ما هو التقويم البابلي؟
التقويم البابلي: إرث حضاري أثر في قياس الزمن
يُعد التقويم البابلي واحدًا من أقدم وأهم أنظمة قياس الزمن في تاريخ البشرية، حيث يعكس الدقة الفلكية المتقدمة التي توصلت إليها حضارة بلاد الرافدين. وهو تقويم شمسي-قمري، أي أنه يجمع بين دورة القمر لتحديد الأشهر، ودورة الشمس لتحديد طول السنة ومواسمها.
تم وضع أسس هذا التقويم في عصر "سلالة أور الثالثة" السومرية، وتحديدًا في عهد الملك "شولغي"، وكان يُعرف في بداياته بـ "تقويم أوما".
بنية السنة البابلية
تتكون السنة البابلية من اثني عشر شهرًا قمريًا، وتبدأ مع أول رؤية للهلال بعد الاعتدال الربيعي. وللحفاظ على توافق السنة القمرية (حوالي 354 يومًا) مع السنة الشمسية (حوالي 365 يومًا)، أضاف البابليون شهرًا كبيسًا (ثالث عشر) كل ثلاث سنوات تقريبًا.
وقد قسم البابليون السنة إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
-
بداية السنة: ريش شاتي (Rêš Šatti)
-
منتصف السنة: ميشيل شاتي (Mišil Šatti)
-
نهاية السنة: قيت شاتي (Qīt Šatti)
أشهر التقويم البابلي وتأثيرها الحضاري
استخدم البابليون هذا التقويم بشكل أساسي، ثم تبناه الآشوريون مع بعض الإضافات. وبعد السبي البابلي، اقتبس اليهود العديد من أسماء الشهور البابلية ودمجوها في تقويمهم العبري، وهو ما لا يزال مستخدمًا حتى اليوم. كما فعل السريان الشيء نفسه وأضافوا هذه الأسماء إلى تقويمهم.
فيما يلي قائمة بالأشهر البابلية وما يقابلها في تقويم الهلال الخصيب:
-
أرخ نيسانو (Araḫ Nisānu): شهر الملجأ (يقابله نيسان).
-
أرخ أيارو (Araḫ Āru): شهر الثور (يقابله أيار).
-
أرخ سيمانو (Araḫ Simānu): (يقابله حزيران).
-
أرخ دوموزو (Araḫ Dumuzu): نسبةً للإله تموز الراعي (يقابله تموز).
-
أرخ أبو (Araḫ Abu): (يقابله آب).
-
أرخ أولولو (Araḫ Ulūlu): (يقابله أيلول).
-
أرخ تشريتوم (Araḫ Tašrītu): شهر البداية (يمثل النصف الثاني من السنة) (يقابله تشرين الأول).
-
أرخ سمنا (Araḫ Samna): شهر وضع الأساسات (يقابله تشرين الثاني).
-
أرخ كسليمو (Araḫ Kislimu): (يقابله كانون الأول).
-
أرخ تيبيتوم (Araḫ Ṭebētu): شهر قدوم الماء (يقابله كانون الثاني).
-
أرخ شباطو (Araḫ Šabaṭu): (يقابله شباط).
-
أرخ أدارو (Araḫ Adaru): شهر أدار (يقابله آذار).
-
الشهر الكبيس (الثالث عشر): كان يُضاف عند الحاجة ويُسمى غالبًا "أرخ مكاروشا أداري" أي "شهر أدار الثاني".
مفهوم "شَبَتّو" (Shabattu)
استخدم البابليون كلمة "شبتو" للإشارة إلى اليوم الخامس عشر من الشهر، الذي يتزامن مع اكتمال القمر (البدر). كان هذا اليوم يومًا مقدسًا مخصصًا للراحة والعبادة، وتُحرم فيه بعض الأنشطة. ويُعتقد أن هذا المصطلح هو الأصل الذي اشتُقت منه كلمة "السبت" (Sabbath) في العديد من اللغات والديانات السامية، كدليل آخر على التأثير الحضاري العميق لبلاد الرافدين.