تُعد شاشة الكمبيوتر نافذتنا إلى العالم الرقمي، فهي جهاز الإخراج الأساسي الذي يعرض لنا كافة المعلومات والبيانات، من النصوص والصور إلى مقاطع الفيديو والألعاب. لقد تطورت الشاشات بشكل هائل، وانتقلت من النماذج القديمة ضخمة الحجم إلى الشاشات المسطحة فائقة النحافة التي نراها اليوم.
لفهم كيفية اختيار الشاشة المناسبة، يجب التعرف على أهم خصائصها وأنواعها المختلفة.
تختلف الشاشات فيما بينها بناءً على مجموعة من المواصفات التقنية التي تحدد جودة أدائها. إليك أبرزها:
دقة العرض (Resolution): تشير إلى عدد وحدات البكسل التي تعرضها الشاشة (عرض × ارتفاع). كلما زاد عدد البكسلات، زادت حدة الصورة وتفاصيلها. على سبيل المثال، دقة (1920x1080) تُعرف بـ Full HD، بينما دقة (3840x2160) تُعرف بـ 4K.
معدل التحديث (Refresh Rate): هو عدد المرات التي تقوم فيها الشاشة بتحديث الصورة في الثانية الواحدة، ويُقاس بالهرتز (Hz). معدل التحديث الأعلى (مثل 144Hz أو 240Hz) يوفر حركة أكثر سلاسة ونعومة، وهو أمر حيوي جداً في الألعاب سريعة الحركة.
زمن الاستجابة (Response Time): هو الوقت الذي يستغرقه البكسل الواحد للانتقال من لون إلى آخر (عادةً من الرمادي إلى الرمادي)، ويُقاس بالمللي ثانية (ms). زمن الاستجابة المنخفض (مثل 1ms) يقلل من ضبابية الحركة (Motion Blur)، مما يجعله مثالياً للألعاب والمحتوى السريع.
نسبة التباين (Contrast Ratio): هي الفرق بين ألمع درجة للون الأبيض وأقتم درجة للون الأسود يمكن للشاشة إنتاجهما. نسبة التباين العالية تعني أن اللون الأسود يبدو أعمق والألوان أكثر حيوية ووضوحاً.
العمق اللوني (Color Depth): يُقاس بعدد البتات (bits) المستخدمة لتمثيل لون كل بكسل. كلما زاد عدد البتات (مثل 8-bit أو 10-bit)، زاد عدد الألوان التي يمكن للشاشة عرضها، مما ينتج عنه تدرجات لونية أكثر سلاسة وواقعية.
نسبة العرض إلى الارتفاع (Aspect Ratio): هي النسبة بين عرض الشاشة وارتفاعها. النسب الأكثر شيوعاً هي 16:9 (الشاشات العريضة التقليدية) و 21:9 (الشاشات فائقة العرض - Ultrawide) التي توفر مساحة عمل أوسع وتجربة مشاهدة سينمائية.
الانحناء (Curvature): انتشرت في السنوات الأخيرة الشاشات المنحنية، خاصة في الأحجام الكبيرة. يهدف الانحناء إلى توفير تجربة مشاهدة غامرة ومريحة للعين، حيث يجعل حواف الشاشة أقرب إلى مجال رؤيتك المحيطي.
شاشات اللمس (Touchscreens): أصبحت بعض الشاشات تعمل كوحدات إدخال وإخراج في نفس الوقت، مما يتيح للمستخدم التفاعل مع المحتوى مباشرة عبر اللمس، وهي مفيدة جداً في التصميم وبعض بيئات العمل.
لا يمكن الحديث عن الشاشة دون ذكر بطاقة الرسوميات (Graphics Card)، والتي تُعرف أيضاً بأسماء مثل (Video Card) أو (Display Adapter). هي ليست مجرد "كارت" بلاستيكي، بل هي بمثابة كمبيوتر مصغر داخل جهازك، مسؤول عن معالجة البيانات الرسومية وتحويلها إلى إشارة مرئية يمكن للشاشة عرضها.
تُثبّت هذه البطاقة داخل صندوق الكمبيوتر وتتصل بالشاشة عبر منافذ مثل HDMI أو DisplayPort. جودة بطاقة الرسوميات تحدد بشكل كبير قدرة الجهاز على تشغيل الألعاب الثقيلة وبرامج التصميم وعرض المحتوى بدقة عالية.
شاشات CRT (أنبوب أشعة الكاثود): هي التقنية القديمة التي كانت تستخدم في الشاشات والتلفزيونات الضخمة. تعمل عن طريق إطلاق تيار من الإلكترونات على شاشة فسفورية لتكوين الصورة. أصبحت الآن نادرة جداً.
شاشات LCD (شاشة الكريستال السائل): هي التقنية الأساسية في معظم الشاشات المسطحة. تعتمد على طبقة من الكريستال السائل يتم التحكم بها كهربائياً للسماح بمرور الضوء من مصدر إضاءة خلفي (Backlight) لتكوين الصورة.
شاشات LED (الصمام الثنائي الباعث للضوء): هي في الواقع نوع مطور من شاشات LCD. الفرق الرئيسي هو أنها تستخدم صمامات LED كمصدر للإضاءة الخلفية بدلاً من مصابيح الفلورسنت القديمة. هذا يجعلها أنحف، وأكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، وذات نسبة تباين أفضل. معظم الشاشات الحديثة اليوم هي من نوع LED-backlit LCD.
شاشات OLED (الصمام الثنائي العضوي الباعث للضوء): تمثل قفزة نوعية في عالم الشاشات. في هذه التقنية، كل بكسل يضيء ذاتياً ولا يحتاج إلى إضاءة خلفية. هذا يسمح بالحصول على لون أسود حقيقي (لأن البكسل يُطفأ تماماً) ونسبة تباين لانهائية وألوان مذهلة.
