في ميدان الرماية داخل اللعبة لفهم كيفية عمل كل سلاح وتعديل أجزاء معينة لتحسين الدقة والتحكم.

يقدم نظام القتال الحركي (Kinesthetic Combat System) الجديد تحديثات صغيرة ولكنها مؤثرة على الحركة. فعند الانحناء خلف جسم ما، تلتصق تلقائيًا بالزاوية لتتمكن من الإلقاء بنظرة وإطلاق النار، أو تثبيت سلاحك لتقليل الارتداد. وعندما يسقط زملاؤك في المعركة، يتيح لك النظام سحبهم من خط النار لإنعاشهم بأمان.

هذه التغييرات الرئيسية والثانوية تميز Battlefield 6 عن Call of Duty على الرغم من تشاركهما في العديد من السمات. كما يتوفر Battle Pass مع عناصر مجانية ومميزة سيتم إطلاقه مع اللعبة.

ما يثير إعجابي حقًا هو ثراء أطوار اللعب الجماعي. تشتهر Battlefield بمعاركها واسعة النطاق المعروفة باسم الحرب الشاملة (All-Out Warfare).

ثم هناك طور الغزو (Conquest)، حيث يتقاتل فريقان للسيطرة على أهداف في الخريطة. وفي طور الاختراق (Breakthrough)، يتم تقسيم الخريطة إلى قطاعات، حيث يدفع الفريق المهاجم خط المواجهة، بينما يحاول المدافعون الصمود. بالإضافة إلى ذلك، ستجد مجموعة واسعة من المعارك الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى الأطوار التقليدية مثل Team Deathmatch و King of the Hill.

يعود أيضًا Battlefield Portal، وهو بشكل أساسي نسخة Battlefield 6 من طور Forge في Halo. يمكنك من خلاله التلاعب بالقواعد وتعديل الذكاء الاصطناعي وتغيير جغرافيا الخريطة.

طور القصة الفردي: قصة جيدة وبعض العثرات

من المرجح أن تكون تجربة اللعب الجماعي وحدها كافية لإرضاء معظم اللاعبين، لكن Battlefield 6 تعيد تقديم طور القصة الفردي بعد التخلي عنه في Battlefield 2042. تتمحور الحملة حول أعضاء Dagger 13، وهي مجموعة من نخبة مشاة البحرية.

تتكون الحملة من تسع مهام ترسل بك إلى جميع أنحاء العالم. ستقفز من الطائرات، وتقاتل فوق السدود، بل وستنقذ الرئيس. وعلى الرغم من أن بعض هذه المواجهات تبدو مليئة بالإثارة، إلا أنها تفتقر إلى الإنتاج الضخم الذي يجعل هذه المشاهد لا تُنسى.

في الواقع، لاحظت معظم عيوب Battlefield 6 أثناء لعب طور القصة. العرض التقديمي غير متسق، حيث يتم مزج مشاهد سينمائية مسبقة الصنع مع مشاهد داخل اللعبة تبدو رديئة بشكل ملحوظ بالمقارنة.

لكن القضية الأكثر إزعاجًا في Battlefield 6 هي ضعف الذكاء الاصطناعي للأعداء. أثناء اللعب على مستوى الصعوبة العادي، لاحظت أن الأعداء يسيرون بلا هدف خارج الغطاء إلى العراء أو يحدقون في وجهي قبل أن يفتحوا النار. وينطبق ذلك على الحلفاء أيضًا.

كانت هذه مشكلة أيضًا عندما تملأ البوتات المباريات الجماعية. في إحدى المباريات، نصبت كاشف حركة عند مدخل وشاهدت البوتات تسير ببطء عبره في طابور واحد، كالفراشات المنجذبة إلى اللهب.

الخلاصة

بغض النظر عن مشاكل طور القصة الفردي، تُعد Battlefield 6 واحدة من أفضل ألعاب التصويب الجماعية لهذا العام. حتى بعد أكثر من عشرات الساعات عبر الإنترنت، ما زلت أشعر بأنني لم أكتشف سوى القليل مما تقدمه Battlefield. وطالما أن EA تقاوم الرغبة في حقنها بمعاملات شرائية جشعة، فمن المؤكد أن Battlefield 6 ستتمتع بدورة حياة طويلة.

تمثل Battlefield 6 عودة قوية للسلسلة. البيئات الديناميكية القابلة للتدمير، والتنوع الهائل في أطوار اللعب الجماعي، وطور الحرب الشاملة المميز، ليست سوى بعض النقاط البارزة التي تجعل اللعبة ممتعة للغاية. قد يبدو طور القصة الفردي كفكرة ثانوية، لكن تجربة اللعب الجماعي مثيرة لدرجة أن هذا لا يهم.

بفضل أطوارها المتعددة وأسلوب لعبها العميق الذي يبقيك على أهبة الاستعداد، تُعد Battlefield 6 فائزة بجائزة اختيار المحررين لألعاب التصويب العسكرية.